أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة














المزيد.....

من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 26 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان من ضمن الأمور اللافتة في عصر مبارك وجود جيش من البلطجية قوامه نصف مليون بلطجي من أصحاب السوابق، تعتمد عليهم الأجهزة الأمنية في بعض الأمور مثل تحصيل "الكارتة" من سيارات السرفيس على سبيل المثال، وهؤلاء كان لهم دورا بارزا في ثورة 25 يناير، وخاصة في يوم معركة الجمل الذي احتشد فيه هؤلاء بدعم ومباركة الأجهزة الأمنية لفض الاعتصام في ميدان التحرير.
.
وظهر هؤلاء في مواقف عديدة يهاجمون الثوار ويتسببون لهم في الأذى وأطلق عليهم أسماء من عينة "الطرف الثالث" و "المواطنون الشرفاء" وهي أسماء أطلقها إعلام النظام لرفع الحرج عن الجيش والشرطة فيما نال الثوار من أذى على يد هؤلاء.
وفي عهد السيسي تطورت أساليب البلطجة بصورة مذهلة، حيث لم تعد الدولة في حاجة إلى استخدام بلطجية إذ أنها تتصرف بنفس الأسلوب وأسوأ دون أن يهتز لها جفن.

في عصر السيسي لا يوجد أي خطوط حمراء من أي نوع فكل شيء جائز وكل شيء ممكن والقانون والدستور أصبحا بمثابة مزحة سخيفة لا تضحك، وبعد أن كان القتل والتنكيل والإخفاء القسري ينال البسطاء ومن ليس لهم داعم، أصبح من الممكن أن يطال أي شخص في أي وقت ولو كان هذا الشخص رئيس الأركان السابق أو رئيس المخابرات العامة.

ففي عصر السيسي لا كرامة لأحد وعلى الجميع السمع والطاعة والانصياع بصورة كاملة لما يريده هذا النظام وإلا سيبدأ في تطبيق كل أساليب البلطجة عليك بداية من حملات التشهير لانتهاك حياتك وخصوصياتك، للدفع "بالمواطنين الشرفاء" لإيذائك، ونهاية بتلفيق التهم والإخفاء القسري والتهديد وغيره.
أصبح رئيس الدولة لا يتحرّج من الحديث عن استخدام "القوة الغاشمة" جهارا نهارا، وعن "شيل أي شخص يجرؤ على الاقتراب من كرسي الحكم من على وش الدنيا".

إن مسألة انتخابات الرئاسة وما تضمنته من تسريبات لضابط المخابرات الحربية الذي يوجه إعلام النظام أظهرت بصورة جلية كيف تدار هذه الدولة "إن جاز لنا أن نطلق عليها اسم دولة".

لقد كنت من أكثر المتحمسين لترشيح الأستاذ خالد علي لنفسه رغم يقيني إنهم لن يتركوا له الفرصة للفوز، إلا أن هذا النظام لا يهمه حتى الحفاظ على واجهة ديمقراطية زائفة، ويفضل أن يظهر بصورة البلطجي المختطف للبلاد والعباد بقوة السلاح.
ولذلك كان قرار الانسحاب بعد ما نال سامي عنان هو الأمثل من وجهة نظري وهو الذي يجعلنا نستبشر بأنه رغم كل السواد الذي نعيشه، مازال هناك رجال شرفاء في هذا البلد بمكنهم أن بتخذوا القرار السليم في الوقت السليم ولا يخشوا في الحق لومة لائم.
إن الحال في مصر بحاجة لمعجزة من السماء في زمن تضن فيه السماء علينا بالمعجزات.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس يتحدث العربية ويجيد الجمع والطرح
- الوطنيون الجدد
- ثلاثية الفشل والكذب والقمع
- المبنى الأيل للسقوط
- أرض الموت
- إعلام النظام
- بارانويا النظام المصري
- لم يعش ليقص القصّة
- ما وراء الفشل
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟


المزيد.....




- قوات روسية تخترق دفاعات أوكرانية في دونيتسك قبل أيام من قمة ...
- الانتقال إلى إيطاليا قد يكون خطة جيمي كيميل البديلة
- إسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و-التعيينا ...
- - فلسطين حرّة-.. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة -إل ...
- شركة -البحري- السعودية تنفي نقلها أسلحة لإسرائيل على متن سفي ...
- رونالدو وجورجينا.. خطوبة وقصة حب وقيراطات ألماس ثمنها ملايين ...
- -قبة حرارية فوق أوروبا!-.. جفاف وحر وحرائق وجو يحبس الأنفاس ...
- لماذا اغتالت إسرائيل أنس الشريف؟
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مستوطنتين إسرائيليتين بغلاف غزة
- نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة