أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المنتج القيادي!














المزيد.....

تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المنتج القيادي!


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 01:48
المحور: المجتمع المدني
    


تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المنتج القيادي!
د.محمد أبو النواعير*
يعيش العراق مرحلة استثنائية لا تمر بها أغلب الشعوب على وجه الأرض, فمن تسلط الظالمين, إلى حروب عبثية, تبعها عمليات تفريغ البلد من أهم عقوله العلمية والأكاديمية, إلى تناحر الطوائف والمذاهب (تناحرا اجتماعيا وعقائديا عسكريا), إلى سيطرة الدول الخارجية على مقدرات الأمة العراقية من جميع النواحي, حتى بات تدخل هذه الدول مباحا حتى في مجال مناهج التعليم والتربية وأدوات الضخ الثقافي, والسيطرة على أدوات التلاعب بالعقول والإعلام ومخرجات عمليات التثقيف الطبيعي التي تحصل في أي بلد.
لقد كان العراق من بين الدول المتقدمة في مستواها الثقافي والعلمي خلال العقود التي تلت تأسيس الدولة العراقية في القرن السابق, حيث كان التعليم الأولي والجامعي, يسير بخطوات ومنهجيات ثابتة وراسخة بدقتها واحترافيتها العالمية, كما أن موائمة السلم المجتمعي في تلك الفترات, مع عمليات التعليم والتثقيف, ساعدت على التأسيس لبنى ومؤسسات ثقافية وتعليمية رصينة ومحترمة, ساهمت في إيجاد منظومة تنشئة مجتمعية وثقافية مهمة, جعلت هذا البلد في مقدمة الدول الناهضة والسائرة نحو التحضر.
مدخلات العملية الثقافية في أي بلد, تتعلق بعوامل عدة, منها ما هو مجتمعي, ومنها ما هو علمي احترافي, عدم استقرار البنية السياسية والأمنية في العراق, مع حصول اهتزازات عميقة في العلاقات المجتمعية, والتي قادت إلى حصول قطيعة مصطنعة بين كيانات الشعب, مع ضعف ورداءة المنتج القيادي في كل مجالات إدارة الدولة, وأهمها المجال السياسي, والذي تلاعبت به مقدرات الجهل والمحسوبية والعلاقات القبلية وصراع الإرادات المتنافسة؛ كل ذلك قاد إلى حصول شرخ كبير في عمليات التثقيف المجتمعي, مما قاد إلى حصول انحدار كبير في مستوى الثقافة لدى الفرد العراقي, وباتت القراءة أمرا نشازا في نظر الوعي المجتمعي, لا يتعلق إلا بطبقة محددة منزوية في أنماطها المثالية البعيدة عن واقعية الحياة!
هذه النظرة المجتمعية الجاهلة, تمثل جريمة كبيرة ترتكب بحق هذا البلد, وتخريب غبي من قبل كل الجهات المسؤولة, لأهم أداة من أدوات نهضة البلدان وتطورها, حيث أنها قادت عملية الدراسة والتعليم, لجعلها عبارة عن مرحلة عبور يمكن الخلاص منها بشتى الطرق الملتوية, بدل أن تكون مرحلة تأسيس وترصين للوعي المجتمعي الثقافي والتربوي, والذي يقود لمخرجات سلوكية مستقبلية, تعمل كعوامل نهضة حقيقية.
النتيجة : البلد الذي تُسلب منه أدواته التثقيفية والتربوية والعلمية, هو بلد يعيش مرحلة الإنعاش, وسيقف في فترات مقبلة على حافة تأريخ, يتغذى بعوامل الفشل والانهيارات بشكل تدريجي, ليضمن لسالبيه, إبقائه ضعيفا جاهلا مقطوعا عن أسباب التقدم والقوة والنهوض.
*دكتوراه في النظرية السياسية/ المدرسة السلوكية الأمريكية في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
- عمار الحكيم وتفكك الاستبداد الحزبي- تيار الحكمة أنموذجا
- الفعل السياسي في تيار الحكمة - بين مفهومي الثورة والأصالة
- مقاييس الشرف في العراق, بين الرجل والمرأة. وجهة نظر سلوكية
- مكافحة العنف ضد المرأة- حقوقٌ تؤخذ, أم تُعطى؟
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!


المزيد.....




- السوداني: يحق لإيران الدفاع عن نفسها وفق قوانين الأمم المتحد ...
- تحذير أممي: نحو مليوني فلسطيني معرضون لخطر المجاعة بسبب الحر ...
- السجن مدى الحياة لطبيب سوري شارك بتعذيب معتقلين
- فيديو: عراقيون يتظاهرون في بغداد دعما لإيران وغضبا من إسرائي ...
- مقتل 20 فلسطينياً قرب مراكز توزيع مساعدات في غزة، والأونروا ...
- الأوضاع الكارثية في قطاع غزة تتصدر أعمال الدورة الـ59 لمجلس ...
- إيران.. اعتقال 4 عملاء واكتشاف ورش لتصنيع المسيرات والمتفجرا ...
- هل تتوسع حرية الصحافة في مصر؟
- عراقيون عالقون في بيروت يتظاهرون أمام السفارة للمطالبة بممرا ...
- -الأونروا-: القيود تحول دون دخول كميات كبيرة من المساعدات إل ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أحمد أبو النواعير - تدني المستوى الثقافي, بين ضعف الأدوات التعليمية, ورداءة المنتج القيادي!