أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - أحدثك عن وجع الحقيبة














المزيد.....

أحدثك عن وجع الحقيبة


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


لم أكن أحب معلم الرياضيات
لأنه يكْسر صور الأحبة
ويعادل أجنحة المراكب بأشرعة البجع
يدسّ جذر الريح الشارد
ثم يضع أسماء الموتى في جداول
يبتدع نظريات بفوهات صمّاء
تضيق على عيون الصغار
ويحمل مسطرة طويلة
تصل إلى رؤوس التلاميذ
يشرح لنا عن مثلثات
برؤوس متجردة من حقولها
أضلاعها مثل شجرة هرمة
وفمها طوابير من الجراد
كان يقيس المسافة بين الكرّاسة وتعب القلم
بوتد من رحم كسيح
ولا أحب أستاذ الجغرافيا
يرسم بحوراً لا ماء فيها
ولا أغصان حانية
يخبرنا عن مدن تعوم فوق شقائق النعمان
وعن فصول ممزقة الأسمال
تستجدي حزمة من مطر
يقول لنا حين تسقط أوراق النهر
يجن الخريف ويموت الخبز
حينها يقضم الغيم وجه النهار
لا تخافوا إن ألقت العاصفة في صلب الكثبان
قمحاً بلا قوافل
ولا مدرس العلوم العجوز
يخلط بالقارورة صوت الضوء المتربّص بالنهر
برائحة التوت المثقوب
وفي كل مرة تختنق شرنقة الماء
كانت يده مبتورة
قال مرة لا داع للعجلة
الطحلب الأصفر سيزاحم الشمس البكر
إذا ما نضج السور
وغفى النور على كفّ الأفق
أكثر ما كرهت معلم الرسم
وهو يصوّر في الأعشاش أسماك بأجنحة
ويرسم ستائر بلا نوافذ
حين رسمت عربة نقل الموتى
وضعت فيها صناديق من التفاح الأبيض
صفعني على مؤخرة رأسي
شاهدني مرة أرسم رجلاً يصلّي
عارياً بلا ملامح
صاح يا عبد السوء
وطردني من الحصة
أستاذ اللغة العربية كان يخيفنا
يصرخ دون مقدمات
لم يكن من حاجة لهذا المعول
هذا الحطّاب لا اسم له
ورأسه سادر بلا حول
معتقلين كنّا لا طلّاب ولا أطفال
لم يكن أبي يصدّق إني كسول
وإني لا أحب المدرسة
حين يسألني عن أسماء الأولياء
أعدّد له أغصان المدينة
أقول الحروف مصابة بنضح من وجعها
أصبحتم تعلمون ما كان يفعل
وأنت لا تطلب مني كتابة قصائد عن الحب
ولا عن الحبيبة الوفيّة
لم أكن أبداً أتحدث عن المدرسة
ولا عن أبي
كنت أحدثك هنا فقط عن وجع الحقيبة



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي يعاني الأرق
- يعود الشجر إلى البحر
- بلا أجنحة يقع قلبي
- وجهي نافذة هرمة
- حركة التحرر العربية .. أسئلة التراجع والنهوض
- يؤلمني ما زال خدّي
- أوصدت الغابة شجرها
- الوعد الشرير .. صهيونية خبيثة ودهاء بريطاني
- بلفور الوعد الخبيث ..قراءة في الانحدار الأخلاقي الغربي
- يانع أيها التعب
- سجدت تشتهي الصعود
- في حواري الشام
- بنات المخيم
- لعثمة
- صخب الأبواب الضريرة
- وطن من حطب
- الليل يحتسي الوعود
- بعد منتصف النعاس
- نوافذ أرهقتها الستائر
- تقيس مسافة الشوق


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن العاصي - أحدثك عن وجع الحقيبة