الموتى لا يكذبون

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما يتحدث الدم، تفقد الكلمات معناها، فالدماء اللزجة السائلة قادرة على سد جميع المنافذ حولك فلا ترى غير حمرتها القانية ولا تسمع غير أنين نازفيها

لا يهم لونهم .. أجناسهم .. أعمارهم .. أديانهم وأطيافهم .. انتماءاتهم .. ولا بأي لسان ينطقون ..

فالدم قادر على تغييب الملامح ومحو كل الفروق ..

أمام الموت تنعقد الألسنة فلا يعود الحديث عن الصواب والخطأ والمحرض والمدافع ومن بدأ بالقتل ذو قيمة ..

فقد دارت بالفعل عجلة الموت بوقود الكراهية وضمنت لها مشاعر الثآر والرعب والخسارة استمرارية الدوران لزمن يعلم الله وحده كم سيطول ..

ومازالت أفواه من أشعلوا الشرارة ينفخون في النار ولا يتوقفون لحظة عن تغذيتها بالأكاذيب والتهويل أو التهوين بحسب مصالح كل طرف ..

كيف يملك الإنسان هذه القدرة على الكذب أمام اصدق حقيقة في الوجود؟ ..

كيف يكون الموت ملئ العين والحواس ويستمر البعض في العبث والسعي وراء مناصب هي أسرع الأمور فناء على وجه الأرض؟

يكاد يكون من المستحيل أن تعرف الحقائق فالجميع بلا استثناء كاذبون .. الموتى فقط لا يكذبون!

#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل