أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - نور المرجعية, وظلام النفعيين!














المزيد.....

نور المرجعية, وظلام النفعيين!


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس هناك شك في أن نجاح التجربة الديمقراطية في العراق, كنظام سياسي, قد غير الأرضية التي كانت تطرح عليها, مسألة العلاقة المعقدة بين الدين والدولة؛ فمن الناحية النظرية مثلت الديمقراطية تصورا إيجابيا لهذه العلاقة, قائما على خلق فضاء الحرية السياسية, الذي يتيح لجميع الأطراف والتوجهات ومراكز النفوذ في المجتمع, للمساهمة الفعالة في بناء السلطة, ذلك كله في مقابل التصور السلبي التقليدي للنظرية العلمانية القائمة على فكرة الفصل التام بين الدين والدولة, معتمدة على مبدأ فك الإرتباط.
إن الخصوصيات المجتمعية والقيمية التي يتميز بها الشعب العراق, جعلته يخرج عن أغلب المعادلات السياسية التي عمد منظروا السياسة المعاصرة إلى وضعها, فعجز المنظومات الفكرية والفلسفية الغربية من وضع أطر نسقية تنظم العلاقة بين الدين والدولة, دفع هذه المنظومات إلى إصدار قرار (حتمي) يقر بهذا الفصل.في العراق الوضع قد اختلف كثيرا, فنجاح المرجعية الدينية من الــ (التدخل- واللاتدخل) في العملية السياسية, بطريقة ذكية وذات بعد إداري جديد, بعيدا عن المفهوم الوظيفي! تم من خلاله طرح مفهوم العلاقة, بين الدين والدولة بثوبها وحلتها الجديدة.
القوة الناعمة التي اعتمدت عليها المرجعية الدينية في النجف, إعتمدت على اسلوب التصاعد الهادئ, في نبرة المطالبة بالتغيير والإصلاح, وهو أسلوب دبلوماسي نموذجي جديد, يستحق فعلا أن يكون مدرسة مستقلة بذاته؛ لأن المرجعية نجحت بأدوات وطرق بسيطة تمتلكها- بسيطة من حيث عدم امتلاكها لأي جناح من أجنحة السلطة- من أن تغير الكثير من المعادلات, دون الخروج عن أطر النسقية الديمقراطية الحاكمة في البلد!
المظاهرات التي حصلت في العراق, لم تكن عفوية, بل أنها جاءت متناغمة مع منهج التصاعد البطيء, الذي اتبعته المرجعية الدينية, في تصعيد خطابها الإصلاحي, ضد فساد سلطات الدولة ومؤسساتها, إلى درجة وصلت فيها حالة التناغم بين الجمهور وبين المرجعية, بأن يكون كلام المرجعية شعارات ترفع, ومطالبات رسمية تقدم من قبل الجماهير, مع إنصياع عجيب من قبل الحالة العامة للمتظاهرين مع توصيات المرجعية, في ضبط إيقاع المظاهرات, وضبط الحالة الإنفعالية , وفورة الغضب لدى الجمهور في مجملها العام.
كذب من يدعي من السياسيين ورجال الدولة العراقية, بأنه هو صاحب حركة الإصلاح والتغيير, فللمرجعية الذراع الطولى بذلك, وهي من تقود فعلا هذا الإصلاح, بأدواتها البسيطة المعتمدة على ثقة الجمهور بها, وبنزاهتها وبحالتها الأبوية, ومن حَسُنَ وصفَهُ وفعله من السياسيين, لا يمكن إعطاءه دور أكبر من دور المنفذ لتوصياتها؛ أما من يريد أن يركب الموجة, ويخلق من نفسه هالة كبيرة, معتبرا نفسه فارس الإصلاح في البلد, محاولا إستهلاك كل سُبل الإنارة والإضاءة, لتسليط الأضواء على نفسه, فهو إما أحمقٌ لم يفهم كيف تسير العملية السياسية في العراق, أو هو نفعي يحاول أن يخلق لنفسه موجة دكتاتورية أخرى, في بلد تحول إلى مصنع كبير لتحطيم الدكتاتوريات .
نسخة منه إلى السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي!
*ماجستير فكر سياسي امريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط حيتان الفساد السياسي أزمة أم علاج
- كيف قطعت عصابات وسائل النقل شوارع مدننا.!
- هل كل السياسيين سيئين- نظرة توصيفية مقارنة
- بين عقوبة الإعدام في أمريكا, والنظام الرئاسي في العراق- مقار ...
- الإصلاح السياسي والعفو عن المجرمين (القتلة والسراق والإرهابي ...
- مجال الطاقة في العراق: بين أسس الإنتاج, وضغوط الإستهلاك.
- من قال لكم أن داعش لا تقاتل بعقيدة!؟
- قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.
- الأنبار وسقوط الآمال الطائفية!
- السعودية.. ووكالة بيع السلاح
- عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!


المزيد.....




- سمكة قرش تهاجم طفلة.. والجراحون يعيدون ترميم يدها الممزقة
- وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق لـCNN: الولايات المتحدة -تمتلك ...
- عُيّن خلفا لغلام علي رشيد.. الجيش الإسرائيلي: اغتيال قائد مق ...
- السفير الإسرائيلي: سترون مفاجآت تبدو معها عملية البيجر بسيطة ...
- تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد
- تواصل التصعيد بين إسرائيل وإيران ـ ترامب يطالب بإخلاء طهران ...
- ‌‏الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الجديد في إيران ع ...
- نتنياهو يزعم أن إيران حاولت اغتيال ترامب
- بقصف إسرائيلي.. مقتل 20 شخصا على الأقل من منتظري المساعدات ا ...
- السفير الإسرائيلي: سترون مفاجآت تبدو معها عملية البيجر بسيطة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - نور المرجعية, وظلام النفعيين!