أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحمد أبو النواعير - من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟














المزيد.....

من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 23:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟

الإنسان إرادة, بهذه الكلمة نستطيع أن نوصف مشروع الخلق البشري في الوجود, فقد خُلقَ الإنسان وجُبٍلَ على أنه يريد, ويريد دوما, ولن يستطيع أن يعيش يوما واحدا, دون تكون لديه إرادة أو رغبة أو حلم يختاره لتحقيقه, وأعلى مراحل إرادة الإختيار الإنسانية, والموجوده وبشكل فطري لدى جميع البشر, هو حلم العيش في الجنة؛ وفي الثقافات والحضارات السابقة, وبمعّيتها بعض الأديان الوضعية والسماوية المُحَرَّفة, إقتصر مفهوم الجنة عندها, بالجنة السماوية العليا- او في الحياة الآخرةافقط!
يعتقد الغرب أن أرقى ما وصل إليه لتحقيق هذا الحلم, هو من خلال تحقيق أرقى نظام سياسي, ووضعوا الديمقراطية في المرتبة الأولى, والتي من خلالها يستطيع البشر أن يحققوا حلمهم , بالعيش في الجنة الأرضية! وهذا يقود الى التضاد مع تعريف الجنة بانها السماوية العليا, إذ أن خطاب هؤلاء يقوم على مبدأ تحقير الدنيا, ومحاولة زرع الحقد في النفوس عليها.
انهيار أحلام وإرادات الشباب العربي في الدول العربية, جاء كتداعي طبيعي لعمليات مستمرة, قامت بها الحكومات العربية, من أجل قتل أحلام هؤلاء بالعيش الكريم؛ البديل الوحيد الذي قدمه هؤلاء الحكام والطغات للشباب العربي والمسلم, من خلال منابر الوعض والإرشاد, هو الوعد بالجنة السماوية, والتزهيد بشكل مطلق الى حد الفناء, في تصور الجنة الأرضية وتوصيفها, ولو قمنا بمسح بسيط لمقاطع الفديو التوعوية وخطب المنابر, وقراءة الأدعية الجماعية لديهم, لوجدنا هذا التوجه طافحا بشكل لا يقبل النقاش, وهو ما ساهم في ايجاد التنظيمات الجهادية الإنتحارية!
الجمهورية الإسلامية الإيرانية, تعاملت بذكاء مع هذه الإشكالية, حاولت قدر استطاعتها العمل على تحقيق الجنة الأرضية, فطورت بلدها صناعيا وتجاريا وعسكريا واجتماعيا, وحاولت في الوقت نفسه تربية النفوس على العمل والجهاد من أجل الوصول للجنة السماوية, لذا نجدها وقد امتلكت كل أدوات الديمومة والبقاء, وهو بعكس ماهو عليه الحال الآن في الدول العربية.
انتشار الربيع العربي, بدل أن يكون ساعيا لتحفيز الشباب الى البحث عن مقومات الجنة الأرضية, من خلال تطوير بلدانهم ونبذ لغة الكراهية والموت, ونشر لغة التسامح والمحبة, على العكس قامت بتغذية الشباب والنشأ على مدى سنين طويلة, على لغة الموت والكراهية العقائدية, وفوضوية لا تستطيع التوفيق بين مفهوم الجنتين, إستقرت أخيرا عند مفهوم الجهاد السلبي, الكاره للحياة الإجتماعية المعتدلة, والطالب للجنة الآخروية بتحطيم كل ما موجود في هذه الدنيا.
اختلاف الخطابين, أوقع الحكام العرب بإشكالية عويصة, وهو الخوف من المد الإيراني الفكري والعقائدي, والذي استطاع التوفيق بين القرائتين, خاصة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع ايران, وهنا سقط ما في أيدي الحكام العرب, وجن جنونهم خوفا, وسارعو بالذهاب لماما أمريكا وولدها الأسمر الذكي, يطلبون منه الحماية والمنعة ضد دولة (جنة الأرض والسماء), فجاءهم جواب الرجل الأسمر واضحا: أصلحوا داخل بلدانكم أولا, وتصالحو مع شعوبكم ثانيا, وعندها فقط تستطيعون الوقوف بوجه ايران!
وأخيرا: من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة
- رئاسة التحالف الوطني, وإفلاس المأزومين
- عادل عبد المهدي ومحنة النفط *محمد أبو النواعير
- حياة سنة العراق- بين المرجعية والعالمية
- اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحمد أبو النواعير - من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟