أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير














المزيد.....

تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5551 - 2017 / 6 / 14 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون المصاب جلل، يصبح من العسير عليك أن تجد كلمات مناسبة تعبر عنه، هذا تحديدًا الشعور الذي ينقله لنا التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، رغم مصريتهما التي لا خلاف عليها، والمثبتة بمئات الأدلة والخرائط والوقائع التاريخية، بل وبحكم أعلى سلطة قضائية في مصر!!

الحقيقة أن المصاب أكبر من أن تجد له توصيف، فهنا أهدرت قيم العدل والنخوة والوطنية والرجولة، هنا سقط القنّاع عن من إدعوا أنهم حماة الوطن والأرض والعرض، وتبين أنهم لم يكونوا أكثر من سماسرة وقوادين لا يعنيهم إلا مصالحهم المادية وما تحصلوا عليه من مزايا في غفلة من شعب تم إشغاله عمدًا بلقمة عيشه، وضيق عليه بكل الوسائل والسبل، وتم تجهيله وإمراضه وتغييبه مع سبق الإصرار والترصد.

إصرار عجيب وغير مسبوق على كسرنا وإهانتنا وتجريدنا من كل شئ له قيمة، وكأن من يمسكون بزمام الأمور في هذا البلد هم أعدى أعدائها، بددوا ثرواتها، وأغرقوها في الديون، فرضوا الضرائب الجائرة، لم يحاسب في هذا العصر مجرم ولا قاتل ولا سارق، فقط كان الحساب عسير لكل من كانت لديه النخوة والحمية للإحتجاج على ما يحاك بليل لهذا الوطن المنكوب وهذا الشعب الذي أصبح يتحرك كما الموتى الأحياء.

والأفدح أن يتم قلب الموازين وينتحر المنطق وتغيب الحقيقة، فباعة الأوطان يدعون أنهم حماتها، ومن يدافع عنها ويرفض بيعها يتهم بالعمالة والخيانة، البائع يشير إليك بإصبع الإتهام بينما تلمع ساعته الذهبية التي تشهد على خيانته في يده، ويتهمك أنت بالخيانة والعمالة، أقصى درجات الفجور والوقاحة.

نحن نمر بوقت كارثي، لم أقرأ أو أسمع عن مثيل له في التاريخ، أعلى معدلات منح خارجية، أعلى معدلات قروض على الإطلاق، أعلى معدلات ضرائب، أعلى معدلات بيع للشركات والأراضي والمصانع، إرتفاع مستمر في أسعار الخدمات ومواد الطاقة، أعلى معدل لإنهيار العملة في التاريخ، وفوق ذلك أعلى معدل عجز في الموازنة!!

ماذا تفعلون بكل هذه الأموال؟ هل تضرمون فيها النيران؟ إنهيار في التعليم، إنهيار في الرعاية الصحية، لا أمن ولا عدل، ومع ذلك تصدح القنوات الإعلامية ليل نهار بالحديث عن الإنجازات!!! نعم بالتأكيد فكل ما سبق هو إنجاز لم يحدث في التاريخ، دولة يتم تجريفها بإصرار من كل مقومات الحياة فيها، وحتى ثروتها البشرية يتم إفقادها إنسانيتها فلا تغضب ولا ترفض الذل، بل ويتجه الأكثرية نحو النصب والبلطجة والبحث عن موارد مالية من أي طريق، حتى لو كان هذا الطريق تأجير زوجتك للخليجي، أو بيع قطع من حجارة الأهرام، تجارة آثار مخدرات أعضاء سلع فاسدة أي شئ وكل شئ يمكن أن يحقق المكسب العاجل، فكل شئ مسموح وكل شئ مباح، إلا الرفض إلا الإعتراض إلا قول الحقيقة.

بلدي التي لم أعد أعرفها، كل شئ تغير فيها، كل شئ أصبح له ثمن فيها، كل القيم والمثل التي تربينا عليها إنهارت وتبددت، كل القامات والمؤسسات التي كانت تحظى بالإحترام وتحاط بها هالة من القدسية تحولت إلى كيانات مبتذلة بلا مبدأ ولا قيمة.
إن الكارثة أكبر من أي حديث وحتى الحديث والصراخ وخبط الرؤوس في الحائط لن يغير شيء، هنيئًا لكم .. قتلتم الأمل في أي تغيير .. قتلتم الأمل في المستقبل .. جعلتم أقصى أمنياتنا هي الخروج من هذا الجحيم المقيم.

اللهم هجرة بلا عودة ..



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام
- عتاب .. على الإرهاب
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي
- فقر ادارة .. ام فقر موارد؟
- أزهى عصور التدليس
- انظمة آيلة للسقوط
- القروض الدولية وآثارها على اقتصاديات المنطقة العربية
- معامل تفريخ وتجنيد الدواعش
- اعداء الكرامة والثقافة والعلوم
- إصلاح .. أم افقار؟
- مصر في المزاد
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير