أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - حوارات .. غير بنّاءة















المزيد.....

حوارات .. غير بنّاءة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 19:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في أوقات الفشل تتكاثر الإتهامات ويلقي كل شخص بالمسؤولية على الآخرين، محاولًا التطهر مما وصل إليه الحال، ومنزهًا نفسه عن الأخطاء، ومن هنا أصبح الجدال لا ينقطع بين الثوار من جميع الأطياف وبين المحسوبين على التيار الإسلامي، وأصبحنا نجد في كل خبر يشتمل على كارثة مئات التعليقات التي يتبادل فيها المعلقون السباب والإتهامات واللعنات ولو كان الوضع يسمح لتبادلوا اللكمات أيضًا.

والحقيقة أنني تعودت ألّا الوم شخصًا في موقف ضعف على ما بدر منه، وخاصة إذا ما تعرض لأزمة شديدة كان يجب أن تكون معلمًا له بدون الحاجة لأن تقول له ألم أقل لك، ألم تفعل وتفعل وتفعل ..

إلا أن الإخوان وعلى الرغم مما مروا به من تجربة قاسية، أصبحوا هم في كل مناسبة لا هَم لهم سوى تقريع الآخرين والشماتة فيما قد يتعرضون له من إيذاء على يد النظام الحاكم، ففي كل مناسبة وبدون مناسبة يتهمون الثوار أنهم قد أفسدوا "أول تجربة ديمقراطية" و أنهم "يستحقون أن تسحقهم البيادة وتذلهم الشرطة" وأنهم لم يتركوا الفرصة لهم للإصلاح وعارضوا كل قراراتهم على طول الخط، ولا يأتي ذكر أشخاص من الأحرار القلائل على الساحة ممن عارضوهم وعارضوا مبارك من قبلهم وعارضوا النظام الحالي من بعدهم، إلا ويكيلون له السباب والدعاء الحار بأن يفعل الله به الأفاعيل.

أثار لديّ هذا الأسلوب حالة من الحنق الغير مسبوقة وخاصة وأنني عاصرت الفترة من أيام مبارك والى الأن، وكنت ضد التوريث وضد تكليف المجلس العسكري بالحكم بخلاف الدستور، وناصرت مرسي على اعتبار أنه سيكون عند ظن من أيدوه وآثروه على مرشح العسكر، ثم أصبحت ضده منذ أن ارتمى هو وجماعته في أحضان العسكر في العديد من المواقف الواضحة الجلية التي لا أستطيع أن أتقبل فيها كل تبريرات المحسوبين على التيار الاسلامي، من أول مذبحة محمد محمود ومجلس الوزراء لتكريم رموز المجلس العسكري، لقانون التظاهر الذي كان يريد الإخوان أن يفرضوه وفرضه النظام الحالي، بل إنهم هم من هتفوا للسيسي وقالوا عنه وزير دفاع "بنكهة الثورة" .. فإن كان هذا اختياركم .. فهذه بضاعتكم ردت إليكم .. وإن كان مفروض عليكم .. فماذا تفعلون بمنصب لا يمكنكم فيه إختيار رئيس وزراء أو وزير دفاع أو محاسبة شرطي او عسكري.

ولأني أعارض النظام منذ أن بدأت بشائر الإنهيار في الحدوث، تصور البعض من المحسوبين على النظام ومن المنتمين الى التيارات الاسلامية أنني من مؤيدي الإخوان، ولذلك انهالت علي العديد من طلبات الصداقة وافقت على بعضها بحسن نية حتى بدأت في مشاهدة منشورات تطفح بالمغالطات، مثل المنشور التالي:

"مفيش فرق بين فاشية العسكر و فاشية الاخوان
العسكر سجنوا اللي اعترض علي بيع الارض مؤبد
و الإخوان ضربونا بالطوب و الخرطوش لما كنا رايحين نقتحم الاتحادية و نقتل الرئيس ! "

عندما رديت على واضع هذا المنشور لأقول له أن هذا نوع من التسفيه الغير مقبول، وعدم إعتراف بالخطأ وفشل كامل في مراجعة النفس لا يعني إلا التمادي في الأخطاء، وانني لا انسى موقف الكتاتني من زياد العليمي والذي كان منزعج جدًا من مجرد توجيه العليمي النقد لطنطاوي على حسابه الشخصي، على الرغم من أن محاكمة المجلس العسكري على العديد من الجرائم التي تلت ثورة يناير كانت مطلب شعبي، إلا أن أحد الأشخاص رد على تعليقي بنعتي بالكاذبة على الرغم من إرفاقي رابط لتسجيل الجلسة، ونصحني بألا أسلم رأسي لأحدهم - على طريقة رمتني بداءها وانسلت - ولم يتقبل أي أدلة ارفقتها له، لم يستطيع أن يجيب على سؤالي حول تعيين الجنزوري مهندس الخصخصة في عصر مبارك كرئيس للوزراء وكأن مصر اقفرت من ساكنيها، فتشنج وبدأ في السباب وانتهى الأمر بعمل "بلوك".

حوار "غير بنّاء" آخر كان بطله أحد أصدقاء الفيسبوك الذي لم يتحمل أن أنزل على صفحتي فيديو للقرضاوي وهو يقول فيه حرفيًا أن تفجير النفس وسط المدنيين لا شيء فيه طالما كان ضد مستعمر أو معتدي، ويعد من اسمى درجات بذل النفس، وأنه عليك أن تسلم نفسك للجماعة فإذا ما رأت أنك يجب أن تفجر نفسك .. فجر نفسك .. فقط لا تفعلها من تلقاء نفسك.

وانزعج جدًا عندما وصفت القرضاوي بأنه من علماء السلطان، وعندما سألته: هل أدان القرضاوي وجود قواعد عسكرية أمريكية في الخليج؟ .. هل أدان القرضاوي دعم السعودية للحكومة الأمريكية بثلاثة ترليون دولار؟ .. هل القرضاوي لا يعلم ان أمريكا الداعم الأكبر للكيان الصهيوني؟ .. فأجابني الأخ: هذه أمور سياسية والقرضاوي رجل دين .. وعندما سألته هل قتل الشعب العراقي والشعب الأفغاني أمر سياسي؟ وهل اعترض عليه القرضاوي؟ .. هل قرأت فتاويه الخاصة بالنكاح؟

قال لي القرضاوي ليس عالم سلطة لقد سجن أيام عبد الناصر .. قلت له أعلم أن عبد الناصر هو من أسس لديكتاتورية العسكر، ولكن كان له مشروع أفشلته القوى الإستعمارية والخليج وبعض الداعمين لهم من الداخل مثل الإخوان .. وأنني يمكنني أن أرفق لحضرته روابط من على صفحات الحكومة الأمريكية تظهر إتفاقات بين أحد ملوك الخليج ورئيس أمريكي ضد مصر والعراق وسوريا ومشروعهم القومي في عهد ناصر.

فبدأ يتهمني بالجهل وبأنه نادم على إضاعة وقته "الثمين" في مناقشة أمثالي من الجهلاء .. وعندما طلبت منه ان يرد على الأسئلة المبينة اعلاه .. قام بسبي وعمل "بلوك"!!

وعلق صديق اخر على نفس الفيديو بالقول ساخرا "المرجع الوحيد الذي يجب أن نتبعه جميعا هو الشيخ العلامه الفقيه . الدكتور محمد البرادعي رضي الله عنه وأرضاه" .. وعلى الرغم من انني ارفض ما تشيعه الآلة الاعلامية في مصر من معلومات مغلوطه حول تحميله مسؤولية اجتياح العراق، ودائما ارفق لمن يقول ذلك تسجيل الجلسة التي قال فيها ان العراق خالية من اسلحة الدمار الشامل، بل انها لو ارادت ان تستأنف نشاطها النووي فلن تتمكن من ذلك بسبب الحظر المفروض عليها، الا انني لست من مؤيديه على طول الخط ولا من المبشرين به، ولا افهم للأن سر العداء المستحكم من العسكر ومن والاهم والاخوان ومن سعى سعيهم لشخص هذا الرجل، حتى انهما يكرهانه باكثر مما يكرها بعضهما!!!!

يبدو الوضع في مصر الأن مزريا والأفاق جميعها مسدودة وخاصة وان التفاهم بات مستحيلا .. والكل في حالة تحفز غير عادية .. والاستقطاب في اعلى معدلاته .. والكل على استعداد لأكل الأخر حيا اذا مس قناعاته التي ارتضاها لنفسه .. والكل اصبح على استعداد حتى للتضحية بروابط الصداقة والقرابة اذا ما ثار خلافا في وجهات النظر بشأن العسكر والاخوان.

النيل ضاع والأرض بيعت والثروات نهبت، ومصر تتصدر دول العالم في السرطان والفشل الكلوي والكبدي والتلوث وبيع الأعضاء، وتتذيل القوائم في جودة الحياة ومستوى التعليم ولكننا مازلنا نتعامى عن الأسباب ونفني طاقتنا في معارك بلا طائل.




#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - حوارات .. غير بنّاءة