أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - لشوكها المتهدّل شُرفة














المزيد.....

لشوكها المتهدّل شُرفة


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 5784 - 2018 / 2 / 11 - 17:03
المحور: الادب والفن
    


في ملتقيات والدي
حيث حكايات المواسم المرتبكة
ونوافذ أضحت لاهوتاً مرتعشاً
ينام الوقت فاتحاّ ذراعيه للمتسامرين
وتختبئ خيبات الأسماء في ملامح الغيبوبة
هناك لا بحر دون فراق
ولا جدار دون غياب
يزفّ الرحيل هناك حقائب الغربة
فوق ألواح السواد الباتر
كأنها أطياف تغفوا على الرصيف
ضيوف أبي خارج المدينة منهكين
يحملون على ظهورهم جرّة احتضارهم
كأن الحياة رمقتهم ترياق الطريق
يذبلون قبل اختفاء الليل
يرفعون رؤوسهم كلّما عبرتهم كؤوس الشاي
يعدّل والدي الوسادة أسفل مرفقه
يرمي لفائف التبغ للحاضرين
يُشعل سيجارته من وقد الرّيح
يقول: ثوبنا يلفظ دربه
يتضرّع البقية إلى الله بصوت واحد
وترتفع سبّاباتهم للأعلى كأنّهم
يغادرون عتمة العمر
لا قاع لهذا السفر
هكذا الحديث يمتد به الشجن
يقول أحدهم: الأرض تحب الصلاة
بالأمس شاهدت في ثوب المطر
رأس النهر يجري
يردّ والدي: غزير هذا الخريف
يقطف سرير الزهر من فاكهة الجسد
تناولوا زادكم وتعالوا غداً
خلفنا ثمر الشتاء
تراهم قامات تومض وتنكسر
وكلّما تأرجحت الأجفان
يغفون برهة ويَصْحون
يعودون للحياة
تظلّ القصص مثل الشواطئ
تخمد نوارسها تارة
وتارة تتوهّج في بحورها
وأنا أستمع لذاك الصرير القزحي
أصدّ جراد النوم
وأختلس سريراً بين الأقدام في كل مرة
كنتُ هناكَ في الكوّة المجدولة
أبحثُ في صوت العيون الرّاكدة
عن عصافير لا ترحل
وألتقط من رماد الوقت بلابل النهار
هناكَ كنتُ أرقدُ فوق الظلال الجافة
وأحلامي الصغيرة حبلى
تنتظر استيقاظ المطر
في ملتقيات أبي
يجثم الدهر فوق الوجوه خطىً ممطرة
ينحني الصبح لكف تشقّقت بما أنبتت
تنمو وردة الخبّيزة من الركام
يولد من عشبها بعد الفجر قديساً
لضيوف أبي أجنحة تتلوى
حين يراودها قنديل الفصول
لتلك المجالس خفقات كأنها العوسج
ولشوكها المتهدّل شُرفة تتكئ على قلبي
باتت أضلاعي تعاصفني كالماء الصاخب
وتدفقني تجاعيداً على مرآة بكماء
لم أعد أذكر
هل عبروا حزن المدينة مرة
أم أوجعهم قماش الثوب سهواً
لكن من يمحو إذا زحفوا
أخاديد الحكايات عن ملامحي
وإن شدّهم البياض
من يغفر للعربة ازدحام الصناديق؟



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتكابدكَ سُرّة الغيم
- الاستقصاء الصحفي فن تحريري شاق وخطر
- مكتظ بالطحالب الضريرة
- ذرفت نهري وطيوري
- حتى يُشرق البحر
- سلام عليك يا قدس
- كثيرة هي حماقاتي
- أنتظر قلبي أن يكبر
- أحدثك عن وجع الحقيبة
- قلبي يعاني الأرق
- يعود الشجر إلى البحر
- بلا أجنحة يقع قلبي
- وجهي نافذة هرمة
- حركة التحرر العربية .. أسئلة التراجع والنهوض
- يؤلمني ما زال خدّي
- أوصدت الغابة شجرها
- الوعد الشرير .. صهيونية خبيثة ودهاء بريطاني
- بلفور الوعد الخبيث ..قراءة في الانحدار الأخلاقي الغربي
- يانع أيها التعب
- سجدت تشتهي الصعود


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - لشوكها المتهدّل شُرفة