أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - العسكر .. في اللغة














المزيد.....

العسكر .. في اللغة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 01:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اعتدنا في السنوات الاخيرة على وجود تغيرات كبيرة في اللغة والمدلولات والمصطلحات، واستخدام الأوصاف على غير موصوف والأسماء على غير مسمياتها، بل وتحريف كلمات عن مواضعها او الباسها ما ليس فيها، حتى اصبحت بعض الكلمات العادية جدا والطبيعية جدا والتي لا تحمل في معانيها اللفظية اي نوع من الاساءة كلمات خادشة للحياء ولا تصح من ضمن هذه الكلمات "امك، وحمراء، مصتع الكراسي، شكرتله. و......... عسكر!!

ولا افهم حقيقة لماذا اصبح لفظ "عسكر" يلقى اعتراضات شديدة ويتم تحميله ما ليس فيه، فتارة يصرخ رئيس الدولة في احد مقدمي البرامج التلفيزيونية قائلا: "مش هاسمحلك تقول عسكر تاني!"

او يشير في حديث اخر الى ان كلمة عسكر تنطبق على المرتزقة الذين يحاربون بدون عقيدة او مبدأ وانما فقط من اجل المال، وهو ما يتعارض مع تسريب "الرز"، ومنهم من يقول ان لفظ "عسكر" كان يطلق على المماليك الذين كانوا يتم شرائهم وادراجهم في الجيش ويتم تدريبهم وتسلحيهم واستولوا في عصر من العصور على حكم مصر.

ووصل الأمر الى انك معرض للاتهام بالخيانة والعمالة وكراهية الجيش بمجرد ان تكتب او تتلفظ بكلمة "عسكر" وستجد ردود مذهلة من نوع "جيش بلدك ليس عسكر يا حيوان" "كيف تقولون عن جيشكم الذي يحمي ارضكم انه عسكر يا خونة ياعملاء"
واذا نظرنا الى ما حدث في مصر ومنذ ان اصبحت كلمة "عسكر" غير مرغوب فيها، وذلك بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات في مصر في عام 2011، وبعد ان اصبح الجيش بقياداته في مواجهة مباشرة مع الشعب، وهو الذي كان له وضع مصان وبعيد عن الدخول في اي مشكلات داخلية قبل اندلاع الثورة، وكانت الشكاوى الشعبية تنحصر في الاساس فيما يخص معاملة الشرطة لهم، اما الجيش فكان له هالة من الاحترام التي تصل حد التقديس في الضمير الشعبي.
اما ومن بعد قيام الثورة فما ظهر لنا منهم غير تماما تلك الصورة الوردية، فمن سحل وتعرية الفتيات، لكشوف العذرية، للمحاكمات العسكرية في القضايا المدنية للمساهمة في التستر على فرم مستندات امن الدولة، واعتقال ضباط 8 ابريل الذين طالبوا بتشكيل مجلس رئاسي مدني، احداث مسرح البالون، محمد محمود ومجلس الوزراء، مذبحة العباسية، اقتحام مسجد عمر مكرم، احداث ماسبيرو، فض مظاهرة السفارة الاسرائيلية بالعنف المفرط،وصولا لمذبحة رابعة والنهضة، سلسلة من الجرائم والتي لن تجد من يحاسب عليها في ظل الظروف التي نعيش فيها.

واذا رجعنا لمعنى كلمة "عسكر" في اللغة والتي اصبحت تحمل معاني ليست فيها، ولا تمت للمعنى الأصلي بصلة، فهي في المعجم تعني "الجيش ومجتمعه" أو "الكثير من كل شئ" اذا فالتنصل من كلمة "عسكر" في الوقت الحالي ليس لسوء المعنى اللغوي، ولكنها محاولة يائسة للتنصل من كل الجرائم الكبرى التي التصقت بهذا الاسم، وكل ما اصبح يرمز له في ضمير الناس.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج
- الموتى الأحياء
- علمانية البرادعي
- سر في بئر
- الثورة المنسية
- الحبوب السحرية
- تعذيب
- عيد الحب
- الضحك


المزيد.....




- عند موقع أثري شهير في بيرو.. حادث تصادم عنيف بين قطارين قرب ...
- وزير خارجية إيران يرد على تهديدات ترامب بضرب بلاده مجددا
- التلفزيون الإيراني: السلطات ستتصدى بصورة -حاسمة- للتظاهرات ف ...
- إغلاق مصحة لعلاج الإدمان في مصر بعد هروب نزلائها
- غزة في مفترق عام جديد.. منظمات دولية مهددة بالإقصاء و32% من ...
- إصابة 6 إثر غارات روسية بطائرات مسيرة على أوديسا
- فرنسا: لجنة برلمانية تحقق في -حياد- الإعلام العام وسط اتهاما ...
- بوتين يأمر بتوسيع -المنطقة العازلة- في أوكرانيا وكييف تنفي ا ...
- الإمارات تعلن سحب قواتها من اليمن بعد تنديد سعودي بخطوات -با ...
- واحدة من أكبر عمليات السطو في ألمانيا: سرقة خزائن الأمانات ف ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - العسكر .. في اللغة