أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - عصر الفرسان














المزيد.....

عصر الفرسان


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 11:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحفل التراث البشري من مختلف بقاع الأرض وعلى مدار التاريخ البشري المدوّن بالقصائد والنثريات التي تمجّد القيم الإنسانية النبيلة .. الكرم .. الشجاعة .. الوفاء .. الإيثار .. التضحية .. الصدق .. الأمانة .. العزيمة .. إلى أخره من الصفات الرائعة .. وكم خلق لنا الخيال من أبطال أسطوريين يتمتعون بهذه الخصال والقيم المرغوبة المحبوبة .. وكم أسبغ الشعراء في مدائحهم على القادة والعظماء والنبلاء من هذه النعوت التي ترقى بهم إلى سماء الفروسية والتميّز والرقي الإنساني ..
ولكن .. ! في التعامل اليومي مع البشر يندر أن نلمس فيما بيننا هذه الخصال .. وحتى لو توفرت أحد هذه الصفات في أحد الشخوص في وقت من الأوقات فلا يوجد أي ضمان لبقائها صامدة أمام متغيرات العصر وضغوطه ومشاكله .. فسرعان ما ينقلب الناس للنقيض أمام أي إختبار حقيقي حتى أننا قد نتسائل هل هو نفسه ذات الشخص الذي كان هنا بالأمس؟! .. ومن كثرة هذه النكوصات ومن كثرة الذين نكصوا على عقبهم لم يعد الأمر يثير فينا نفس الحيرة أو الدهشة أو الحسرة التي كانت تثار من قبل .. فالإعتياد قاتل للدهشة ..

وعلى كثرة ما قرأت وصورت لي القراءة أن هذه الصفات موجودة - أو كانت موجودة - على كوكبنا هذا في وقت ما .. على قدر ما ألمس حولي افتقاد عام لهذه الصفات وحتى صفة كالتعاطف مع من هم أقل منا حظاً في الحياة أو مع من تعثروا في حياتهم أو تحولت عنهم الدنيا بعد إقبال .. غابت تماماً وحل محلها صفات أخرى تتراوح بين التفاعل الشفهي .. والبلادة التامة .. إلى أن يصل الأمر بالبعض للتشّفي والشعور بالرضا بمآسي الأخرين .أو ما هو أسوء باقتناص الفرصة لتحقيق مكاسب شخصية على دمائهم ..

يجعلني هذا اتسائل عمّا إذا كانت هذه الصفات هي مجرد أمنيات جسّدها خيال البشر وأسبغوها على فرسانهم الإسطوريين أوالذين وُجِدوا فعلياً في عهودهم وكانوا يرجون منهم مكافئة أو يخافون الوقوع في براثن غضبهم وشرّهم .. بغض النظر عن تمتعهم بها من الأساس؟ ..

فإذا كان التاريخ الإنساني برمته لا يمكن إثباته أو نفيه فكل عصر وكل دولة كان لها كتّابها الذين أدخلوا عليها كل الفضائل وشوهوا ما قبلهم ما شاء لهم أن يفعلوا فالموتى لا يعترضون على ما يكتبه الأحياء من بعدهم ولا يملكون دفاعاً عن أنفسهم ولا توضيح للحقائق .. فلماذا نظن أن هذه الصفات كانت موجودة فعلا وقلّت أو اندثرت ؟ ..

أكاد أجزم أن النفوس البشرية هي واحدة في كل العصور لم يطرأ عليها أي تغيير .. وأصبحت أعتقد أن هذا الفضائل ما هي إلا أمنيات عز تحققها .. وأنه لم يأتي بعد - وقد لا يأتي أبداً - ما يسمى بعصر الفرسان !



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقوط في الفخ
- أنا لم ألوث مياه النيل
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد
- إضراب


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - عصر الفرسان