أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - السقوط في الفخ














المزيد.....

السقوط في الفخ


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 21:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالرغم من أن اضطرابات الشخصية من الأمور الشائعة والتي قد يكون الجميع - تقريباً - قد قرأ عنها واطلع عليها بشكل أو أخر .. إلا أنها كمعظم أمورنا الحياتية لا نعرفها حقاً إلا بالممارسة والتجربة .. وبالرغم من أن العلامات قد تكون واضحة وجلية إلا أننا قد نسقط في الفخ ولا ندرك الحقيقة إلا بعد فوات الأوان .. وعندها قد نندهش حقاً .. كيف كانت الأمور بهذا الوضوح ولم نرها أو تعامينا وتغابينا إلى هذه الدرجة وحتى سقطنا بأرجلنا في حبائل شخصية تحمل أحد هذه الإضطرابات .. الحديث هنا عن الشخصية النرجسية .. وهي شخصية تبدو للوهلة الأولى جذابة، مجاملة ، واثقة من نفسها إلى أقصى حد، تتطلع إلى الكمال، بينما خلف هذا القناع الرائع شخصية مهزوزة متعطشة دائماً لكلمات المديح .. تريد أن تكون دائماً محور الإهتمام والجميع يدور حولها .. يجب أن تكون موجوداً منتظراً متطلعاً في حالة رغبت هذه الشخصية في وجودك ويكفي بالطبع أن تشير بذلك دون أن تصرّح بأنها في حاجة إليك فهذا من وجهة نظرها خادش للكبرياء .. وكذلك إذا ترائى لها أنها ليست بحاجة إليك الآن فعليك أن تختفي من أمامها وتتركها لتمارس هوايتها في إثارة اهتمام أخرين فهي تعتاش من كلمات المديح والثناء وتتنفسه .. ولابد لها لتحيا من وجود من يدور في فلكها متعبد في محراب جمالها وذكائها وروعتها .. هي شخصية حساسة جداً لأي نوع من النقد أو اللوم مهما كان رمزياً ومهما حاولت صياغته في صورة رقيقة مهذبة .. وهي تبدي ردود أفعال شديدة جداً في هذه الحالة وتعتبرها جريمة تستحق العقاب وذنب لا يمكن غفرانه .. ويصل بها الأمر أن تقاطعك أو تنهي علاقتها بك وكأنك لم تكن .. فعلاقة الشخصية النرجسية الوحيدة هي مع نفسها واهتمامها الأوحد هو ذاتها .. وباقي البشر ما هم إلا إثبات على تفردها ووقود يجب أن يحترق ليغذي وجودها .. وبالرغم من كونهم مجاملون لأقصى حد ومهذبون مع الغرباء .. إلا أن الأمر ينقلب للنقيض مع من يرتبطون بهم .. فتعز عندها كلمات الإطراء والمجاملة ويصبح من المستحيل إرضائهم مهما فعلت .. وحتى عندما يدعي النرجسيون أنهم معجبون بموهبة أحدهم أو بشخصيته ويدافعون عنه باستماتة .. لا يكون الأمر عن اقتناع فعلي وإنما فقط هم يدافعون عن اختياراتهم الخاصة والتي يجب أن تقبل بها دون نقاش وإلا فإنك تطعن فيهم شخصياً .. وحتى هذا الإعجاب يكون مؤقتاً ومشروطاً بمدى ما يسبغه هؤلاء على الشخص النرجسي من كلمات المديح والإعجاب أو بقدرتهم على إظهاره بصورة جيدة فإذا انتفت هذه الشروط انقلب للنقيض وأسقطهم من حساباته .. ومن الأخطاء الشائعة الظن بأن هؤلاء النرجسيون يعشقون ذواتهم .. فهذا غير حقيقي .. فهم يعيشون في خوف دائم من انكشاف حقيقتهم وتغيير صورتهم الجذابة التي يتفننون في صنعها في عيون الآخرين .. وإذا حاولت الوصول لأعماقهم لن تجد إلا الخواء ..

فحذار أن تسقط / تسقطي .. في حبائل أحد هذه الشخصيات!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لم ألوث مياه النيل
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي
- مستغرقون في التعاسة
- تأملات في عام جديد
- من الصدمة الى الغضب
- جروح دامية
- في غياب القائد
- إضراب
- الجدار وفقدان التواصل


المزيد.....




- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - السقوط في الفخ