أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر التي أصابها الجدب














المزيد.....

مصر التي أصابها الجدب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5738 - 2017 / 12 / 25 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ملايين السنين والنيل يعبر في أرض مصر لم يمتنع يوما ولم يتوقف عن السير في مجراه، لم يحرؤ أحد في قديم أو حديث على الحيلولة بينه وبينها، وحتى جاء عصر الجدب.
وليس ذلك بخلا من السماء ولكن كان تقاعسا وجبنا وخيانة تسري كالسمّ في عروق البلاد فلم تترك بها آثرا من حياة.

حتى أن أبناء مصر لم يعودوا أبنائها، ولكن كائنات عاجزة لا تملك دفع الضر عن نفسها فما بالك بدفع الضر عن بلادها والذود عن الأرض والعرض!

كان خبر جنوح السفن السياحية في النيل بسبب إنخفاض منسوب المياه، بمثابة لطمة لكل غافل يظن أن الجوع بعيد وأن الجدب بعيد، ولكن أنّا للطمات أن تحي الموتى أو تنبه من في القبور!

وكأن هذا البلد قد عدم العقل والفهم بعد أن عدم الكرامة والنخوة والإباء والحرية وأصبح أسيرا لجيش من الجراد لا يعنيه إلا ملئ بطنه وحتى ولو لم يترك خلفه سوى الخراب.
لا أعرف كيف لمسؤول في هذا البلد المنكوب أن ينام أو يضحك وبلاده تموت؟ ولا أفهم كيف يمكن للكباري والأنفاق والطرق أن توفر الحياة وتروي الزرع وتضمن لهذا البلد البقاء؟

لا أفهم كيف في بلد تنهار فيه يوما بعد يوم مقومات الحياة أن ينفق رئيسه ملايين الجنيهات يوميا في رحلات خارجية وداخلية لا تدر قرش واحد على مواطنيه بل أن هذه الرحلات تكلف البلد المثفل بالديون والغلاء والضرائب الملايين!

وكيف نلوم أي إنسان مازال لديه بقية من رؤية وفهم وسط كل هذا التضليل والقمع والتغييب فيسعى للخروج من هذه الأرض التي تقتل محبيها، والهرب لأي مكان اخر يسمح له بالبقاء والتنفس!

كيف يسعى نظام ضاعف الديون ثلاثة مرات ودمر الصحة والتعليم وباع الأرض وتخلى عن النيل وقضى على السياحة والزراعة والصناعة للبقاء لأربعة سنوات قادمة بينما مصر لا يبدو أنها قادرة على البقاء وسط كل هذا العبث لعام أخر؟

هذا النظام ما كان ليبقى لو أن لدى أهل هذا البلد شئ من وعي أو بقية من ضمير أو نخوة، فكل ما نجح فيه هو السمسرة، وبناء السجون وإقرار الظلم والفساد والنهب وتبديد الأموال وإنتهاك حياة الناس ومطارتهم والتشهير بهم وتغييب الوعي، وتوطين الخراب وكسر هذا البلد الذي يوغل تاريخه في القدم حتى لا تقوم له قائمة ثانية أبدا!

أود لو أصرخ بين الناس أين عقولكم؟ أين ضمائركم؟ نيلكم جفّ ثرواتكم نهبت أراضيكم تباع وأثاركم هربّت للخارج ولم يبقى لكم سوى الجهل والمرض والديون.

ولكن كيف لصرخاتي أن تثير فيهم نخوة ماتت أو وعي قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد! كيف لها أن تقرع أذان صمّها الإعلام المضلل والكذب المستمر والتدليس حتى أصبحوا منساقين إلى حتفهم وهم ضاحكون؟

هذا النظام قد نجح في إقناع ملايين الناس ان 18 يوم من الإحتجاجات السلمية هي سبب كل ما هم فيه من بلاء، ليس السرقة ولا النهب ولا الإسراف وليس سيطرة الجيش على الإقتصاد والموارد والخامات، وكأنه لا يوجد بلدان تحدث فيها الإحتجاجات السلمية بصفة يومية دون أن يعطل ذلك من سير الحياة فيها كما هو الحال في فرنسا!

إن الرعب يملأ النفوس والكل لا يريد التحرك حتى لا تسوء الأمور أكثر وأكثر والنظام المستولي على السلطة يعلم ذلك فيزيد عليهم البلاء والقهر والغلاء والضرائب والديون في كل يوم فمتى يفهمون!











#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر التي أصابها الجدب