أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - الأخ الأكبر يعد انفاسك














المزيد.....

الأخ الأكبر يعد انفاسك


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 14:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اثار الخبر الذي نشرته "مديل ايست اي" منذ ايام عن انظمة المراقبة التي تريد الامارات تطويرها محليا وجعلها بديلة عن تلك التي تصدرها لهم شركة فالكون الاسرائيلية، تساؤلات مشروعة حول طبيعة ما اصبحت تقوم به الحكومات العربية والغربية على حد سواء فيما يتعلق بانتهاك الخصوصية، والتعدي على حرية المواطنين بشكل كامل، وخاصة ان مثل هذه البرامج تستهدف في الأغلب الأعم المدافعين عن حقوق الانسان، والصحفيين الغير خاضعين لسيطرة هذه الحكومات، ولا تستهدف الانشطة الارهابية والاجرامية الأخرى.

وفي واقعة اخرى تم القاء القبض على سيدة تايلاندية بحسب ما نشرته صحيفة الانديبندنت لخمسة عشرة عاما بعد ان ردت في رسالة خاصة على الفيسبوك على احد النشطاء الذي كان ينتقد الحكومة بالموافقة بكلمة واحدة هي "نعم".

وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي تنفقها الحكومات حاليا في مجالات التجسس الجماعي على شبكات الانترنت وعلى انظمة التتبع المتطورة، والتي تجعلنا نسمع بصورة شبه يومية عن سجناء الفيسبوك وسجناء التويتر الذين تطاولوا على الذات الملكية او الرئاسية، الا ان هؤلاء الذين يتمتعون بيقظة بالغة وعيون مفتوحة على النشطاء والمعارضين، يتحججون بقلة التمويل وصعوبة مراقبة المشتبه بهم في كل مرة يحدث فيها تفجير ارهابي او اطلاق نار عشوائي في الأماكن العامة.

وبدأ الحديث عن عمليات التجسس الجماعي التي تمارسها الحكومات بالمخالفة للقوانين والدساتير عندما قام العميل السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية بتسريب معلومات حول برامج من هذا النوع تستخدمها المؤسسات الأمنية في البلاد، والتي وجدها تتناقض مع قناعاته الشخصية واعتبرها انتهاك لحقوق المواطنين الغافلين.

ومن المدهش ان يتم مطاردة سنودن وطلب رأسه بتهم تتعلق بافشاء اسرار .. الخ ولا يتم محاسبة هؤلاء المنتهكين باي حال من الأحوال بل ان الأمر لم يثر الغضب الشعبي المتوقع ولم يمنع ممارسة مثل هذه الاختراقات للخصوصية والتي تخالف الدستور.
وكل من يعمل في المجال الحقوقي او له نشاط معارض في مصر، يعلم ان هناك تطور غير عادي في عمليات التجسس والتتبع لهاتين الفئتين بالخصوص، بل ان احد المنظمات الحقوقية قد نشرت تقرير يفيد بأن مصر قد اشترت في عام 2014 برامج واجهزة متطورة خاصة بالتجسس والتتبع بمبلغ سبعة مليار دولار، كما ان لديهم عملاء تلقوا في الخارج تدريبات عالية بهذا الشأن.

وفي مصر كشفت واقعة قتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني عن تطور تقنيات التتبع والتجسس حيث تمكنت جهات التحقيقات من تحديد خط سيره يوم اختفاءه بدقة متناهية، وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد تعاقدت مع شركة ايطالية شهيرة تعمل في مجال اختراق الخصوصية والمراقبة اسم هذه الشركة هو "هاكينج تيم" والتي تم اختراقها هي نفسها مؤخرا وتسريب اتفاقياتها القذرة مع بعض المؤسسات والنظم الاستبدادية.

ومن ضمنها الاتفاق الذي تم بينها وبين المسؤولين في مصر والذي بناء عليه كان يمكن متابعة كل ما يتم بثه على الانترنت ومراقبة الهواتف المحمولة وتحديد مواقع اصحابها، وهي التي ارشدت ايطاليا الى معلومات دقيقة حول تواجد الباحث الايطالي المغدور جوليو ريجيني في اخر مرة ظهر فيها في العلن وقبل ان يختفي.

نفس هذه البرامج تمكن الحكومة المصرية من ملاحقة اي شخص داخل البلاد بدقة متناهية على مدار الساعة، وهي الميزة التي جعلتها تغامر بوجود طرف ثالث وهو الشركة المنتجة لهذه البرمجيات والتي حازت على اذن مفتوح بمراقبة كل ما تود مراقبته في مصر، وفوق ذلك تنال ملايين الدولارات سنويا.

ولا يقتصر عمل هذه البرامج والأدوات على ملاحقة وانتهاك معارضي الداخل ولكنها تمتد اليهم في اي مكان على وجه الأرض عابرة الحواجز والحدود بلا خجل ولا سند من قانون او دستور.

وللدول العربية عموما علاقة عدائية بشبكة الانترنت، ولا غرابة اذا في ان تكون الدولة الأولى في قائمة الدول المعادية للانترنت هي دولة عربية، وهي بالمناسبة البحرين، ولو ذهبت الى هناك ستجد ان الغالبية العظمى من مواقع الانترنت مغلقة، بل ان بعض المواقع الطبية التي كنت ابحث فيها ضمن عملي كنت اجدها مغلقة لسبب لا يعلمه الا الله.

كما انك بالبحث على قوائم الدول الاكثر مراقبة لما يبثه المواطنين على الشبكة العنكبوتية ستجد ان الدولة التي تحتل المركز الثالث بعد اريتريا وكوريا الشمالية هي المملكة العربية السعودية، ولا غرابة اذا في ان يكون كل من يتجرأ على نقد سياسات الدولة يعرض نفسه للسجن والجلد وربما الاعدام.

ملاحظة ليس لها محل من الإعراب: الشركة التي تقوم بامداد الامارات بانظمة التجسس الجماعي هي شركة فالكون الاسرائيلية .. الشركة التي قامت بفك شفرة الآيفون وجعلته متاحا للراغبين هي شركة Cellebrite الاسرائيلية ايضا.

يالها من فاتورة ضخمة يتم دفعها مقابل الحفاظ على كراسيكم، والتي كان يمكن الحفاظ عليها بسبل اكثر مشروعية لو تم توجيه هذه الطاقة وهذه الأموال وهذه الامكانيات للتنمية والبناء بدلا من توجيهها لملاحقة وانتهاك من يعترضون على قراراتكم المخربة وفسادكم واجحافكم.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - الأخ الأكبر يعد انفاسك