أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء















المزيد.....

العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 03:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من الملاحظ في الإنتخابات الأمريكية التي دارت رحاها منذ شهور لإختيار المنافسين النهائيين لها، أن الإسمين الأبرز في هذه الإنتخابات إعتمدا نفس المنهج في جمع أكبر عدد من المؤيدين، فترامب الملياردير بالوراثة والذي يعشق الظهور وأنتج أكثر من برنامج واقع، اعتمدت حملته على إقصاء الأخر، فهو يتبنى أفكار أقرب ما تكون إلى النازية من حيث اذكاء فكرة الجنس الأعظم والسائد ويعادي في سبيل حماية هؤلاء المتسيدين، كل مهاجر من أصول لاتينية أو أفريقية أو من معتنقي الدين الاسلامي وحتى النساء لم يسلمن من سهامه المسمومة حيث يصفهن بأبشع الصفات، وفي المحصلة؛ لتكون مواطن أمريكي يحظى باعجاب ترامب، فعليك أن تكون رجل .. ثري .. أبيض .. مولود في أمريكا!

وعلى الجانب الآخر تقوم حملة كلينتون منافسته الأبرز، على رعاية وحماية كل من هو مرفوض من قبل منافسها، فحملتها تنصب على الإهتمام بالأمريكيين من أصول أفريقية وبمن ينحدرون من أصول لاتينية وترفض ما يكنه ترامب من عداء سافر للمسلمين كما أنها ولكونها امرأة تتفهم تطلعات النساء وطموحاتهن وما يواجههن من تحديات ومصاعب.

وفي كلتا الحالتين لا يوجد برنامج واضح لكلا المرشحين أو سياسة مفهومة أو خطوات مدروسة يمكنها أن تحسن من الأوضاع الداخلية أو الخارجية التي كانت لأمريكا القطب الأوحد في العالم اليد العليا في تدهورها بسبب التدخلات العسكرية المستمرة في أكثر من دولة وما لها من سياسات اقتصادية وما تقوم به طوال الوقت من دعم لأنظمة ومحاربة لأنظمة أخرى بحسب ما يراه الساسة الأمريكيون يمثل مصالح لبلادهم أو لبلدان حليفة لهم.

وفي كلتا الحالتين يتم التركيز على الفروق العرقية أو الدينية ويتم توجيه أنظار الناخبين الى أن العداء بينهم قائم على هذه الفروق فكل ما أنت فيه أيها الناخب من مشكلات تتعلق بالفقر ونقص الفرص وسوء التعليم والرعاية الصحية إنما هو بسبب عرق آخر أو دين آخر يسرق فرصك ويكن لك العداء ولا يريد لك أن تحيا حياة لائقة، ليست قوانينا هي المشكلة، ليس لأن السياسة أصبح يديرها أقطاب المال والأعمال المعروفين والذين أصبحت كل القوانين تصاغ من اجلهم وكل القرارات الصعبة والمصيرية تتخذ من أجل رفع أرقام ملياراتهم في البنوك، حروب تشن يلقى في أتونها المليارات وتسفك فيها الدماء وتدمر البنى التحتية من أجل ضخ مزيد من المال في حسابات الساسة الكبار كما هو الحال في شركة "بيكتيل" الأمريكية والتي تتورط فيها أسماء كبيرة على الساحة السياسية، مثل دونالد رامسفيلد وجورج بوش ومستثمرين سعوديين، والتي نالت نصيب الأسد من عقود "إعادة إعمار العراق" التي دمرتها آلة الحرب الأمريكية.

وعلى نطاق أصغر تمارس أنظمة استبدادية نفس لعبة التفريق بين الشعوب في منطقة الشرق الأوسط خصوصا، في سبيل الإبقاء على كراسيها واستنزاف موارد البلاد والسيطرة على كل الفرص فيها، فتؤجج الطائفية بين أفراد شعوبها، وبدلا من أن يحاسبهم هؤلاء على ما تسببوا فيه من إفقار للبلاد وعلى إصرارهم على إدارتها كما تدار مزرعة المواشي، ينتقل تركيزهم وعداءهم لطائفة اخرى منهوبة مثلهم ليتناسوا معركتهم الأساسية وعدوهم الأصلي والمتسبب الحقيقي فيما هم فيه من بؤس.
ولقد اطلعت بصفة شخصية عن قرب على ما تقوم به أحد الأنظمة الخليجية، والتي تعيش منذ سنوات معركة طائفية تسببت في حدوث شرخ مجتمعي غير قابل للعلاج تغذيه الحكومة بصفة يومية، وذلك بسبب عملي في أحد المواقع التي كانت تحتاج تخصصي والذي لم يكن موجود في ذلك الحين في البلاد، وأكثر ما أثار دهشتي هناك كيف يبرر المستولون على كل الفرص والمراكز والمنح لنفسهم ما يقومون به من عمل، وكيف يستحل هؤلاء نيل منح تعليمية بالخلاف للقانون، وبدون وجود أي أحقية لهم، حيث يتم شراء شهاداتهم بأموال الدولة من أحد الجامعات من الدرجة الثالثة والتي ليس لها أي أهمية على الساحة العلمية ولا وجود على خارطة الجامعات المحترمة، وتم اختيارها فقط لأن حكومة دولتها ترتبط معهم باتفاقات أمنية حيث تصدر لهم متخصصين في التعذيب وأعمال القمع، ليعود حامل الشهادة فيجد نفسه معين باقدمية سنين دراسته في أحد المناصب الهامة براتب ضخم دون أن يتعلم شئ أو يبذل أدنى مجهود!

ومن ضمن هؤلاء فتاة أحضروها للعمل معي بعد دراسة ثلاثة سنوات في هذه الجامعة المجهولة وطلبوا مني تعليمها، وعرفت فيما بعد أنها وأخواتها الستة حصلوا على منح بدون احقية وحتى أختها التي لم يتجاوز مجموعها 60% في الثانوية حصلت على منحة لم تحصل عليها زميلاتها ممن حققن بشرف مجموع يصل الى 99%، كما علمت أن أسرتها بالكامل تسيطر على العديد من المناصب في هذه المؤسسة السيادية، وأنها طوال فترة إقامتها للدراسة الجامعية في دولة أخرى كانت وأختها تحصلان على بدل سكن ضخم وهما تقطنان في بيت السفير الذي يمت لهما بصلة قرابة، ولم تتورعا عن استخدام عاملات النظافة في السفارة باعتبارهن "خادمات شخصيات" أو سائق السفارة باعتباره "سائق خاص" ومن المدهش أن هذه الفتاة التي نالت بدون وجه حق منحة وبدل سكن ووظيفة وعشرات الأشياء، كانت تواظب على الصلاة وترتدي النقاب، وتعتبر هي وعائلتها أن تقديم بواقي طعامهم لجيرانهم نوع من الإحسان الذي سيؤجرون عليه!!

تعلمت في هذا المكان كيف أن مولدك في عائلة بعينها والذي لا يد لك فيه، يمكنه أن يشتري لك مستقبل باهر ليس لأن هذه العائلة لديها ما يكفيك، ولكن لأنها في غفلة من الزمن استولت على مواقع تتيح لها استنزاف المال العام وسرقة فرص الآخرين بلا خجل أو شعور بالذنب!

ولأنها اعتادت على سرقة فرص الأخرين ومجهوداتهم، لم يعجبها أن يكون من هي مثلي والتي اعتمدت على نفسها بالكامل في الحصول على هذا العمل تدير أحد المواقع في مزرعة المواشي الخاصة بعائلتها، فكان هدفها الأول منذ ان رأتني أن تزيحني من طريقها حتى ولو لم تمتلك الخبرة او المؤهلات من أجل أن تحل محلي.

وفي سبيل ذلك بدأت معركتها القذرة بإشعار إدارة المكان أنني شخص خطير يتحدث عن محرمات من ضمنها "الحقوق المدنية" و "المواطنة" و "تكافؤ الفرص" وهو ما جعلني هدف لهم حيث قاموا بتتبع هاتفي وحساباتي الالكترونية ورفضوا قبول استقالتي واروني من العذاب الوان، ولازلت أعاني من تسلطهم وحتى بعد عودتي موطني.

ما رأيته هناك جعلني أتمنى لو أطرق كل باب لديهم واؤكد لمن وراءه أن عدوه ليس الطائفة الأخرى، ومن لا يريد له الحياة ليس الطائفة الأخرى، وإنما هؤلاء الذين اعتبروا انفسهم أهم من الآخرين أو أعطوا ما لم يعطى لغيرهم، على الرغم من فقر موهبتهم وعدم صلاحيتهم للمنافسة، ومثل هؤلاء هم آفة أي مجتمع والسبب الأول في إفشال البلدان العربية وما هي فيه من إنهيار.

ومازال هذا النموذج الصغير يتسع ويتسع ليشمل العديد من البلدان والتي يتم شق الصف فيها وتدميرها بيد أبناءها لدواعي طائفية، لأن أصحاب المصالح فيها أفقدوا سكانها البوصلة، ولم يعودوا يعرفوا من هو العدو الحقيقي ومن هو الذي يلقي بهم في آتون معركة مفتعلة ليخلو له الجو فيستولي على ما بقي من البلاد، ولا يألو جهدا في سبيل ذلك مستخدما جميع اذرعه من جنود حماية الكرسي وشيوخ التدليس والعار وقضاء مسيس وإعلام غير شريف.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج
- الموتى الأحياء
- علمانية البرادعي
- سر في بئر
- الثورة المنسية
- الحبوب السحرية


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء