أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-














المزيد.....

توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توماس كون، بين "المجلس الأعلى" و "تيار الحكمة"
محمد ابو النواعير
يتميز عالم السياسة، حاله في ذلك حال بقية مناحي الحياة الطبيعية، بالتغير والصيرورة المستمرة، والتحول من حال الى حال بحسب متطلبات وضرورات التطور والتغيير والتحديث، التي ألمت بالحياة المعاصرة للبشرية؛ وتقف النظريات العلمية، وحراك المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وسط هذا الزخم المتعاظم من الحركة الذاتية المحورية، والحركة الانتقالية التطورية، موقفين متباينين، فالبعض منها كان يمثل دور الثبات طلبا للاستقرار، فنجده يبدأ منهجه بثورة جديدة، ومن ثم بالتدرج تصاب ادواته بالخمول والرتابة والتقوقع، بل والعجز عن مجارات مشاكل الواقع .
النمط الثاني هو النمط الثوري المتحرك، الذي يؤمن بضرورة استيعاب التغيرات الطارئة في المجتمع والحياة والسياسة والاقتصاد والعلوم الطبيعية، فيحاول ان ينبثق من ثنايا النمط الاول، دافعا بالاطر الكلاسيكية للتعاطي الفكري والعلمي الى الخلف،محاولا ايجاد ادوات جديدة وصحيحة منبثقة من الاسس الفكرية والأيديولوجية المؤسسة، تمكنه من استيعاب المشاكل المستحدثة التي لا مكان لحلها في النمط القديم !
بين هذا وذاك، نجد فيلسوف العلم المعاصر توماس كون يقف في كتابه المشهور (بُنية الثورات العلمية)، موقفا مؤسسا لنمط جديد من انماط التفكير العلمي، والذي احدث ثورة كبيرة ، عصفت بكل أطر وانماط التفكير العلمي، في كل المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية؛ حيث يذهب كون الى ان الثورات السياسية تبدأ بشعور الناس، والذي غالبا ما يكون محصورا في قسم من المجتمع السياسي، بأن المؤسسات القائمة توقفت عن ايجاد الحلول الكافية للمشكلات البينية، التي تتنامى نتيجة الازدياد في التعقيد.
ان المؤسسة السياسية القائمة على نظرية أيديولوجية معينة في وقت من الاوقات، تصبح نموذجا مقبولا ومستوعبا لحل المشاكل السياسية المطروحة في المجتمع؛ هنا يرى كون أنه ، وبعد فترة من الزمن، تتحول الادوات المنهجية لتلك الاسس الفكرية والنظرية التي تقوم عليها تلك المؤسسات السياسية الى عامل أزمة، تمثل عجز هذه الادوات والمناهج التابعة لتلك الاطر النظرية، عن ايجاد الاجوبة الكافية التي يمكن لها ان تتطابق مع الواقع المعاش، بدل ان تكون عامل حل لأزمات ذلك الواقع، وذلك نتيجةً لصعوبات اداتية ومنهجية، تواجهها أطرها النظرية التأسيسية، بحيث تعجز من خلالها عن استيعاب هذه الصعوبات.
في البداية يقوم المختصون في هذه المؤسسات والمنظرين لها، بالالتفاف على هذه الصعوبات عن طريق عمل الكثير من التلفيقات وايجاد المبررات في اطرها النظرية، ولكن هذه التلفيقات تعجز عن رقع ثقب المشاكل الواقعية والعملية، والتي تعجز البنى النظرية لتلك المؤسسة السياسية من ايجاد حلول استيعابية لها؛ ويرى كون انه ومن رحم تلك المؤسسات السياسية، تنبع ثورة تغيرية، تحاول قراءة الأسس التكوينية لتلك المؤسسة السياسية، بطرق وأساليب ومناهج جديدة، لا تتقاطع مع الأسس البنائية التأسيسية، ولكنها تتميز بانفتاحها على المشاكل المستجدة للواقع العلمي والمجتمعي والسياسي؛ ويرى كون بان مثل هذا النوع من الثورة التغيرية، يقوم بها عادة الشباب، ويرفضها الشيوخ !
لقد أثبتت تجارب التأريخ، بأن من النادر تحقيق النجاح في إقناع "الجيل القديم" من القدماء، بالنظريات التغيرية الجديدة، وذلك ربما لان الحس الثوري قد انتهى لديهم او انهم اصبحوا ينتمون للسائد وتماهوا معه وأصبح يعبر عنهم !! يقول فيلسوف العلم المعاصر ماكس بلانك "لا تفوز الحقيقة العلمية الجديدة عن طريق اقناعها خصومها وجعلهم يرون النور، بل لأن خصومها سينتهون بالموت، وأن جيلا جديدا سوف يترعرع ويألفها" !
حركة التطور والتغيير الطبيعية، أوجبت قيام حراك سياسي فكري في العراق، إنقسمت اطرافه بين نوعين: نوع يرى بان المؤسسات السياسية القديمة، القائمة والمتأسسة على منهج المعارضة والمقاومة والممانعة، هي المؤسسات الأصيلة التي يمكن لها ان تحمل مشروع يمثل روح الصالح العام، وعمق الاسلام الصحيح؛ وهذا المنهج يحاول اصحابه دوما الدفاع عن ادواتهم المنهجية في التعاطي مع المشاكل السياسية.
النمط الثاني، هو النمط الذي فرضه وسيفرضه واقع جماهيري وشعبي معاش، فرضته مشاكل بدأت تتفاقم وتتحول وتنشطر، بحيث اصبح منهج المدرسة القديمة غير قادر على إستيعابها فضلا عن إيجاد الحلول لها، او النظر في تفاصيلها المتشابكة المعقدة، فاندفع هذا النمط الثاني بقياداته الشابة نحو التأسيس لأطر وأدوات جديدة، تحاول النجاح في استيعاب تطور العقلية والوعي السياسي لدى الفرد العراقي، وتحاول الموائمة مع مستجدات العصر، دون ترك أسسها وجذورها وبنيتها التأسيسية.
محمد ابو النواعير - دكتوراه في النظريات السياسية - المدرسة السلوكية الامريكية المعاصرة في السياسة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-