أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ضحايا من كل نوع














المزيد.....

ضحايا من كل نوع


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


” …اقترفنا جرائم يذوب لوحشيتها الصخر، وكثيرا ما حكمنا بالإعدام… ونفذنا ذلك رميا بالرصاص”
” "إن الدواوير التي أحرقت والمحاصيل الزراعية التي أتلفت، لا تكاد تصدق، فلم يكن يرى من الجانبين من الطابور سوى النيران.".”
” "انطلقت من مليانة سبعة طوابير بهدف التخريب، واختطاف اكبر عدد ممكن من قطعان الغنم، وعلى الأخص النساء والأطفال، لان الوالي العام (الجنرال بيجو) كان يريد بإرسالهم إلى فرنسا أن يلقي الفزع في قلوب السكان، واختطفنا في هذه الحملة ما يزيد على ثلاثة ألاف من رؤوس الغنم، وأشعلنا النار في مايزيد على عشرة من القرى الكبرى، وقطعنا واحرقنا أكثر من عشرة ألاف من أشجار الزيتون والتين وغيرها."
"بعد العشاء كانت جميع المنازل قد التهبت بالحطب الذي بنيت به، وكانت السنة اللهب تتصاعد، فكم كانت هذه العملية جريئة من طرف جيوشنا، فرغم الجرائم لا أنسى قساوة حياة هؤلاء المساكين في فصل الخريف القريب، كم امرأة وطفل هلكوا."
” لقد كانت مذبحة شنيعة حقا، كانت المساكن والخيام التي في ساحة المدينة والشوارع والأزقة، والميادين، كانت كلها تغص بالجثث. إن الإحصائيات التي أقيمت بعد الاستيلاء على المدينة وحسب معلومات استقيناها من مصادر موثوقة، أكدت أن عدد القتلى من النساء والأطفال 2300 قتيل، أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب بسيط هو أن جنودنا كانوا يهجمون على المنازل ويقتلون كل من وجدوه بلا شفقة ولا رحمة.”
هذه كانت بعض شهادات جنود الاحتلال الفرنسي عن جرائمهم في حق الشعب الجزائري وهي غيض من فيض من جرائم الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة التي مارستها السلطات الفرنسية على الشعب الجزائري .. فقد كان الاستعمار الفرنسي الأشد وحشية ويقدر عدد الشهداء من الشعب الجزائري خلال فترة الاحتلال ابتداء من سنة 1830، إلى غاية 1962 بملايين الشهداء ناهيك عن ما فقد من زرع وضرع.
ولم يكن الاستعمار البريطاني .. الروسي .. الإيطالي .. البرتغالي أكثر رأفة أو نبلاً من الاستعمار الفرنسي فتاريخهم حافل بالقتل وجرائم الإبادة واستنزاف الدول المحتلة وتركها فريسة للجهل والفقر والمرض والصراعات وأخيرا .. الفساد.
هذا شيء مسجل ومؤرخ ولا يختلف عليه اثنان.
تقافزت الى الأذهان والى مواقع التواصل الاجتماعي صور تذكرنا بجرائم الاستعمار الفرنسي بعد الأحداث الدامية التي مرت بها فرنسا في الأيام الماضية وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى .. البعض يعتبر ان مجرد التضامن مع الضحايا ورفض هذا النوع من الإرهاب وإراقة الدماء فيه نوع من الخيانة لضحايا الاستعمار الفرنسي الذين قضوا بالملايين .. ولا أعرف حقاً كيف يزين لنا ضميرنا أن نكيل بمكيالين ونفرق بين دماء الأبرياء بسبب جنسياتهم أو جرائم حكوماتهم التي لم يقروها وقد يكونوا لم يعاصرونها من الأساس وإنما ولدوا بعد حدوثها بأعوام .. لماذا يتحمل أي إنسان ذنب جريمة لم يرتكبها لمجرد انتماءه لجنسية أو ديانة أو طائفة .. عندما يقول لي أحدهم تعاطفوا مع الضحايا في فلسطين وسوريا .. أقول له انا مع الضحايا في كل مكان في مصر وفلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا مع ضحايا الطائرة الروسية إذا كان ما اسقطها عمل إرهابي لا يقدر أرواح مدنيين مسالمين لم يؤذوا أحد حتى لو اعتبر البعض أن هذا عقاب لهم على ضرب حكومتهم للأراضي السورية وهم لم يحملوا سلاحا ولم يقودوا طائرة حربية تقصف مدنيين.
أنا مع الضحايا في فرنسا من مختلف الجنسيات والذين قتلوا بالقرب من استاد وفي مطاعم وأماكن عامة .. لم يكونوا مقاتلين ولم يكونوا في أرض معركة .. أنا مع الضحايا في بورما وفي كل مكان تنتهك فيه أدمية إنسان بأي شكل من الأشكال .. بالقتل .. بالفقر .. بالتجهيل .. بالإمراض .. بالاستبداد .. بالإرهاب .. بأي وسيلة كانت .. أنا وأنت لا نتحمل جرائم حكوماتنا ومن ينتمون لديانتنا وطائفتنا ولا أي إنسان أخر .. فكل إنسان مسئول عن أفعاله هو وما جنته يداه .. أتمنى أن نكون أكثر إنسانية وأكثر عدلاً ولا نبرر لدم برئ مسفوك طالما أنه ليس منا وإنما من الأخرين .. أتمنى أن تعم هذه الروح كل الناس بما فيهم الإعلاميين الذين يظهرون ما يخدم انتماءاتهم ويخفون ما دون ذلك.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج
- الموتى الأحياء
- علمانية البرادعي
- سر في بئر
- الثورة المنسية
- الحبوب السحرية
- تعذيب
- عيد الحب
- الضحك
- فقط في مصر
- ارهاب 2
- إرهاب
- المساواة
- شعوب يتيمة
- تسونامي الأكاذيب
- قشور التحضر
- -الفيس- وسنينه
- الموتى لا يكذبون
- ألوان من البشر


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ضحايا من كل نوع