أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقاربات سيسيولوجية














المزيد.....

بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقاربات سيسيولوجية


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقاربات سيسيولوجية
*محمد أبو النواعير
منذ أن طرح مونتسكيو نظريته الشهيرة, والمتضمنة مبدأ الفصل بين السلطات, وعالم السياسة والحكم يشهد تحولات مهمة, قادت الى تطور العمل في مجال بناء الدول وتطويرها؛ وإذا أردنا أن ننظر الى نموذجين مطروحين في دول العالم المتقدمة, وأقصد بهما : نظام الحكم البرلماني الحكومي في أغلب دول أوربا, ونظام الحكم الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية, فإننا سنجد أن الثاني قد تجسدت فيه بوضوح ملامح نظرية مونتسكيو أكثر من الأول.
مبدأ الفصل بين السلطات الذي أقره مونتسكيو, كان يرمي من خلاله إلى تهذيب وتشذيب عوامل القهر السلطوي, والتي كانت تتجسد وتتمثل في ذلك الزمن بالسلطة المطلقة للملك, أو الإمبراطور, محاولا في الوقت نفسه, أن يجعل من صناعة القرار أو صياغة القانون, وتنفيذه والمتابعة والمراقبة في تنفيذه, يمر عبر مؤسسات متعددة, لكي لا يكون حكرا على جهة واحدة أو شخص واحد.
في الولايات المتحدة الأمريكية, يتميز نظام الحكم فيها بكونه نظام حكم رئاسي, إضافة إلى أن أمريكا ومع ما تتميز به من تقدم في حقوق الإنسان, والعمل بمبدأ الفصل بين السلطات, نجد أن عقوبة (الإعدام) معمول بها في هذا البلد! وهو عكس ما موجود في أوربا؛ ويذهب فقهاء القانون والفكر السياسي في تفسير هذا الاختلاف, إلى أن أوربا قد عانت ولعقود طويلة من تسلط الطغاة والدكتاتوريات- سواء الملكية منها أو الجمهورية- فكانت عقوبة الإعدام أداة طيعة بيد هؤلاء الطغاة لتصفية خصومهم.
في أمريكا الوضع يختلف, حيث أن أمريكا كبلد, تميز وخلال الــ 200 عام الأخيرة- أي منذ تشكيل الدولة, وإقرار الدستور الأمريكي- بعدم ظهور اي حالة من حالات الدكتاتوريات, المخالفة لروح وجوهر النظام الديمقراطي المعمول به في ذلك البلد, لذا وجد فقهاء القانون في هذا البلد, أن عقوبة الإعدام للمجرمين الذين يستحقونها, هي عقوبة مناسبة, ولم يتخوفوا منها أن تكون أداة بيد حاكم من حكامها في يومٍ من الأيام.
المعنى :
أن أنظمة الحكم, وأشكالها, وأنواعها, إنما تتشكل في البلدان والدول, بحسب طبيعة وأرضية وبيئة ومقومات وظروف ذلك البلد, ويتم الابتعاد دوما عن أي قانون أو شكل حكم, أو أدبيات عمل سياسي, قد تؤدي في المستقبل إلى تخريب بناء الدولة, أو القضاء على الشكل السياسي فيها.
في بلدٍ كالعراق, وبعد مئات السنين من تسلط أعتى وأغرب أنواع التسلط الدكتاتوري فيه, وبعد تذوق شعبه الويلات من خلال معايشتهم لكل أنواع التسلط الفردي والسلطوي, الدكتاتوري والاستبدادي والطغياني, ومع توفر أرضية اجتماعية وبيئية خصبة في هذا البلد, لتصدير كل أنواع الدكتاتوريات الممكنة, لذا فإن المطالبة بأن يتحول نظام الحكم في العراق من النظام البرلماني, إلى النظام الرئاسي, إنما هو فتح الباب على مصراعيه, لشرعنة ولادة دكتاتوريات جديدة, ستعمل على تفتيت مفهوم الفصل بين السلطات, وسترسخ ما تم بنيانه سياسيا وجماهيريا من فكر استبدادي وطغياني.
ولا أعلم, هل أن الداعين الى مثل هذا النوع من الأنظمة, قد عُميت أبصارهم عن الحرائق والكوارث التي أصابت المنطقة برمتها, نتيجة تسلط دكتاتوريات استبدادية تسلطية, تحكمت بأرواح شعوبها ومقدراتهم وحقوقهم وأصواتهم, وحكمتهم بالحديد والنار, ومن يأبى منهم فسيكون البديل هو : داعش!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالأيديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة
- رئاسة التحالف الوطني, وإفلاس المأزومين


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقاربات سيسيولوجية