أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أنا لم ألوث مياه النيل














المزيد.....

أنا لم ألوث مياه النيل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 06:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آه يا روح الأرض .. يا إكسير الحياة .. يا دمعات السماء التي تترقرق خيراً ووفرةً وخصباً ونماء .. يا من علمّت البشر الحكمة والصبر والعمل وصنعت حولك أرقى وأعرق الحضارات الإنسانية .. هل من أرضها من لا يعرف فضلك؟ .. هل من أرضها من لا يدين لك بالحياة؟ .. هل من أرضها من لا تجري في عروقه مجرى الدم وتسري في جسده مسرى الروح؟ ..

"-أنا لم أغضب والدى ..

-أنا لم ألوث مياه النيل.

-أنا لم أصد الماء فى وقت جريانه.
-أنا لم أنقص القياس، ولم اغش فى الكيل ولم أطفف فى الميزان .
-أنا لم اطرد الماشيه من مراعيها.
-أنا لم أتسبب فى بكاء أحد.
-أنا لم أحرم انسانا من حق له.
-أنا لم أختطف اللبن من فم رضيع .
-أنا لم أطفىء شعله فى وقت الحاجه أليها."

كتاب الموتى



هكذا قال الأولون .. من تعلموا منك العطاء وعرفوا فضلك .. من علموا أنّه لا حياة لهم بدونك ولا بقاء ولا رغد.. وهكذا كان من تلاهم على العهد والوعد باقون .. مهما ثرت ومهما ضننت .. فأنت الحياة قسيت أم حنوت ..

في كل العصور لم يملك الناس الا العرفان والحب .. حاولوا تطويعك وعملوا جاهدين على نيل أقصى ما يستطيعون من خيراتك .. وكنت دائماً عند العهد بك .. لم تخلف ولم تخون .. حتى خانوا العهد .. احتكروك بوحوش أسمنتية واستراحات للخاصة منهم .. حجبوا رؤياك الحبيبة عن أبنائك .. لوثوك بمخلفاتهم .. قتلوا فيك الحياة وتركوا الأرض عطشى لك .. أرض بلادي التي طالما أنبتت أجود وأروع ما تنبت الأرض .. وفلاح بلادي الذي يحمل في جيناته خبرة ألاف السنين .. نبت بلادي الذي اقتات منه أعداد لانهائية من بشر وحيوان وطير.. والأن لا يجد أبنائها ما يقيم أودهم!! .. هل كنا ندرك أن الأسوء قادم؟ .. أن يمتنع عنّا أحد روافدك فيزيد العطش ويمتد السرطان الأصفر فيطغى على الأرض الخضراء .. ولا تجد من ينطق أو يرفع صوتاً محتجاً أو رافضاً .. لا كلمة .. لا فعل .. لا قرار وكأن المصيبة ليست عامّة ولا هامّة .. وكأن من بيدهم الأمر معنيون بإحراق الأخضر واليابس وقطع موارد الحياة عن الجسد الواهن!!

وحتى في أحلك الأوضاع لا تتوقف آلة أكاذيبهم عن العمل .. فهي الشئ الوحيد الذي مازال يعمل وبكفاءة منقطعة النظير .. كذب غبي مثل من يطلقه .. كذب يثير الغضب فكأنهم يتحدثون لشعب فاقد العقل والفهم .. يجمعون أن سد "النهضة"- وما أكثر ما سدت النهضة في وجوهنا من ابواب - لن يؤثر على البلاد!!! .. فإذا كان نقص 12 مليار متر مكعب من أصل 55 لن يؤثر مع ما في مصر من فقر مائي "حد الفقر المائي بحسب الأمم المتحدة ألف متر مكعب سنوياً للفرد .. ينال المواطن في مصر 640 متر مكعب سنوياً فقط".. وإذا كان خفض توليد الكهرباء بنسبة 30% - مع ما في البلاد من أزمة حقيقية في الكهرباء - لن يؤثر .. ناهيك عن الأثار المدمرة الأخرى للثروة السمكية والملاحة النيلية .. كل هذا في عرفهم يمكن الغاءه بكذبة جديدة تضاف إلى سجل أكاذيبهم اللانهائي .. ماذا بقى فيكِ يا بلادي على حاله في عصر الانهيار والانحلال .. هي طعنة جديدة في الجسد الواهن .. ولكنها هذه المرّة .. قاتلة!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد
- إضراب
- الجدار وفقدان التواصل
- عصر الخداع


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أنا لم ألوث مياه النيل