أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - سارق الأحلام














المزيد.....

سارق الأحلام


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 09:53
المحور: المجتمع المدني
    


منذ ان بدأت الألعاب الأوليمبية، وفي اللحظة الأولى لظهور البعثة المصرية، والأمور لم تكن مبشرة على الاطلاق، ففي طابور العرض تقدمت البعثة الإدارية على اللاعبين وهو ما لم يحدث في أي بعثة من بعثات دول العالم المشاركة كلها على الاطلاق.

ثم توالت الأخبار المثيرة للحنق والمُهينة، بعد ان رفع لاعب الرماية حمادة طلعت علم السعودية بدلا من علم بلاده، وهو ايضا ما لم يحدث في تاريخ الألعاب الأوليمبية وخاصة وان المملكة ليست فلسطين المحتلة او سوريا الجريحة، وليس لديها قضية يمكن للاعب في مسابقة دولية ان يرفع علمها ليعلن تعاطفه معها او تأييده لها، وحمادة بالمناسبة هو "ابن المؤسسة العسكرية" ويحتل المركز 39 في ترتيب اللاعبين في فئته وحتى ساعة كتابة المقال.

اثارت حادثة تقدم الاداريين على اللاعبين الكثير من مشاعر الضيق واعادت الينا صورة طبق الأصل من مشكلاتنا اليومية، حيث استأثرت مجموعة من الغير مؤهلين ولا الأكفاء بخيرات البلاد وبالمناصب والمزايا، بينما يأتي البطل الحقيقي والعامل والفني والأخصائي في المؤخرة مجرد من كل المزايا واحيانا مجرد حتى من كرامته!

اما حادثة حمادة "ابن المؤسسة العسكرية" فكان هو الأخر نموذجا اكثر ايلاما لما وصل اليه الحال في مصر من تقديم كل شيء وأي شيء مقابل "الرز" وليس بالمفاجئ ان يكون رد فعل الخليجيين على فعلة حمادة مهين هو الأخر، حيث بدأ الخليجيون في وضع تغريدات من نوع "حمادة يبحث عن عقد عمل" او "ابناء فيفي عبده" أو "طعمية" وهي اوصاف تنم عن ما يحمله الكثير من هؤلاء من احتقار وضغينة غير مفهومة ولا مبررة للشعب المصري.

ثم جاء خبر خروج اللاعب أحمد عبد الرحمن من المنافسة بسبب مخالفة ملابسه للمواصفات ليزيد من حالة الاحباط، فكل هذا الطاقم الاداري المصاحب للبعثة لم يقدم للاعب بدلة مطابقة للمواصفات؟ ولماذا ذهبتم اذا!!!

اما الخبر الرابع، والذي كان القشة التي قسمت ظهر البعير، فكان ما فعلته لاعبة القوس والسهم ريم منصور، ابنة اللواء منصور سعيد أي انها "إبنة المؤسسة العسكرية" والتي اطلقت السهم خارج اللوحة في سابقة ليس لها مثيل في الألعاب الأوليمبية.

وهو ما جعلني لا اريد سماع المزيد عن اخبار البعثة او أولمبياد ريو 2016 كلها.

ثم جاء الخبر المفاجئ والغير منتظر والذي جاء كبقعة ضوء في الظلماء، حيث فازت الجميلة والرائعة الصغيرة سارة سمير بالميدالية البرونزية في رياضة حمل الأثقال لوزن 69 كيلو.

الفتاة ينطق وجهها الأسمر الجميل الذي يحمل علامات الصبر والرضا والكفاح بمصريتها، ويكفي انها حمّالة اثقال، وهي مهمة يجب عليك اتقانها اذا كنت مصري بلا ظهر يحمل عنك الأعباء التي تتفنن حكومتنا في وضعها على ظهور البسطاء.
ولم تمضي الليلة قبل ان تحمل الينا فوز اخر كان بطله الشاب المكافح محمد ايهاب، والذي حاز على ميدالية برونزية هو الأخر وفي رفع الأثقال ايضا.

ولم نندهش بالطبع عندما حاول العسكر سرقة فوز الشاب والفتاة المكافحين، حيث اعلن المتحدث العسكري بكل صفاقة انهما من "ابناء المؤسسة العسكرية" وهو ما كذبه حالهما، فسارة لم توافق الحكومة على تأجيل امتحاناتها في الثانوية العامة لتتمكن من تمثيل بلادها، فرسبت هذا العام، اما ايهاب فهو شاب مكافح يتدرب بابسط الوسائل ويعتمد على نفسه في توفير متطلباته، بل انه لم يتمكن من توفير شقة لنفسه او يشتري العلاج لأمه، وليس مثل "أبناء المؤسسة العسكرية" الذين يحظون بكل المميزات من شقق لمستشفيات لأندية لسيارات لرواتب لا يحلم بها امثال ايهاب وسارة.

يبدو ان "المؤسسة العسكرية" لم تكتفي بعسكرة المؤسسات والهيئات والمحافظات والصناعة والزراعة وقاعات الأفراح ومراكز اللغات وتجارة التجزئة و..الخ

فقررت عسكرة حتى احلام الغلابة!! .. وفرض الأمر سخريته على المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقول احدهم، الحمد لله ان الميدالتين لما تكونا من الذهب، حتى لا يتم مصادرتهما مثل "حلق الحاجة زينب"!

رجاء .. ارفعوا ايديكم عنا قليلا .. فلم يبقى غير الحلم لم يتم عسكرته او جمركته او فرض الضرائب عليه!




#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - سارق الأحلام