أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)














المزيد.....

التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المنطلق الطبيعي والتكويني لمفهوم الفعل ورد الفعل, تسير منهجية الصراعات السياسية والعسكرية في العالم, فغالبا ما تكون هناك حقوق مضيعة, أو جهة متسلطة, أو طرف أخذ منه الحكم وهو يرى نفسه أنه الأحق بهذا الحكم؛ فتنشأ نتيجة ذلك علاقة بين طرفين مدفوعين للرد على ما يفعله الطرف الأخر بطريقة ارتكاسية, قد تكون فورية أحيانا, وقد تكون غير فورية, تأتي بعد استنفاذ كل الطرق الدبلوماسية.
لم تكن أزمة الصراع السياسي والطائفي والعسكري التي تم فرضها على الساحة العراقية من قبل أحد أطراف الصراع, لتستمر لولا وجود إرادة الطرف البادئ والمعتدي بالإستمرار دون التوقف, أو دون القبول بأي قواعد التزام جماعية, يتعهد بموجبها كل طرف بالانضمام إلى الجهود المشتركة ضد الفئات الخارجة عن القانون, والتي تهدد سلامة الدولة ومواطنيها؛ ومن دون قبول هذا الطرف بأي تخفيف وتراخي في حدة العلاقات المتوترة بين الطرفين, أو أن يصل لمستوى معين لتقبل المبادئ الأيديولوجية للطرف الآخر, من منطلق إدراك مستوى الدمار المتبادل, الذي يقود عادة إلى ظهور مجموعات جديدة من القوة, تساهم بديمومة الصراع وتخريب البنى الأساسية لمقتضيات الأولويات الاقتصادية المحلية.
بعد سقوط الموصل, والتأسيس المنهجي لقوى عسكرية حازت على تأييد إقليمي ودولي لمقاتلة الطرف المعتدي, إضافة إلى انهيار البنى التحتية والاقتصاديات المحلية للمحافظات الحاضنة للقوى المعتدية, ظهر توجه جديد في الصراع, قوامه المواجهة المباشرة بين الطرفين, ومع ما حصل على الأرض من تحقيق انتصارات كبيرة على الطرف المعتدي (الحواضن لداعش), وإنكساره في كل مناطق نفوذه ومقبوليته وتحركه, حصلت حالة من سيطرة وفرض قوة أحد الطرفين على الآخر, وهذا ما نقل موازين القوى في الصراع للطرف الممثل بالجيش العراقي والحشد الشعبي.
إن سيطرة ونفوذ مفهوم القوة في هذا النزاع لها مصادر عديدة، فهي تستمد قوتها من التركيب الثقافي والإجتماعي أو من النوع أو الطبقة. كما أنها تستمد أيضاً من الوضع الوظيفي أو من القدرة المالية. وتلعب القوة أدواراً عديدة في النزاعات، حيث أن حسابات القوة عادةً هي التي تؤدي إلى تبني الطرف القوي لسياسات التسوية , أو إدامة الصراع؛ فالقوة طبقاً للفكر السياسي الواقعي هي التي تحدد كيفية الدخول في النزاع, وكيفية إنهاء هذا النزاع؛ والإنتصارات الساحقة التي تحققت على يد الجيش العراقي والحشد الشعبي, مع تحقق الدعم المادي والمعنوي (الإقليمي والدولي) لها, جعل من هذا الطرف الممثل الحقيقي لمحور القوة الفارض للسيطرة على أرض الواقع.
هنا ستكون المعادلة كالتالي: إما أن تستمر سياسة فرض واقع القوة المتحصلة لأحد طرفي النزاع في العراق (الجيش الحشد الشعبي), على الطرف الآخر المعتدي (الحواضن العقائدية والمناطقية للتطرف)؛ وهذا سيقود إلى لجوء الطرف المنهزم, إلى مبدأ زيادة الجذب الخارجي, وإستحصال دعم أكبر من أطراف خارجية, وهو يعني استمرار الصراع كدورة العنف والعنف المضاد, مما يجعل الصراع مزمنا ومتواصلا, وإذا استمر الصراع لدينا لا سامح الله لعدة أجيال, سيصبح شكلا من أشكال التخيل المتواصل للعداء, حيث تتعزز نمطيات الطرف المنهزم خلف موانع الاتصال, ويصبح الأفراد غارقين في ثقافة مجتمعهم, التي تنطوي على المعاداة والشك المستدامة.
أو أن يلجأ الطرفان بعد مرحلة إنهاك وإستنزاف دموية طويلة, للقبول بحد معين من التسوية, والتقارب بمشتركات يمكن من خلالها تحقيق مستوى مقبول من أطر العيش المشترك, من منطق إرادة بناء دولة متقدمة, تعتمد على مبادئ النمو الصناعي والتكنولوجي, والذي يقود بالنتيجة إلى أنماط متقاربة(متلاقية) للهياكل السياسية والاقتصادية, بصرف النظر عن الاختلافات الأيديولوجية والتأريخية, ودون الحاجة لتطوير أشكال مشتركة من التنظيم الاجتماعي بين طرفي النزاع.
إبقاء الوضع على ما هو عليه, دون اللجوء العقلاني لتسوية سياسية ترسم من خلالها الحدود المشتركة للطرفين, إنما يعني أن حالة الإستقطابات الخارجية ستزداد قوة وتأثيرا وحضورا في الوضع الداخلي للعراق, وإذا أخذنا بالحسبان الظرف الدولي والإقليمي الراهن, وتغير خارطة التحالفات الجيوسياسية في المنطقة, فإننا سنصل لنتيجة حتمية سيُقاد لها العراق, وهي اضطراره للوقوف مع أحد طرفي الصراع الدولي والإقليمي, وابتعاده عن منطقة الحياد التي هو بحاجة ماسة لها في ظرفه الحالي, وهذه النتيجة, ستضطر العراق حكومة وشعبا واقتصادا, إلى دفع أثمان إستنزافية عالية, قد توقفه عن تمثيل حالة الدولة القائمة, لأمد غير قريب.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو لم نكن دولة نفطية !
- العبادي: إنِّي أخيرُ نفسي , بين الوطنية والحزبية!!
- المرجعية الدينية, وحرفة العمل الوظيفي الحكومي!
- نور المرجعية, وظلام النفعيين!
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - التسوية الوطنية كفلسفة لحل النزاعات (الأطر النظرية)