أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عربي في زمن التطبيع














المزيد.....

عربي في زمن التطبيع


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا اعتقد ان هناك عرقية أو طائفة في العالم تعاني كما يعاني العرب، فهم محاصرون من كل الاتجاهات بقوى نووية وعسكرية خارقة بينما فرض عليهم تقليم اظفرهم وخلع اسنانهم واذا ما تم وضع سلاح في أيديهم فلقتل بعضهم البعض وافناء بعضهم البعض فلا يكفي ما يفعله بهم اعدائهم والطامعين في ثرواتهم فكان عليهم حرق بلدانهم بأيديهم وتخريب بيوتهم بأنفسهم وافناء مقدراتهم في معارك لن يفوز بها أحد.
كل شعوب العالم بلا استثناء وكل العرقيات والديانات تبحث عن مصالحها وتعمل معا من اجل رفاهيتها وايجاد سبل تحسين معيشتها من افارقة لأسيويين ومن اوروبيين للاتينيين، من هندوس لبوذيين ومن يهود لمسيحيين الا العرب فقد اجتمع عليهم اهل الأرض واجتمعت عليهم قياداتهم التي لا يعنيها الا الكراسي والمناصب ولو بذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس.
لا اعتقد أن هناك بلدان نالها ما نال العرب في العراق وسوريا واليمن ومصر من تخريب وتدمير وتجريف ثروات ولا اعتقد أن هناك من تم تشريدهم والتنكيل بهم وخلعهم من جذورهم ومن عقيدتهم كما حدث للمسلمين وكأن هؤلاء لا بواكي لهم ولا حتى من أنفسهم.
لم يكتفي الاعداء بنهب ثرواتنا من بترول وغاز ومعادن سواء قهرا أو عن طريق عملائهم في المنطقة، ولكن كان يجب عليهم نهب تاريخنا وحضارتنا في مصر واليمن والعراق وسوريا حيث دمرت اثارنا ونهب منها ما نهب دون أي ارادة سياسية من قبل الحكام لاسترجاع ما يتم نهبه جهارا نهارا.
لم يكتفي هؤلاء بما نالنا من خراب وافقار فكان عليهم أيضا نشر الدجل والجهل والطائفية وتهييج النعرات العرقية وتأجيج الكراهية لننشغل بأكل بعضنا بعضا وافناء بعضنا بعضا دون أن يحرك هؤلاء ساكنا بل أنهم وجدوا في ذلك تجارة رائجة وتصريف لمنتجاتهم الراكدة من السلاح وتجربة اجهزة الرصد والتتبع والأسلحة الذكية المزعومة.
كان عليهم غسيل عقول شعوبنا يوميا ليفقدوا بُصْلتهم ولا يعودوا يعرفوا أولوياتهم ولا من هو عدوهم الحقيقي ولا أين هو الصالح والصحيح، فأصبح ما كان يدعى بالإمس القريب خيانة عظمى تستوجب الاعدام، نصر مظفر يستوجب الحمد والشكر، بل أن عليهم شكر عدوهم التاريخي على ما الحقه بهم من عار وافقار ومهانة.
كيف يمكن أن تقنع شعوب كاملة بأن عدوهم الذي يعتبر أن وجوده يعتمد على فنائهم وأن قوته تستمد من ضعفهم وركوعهم هو صديق عليهم ان يتقبلوا وجوده ويشاركوا في رفعته وعظمته؟
كيف يمكن ان تمحو من ذاكرة شعوب بأكملها ما سال بالأمس من دماء ابائهم على يد هذا العدو والمجازر التي ارتكبها بحق أبناء جلدتهم؟
كيف تنسى أيها العربي بحر البقر وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وخان يونس؟ كيف تنسى القدس؟
لا يوجد تصالح بدون حل عادل وشامل ينال فيه كل طرف حقه، أما غير ذلك فهو انكفاء ومذلة ومهانة تستكمل الصورة الكلية للانهيار العربي الشامل الذي نعيشه في مطلع كل يوم!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان
- لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها
- أربعة .. وخامسهم نتنياهو
- التوسع في عمليات التجسس والتتبع في مصر
- تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام
- عتاب .. على الإرهاب
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي


المزيد.....




- إسرائيل تعلن اقتراب نهاية الحرب مع إيران بعد أن حققت أهدافها ...
- هجوم روسي -ضخم- على العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها
- كاميرا مثبتة بسيارة توثق غارة إيرانية قُرب أشدود بإسرائيل.. ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران تريد من أمريكا أن -تدفع- ثمن هجمات ...
- من البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري ا ...
- الصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ ل ...
- إساءة عنصرية لروديغر في كأس الأندية... والفيفا يحقق
- بوتين يندد أمام عراقجي بـ -عدوان- إسرائيلي -غير مبرر- على إي ...
- هل أنهت الضربات الأمريكية التهديد الإيراني لإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي يؤكد على أن إيران -يجب ألا تمتلك أبدا القنب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عربي في زمن التطبيع