أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر














المزيد.....

العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 00:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دائما ما تثير تصريحات المسؤولين حفيظة الناس في عالمنا العربي، فالكل يتعجب من البون الشاسع بين ما يقولون وما يفعلون .. وبين الواقع الذي نراه .. والوهم الذي يتحدثون عنه، فهل هؤلاء يدركون حقا مدى مخالفة ما يقولونه للواقع الذي نعيشه، ام انهم يرون الأمور من منظور اخر لا نراه ولن نراه مهما حاولوا ايصال وجهة نظرهم لنا؟

سأحكي لكم عن تجربتي الشخصية في هذا المجال، وخاصة واني عملت في دولة اخرى في احد المواقع التي تجمع صناع القرار في هذه الدولة، وسنح لي الوقت وسنحت الظروف ان ارى واستمع الى ما يقولونه وما يفعلونه وما يعتقدونه بالفعل.

سافرت هذه الدولة منذ عام 2009، ولعامين صدقت ان هذا البلد هو معرض للحقوق والحريات، ونموذج على التسامح والتعايش السلمي بين افراد المجتمع، وان له تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها، ويسير على خطى التقدم ومحاسبة الذات ومحاربة الفساد، وحتى جاء عام 2011 حيث انطلقت الانتفاضات العربية في اكثر من دولة، ومنها هذه الدولة والتي هالني ان يفعل مواطنوها ذلك على الرغم من كل ما تتمتع به من حرية وديمقراطية وتسامح.

وبدأت في مراقبة الأمر والاستماع الى الكبار وتحليل الأحداث بدلا من الاكتفاء بما يتم قوله امامي مرارا وتكرارا.

كنت اسمعهم يقولون ان الثورة هي مؤامرة اشعلتها مخابرات دول اخرى، وان الثوار الذين يلقون بانفسهم في النار ويعرضون انفسهم للقتل والاعتقال وكافة صنوف التنكيل هم مدعومون من ايران وطائفيون يريدون القضاء على دولة الديمقراطية واقامة حكم الامام الفقيه.

وبدأت انظر من حولي، لم يكن لهذه الطائفة من وجود في المؤسسة السيادية التي اعمل بها الا في حالات نادرة وفريدة ومن الموالين للسلطة، ولا يرتقي هؤلاء الى مناصب حساسة وانما هم في مناصب دنيا، اما باقي المؤسسة فهي مكونة من عائلات بعضها من بعض، هؤلاء نالوا فرص التعليم بمنح حكومية، بدون النظر الى مجموعهم ونالوا وظائف مرموقة بدون النظر الى كفاءتهم، اما باقي الوظائف فكانت من نصيب الهندي والباكستاني ثم القليل من الجنسيات العربية الأخرى، اما ديمقراطيتهم فلم تكن اكثر من مسألة صورية استطاعوا التحكم رغما عن وجودها في كل قرار وكل قانون دون ان يكون للنواب المنتخبين الحق في الاعتراض على قانون او القدرة على تمرير اي قانون.

الا انهم وبالرغم من هذا النوع من التمييز الشديد والذي يجب ان يثير اي شخص لا يشعر في بلده انه مواطن، مازالوا يرددون نفس الكلام المحفوظ عن المؤامرات الخارجية، مازالوا يقنعون انفسهم تارة بأنهم حماة الدين والعقيدة، وهم يخالفون في كل لحظة ابسط واكبر تعاليم الدين والعقيدة، ومازالوا يدعون انهم حماة الوطن على الرغم من ان ما يفعلونه هو تحديدا ما هدم الأوطان على مر العصور.

عندما عدت الى بلادي، لم اعد اتعجب من اقتناع السادة اللواءات بأن من يعترض على الفساد والغش والاستبداد والمحسوبية والاحتكار وتغييب القانون والدستور، هو متآمر وممول من الخارج ويريد تخريب البلد، لم اعد اتعجب من تصريحات المسؤولين التي يتحدثون فيها عن نجاح لا نراه بالعين المجردة، وعن مجهوداتهم وسهر الليالي من اجل راحة المواطن، فهم وبصورة تستحق ان يجتمع لها علم النفس والاجتماع يمارسون خداع الذات على اعلى مستوى، يقنعوا انفسهم انهم حماة الديار، وانهم الأهم والأقوى والأكثر موهبة والأعلى والأكثر استحقاقا لأن ينالوا ما ينالوا من امتيازات وأنه ليس بالامكان ابدع مما كان، وان الشعب الكسول الجاهل الغبي الذي لا يريد ان يعمل لا يستحق افضل مما هو فيه، ويكفي انهم حموا البلاد من ان تقع فريسة لحرب اهلية وتصبح سوريا او العراق!

عندما تسمعوهم في المرة المقبلة صدقوهم، او صدقوا انهم وصلوا بالفعل الى هذا المستوى من الوهم والضلالات وانهم يصدقوا ما يقولون.

عندما يقولون لكم ان السلع متوفرة، وان الأسعار هنا افضل منها في الخارج، وان الرعاية الصحية على اعلى مستوى، وان التعليم في مصر بخير لأن هذا عملهم وهم ادرى به، لا تصدقوهم ولكن صدقوا انهم يصدقون ذلك.

عندما يقولون انه لا يوجد في البلاد سجناء سياسيين ولا مظاليم ولا انتهاك لحقوق الانسان، ولا اخفاء قسري ولا تعذيب ولا اعتقال خارج اطار القانون، لا تصدقوهم ولكن صدقوا انهم يؤمنون بذلك.

عندما يكون تدريبهم في امريكا وتسليحهم من امريكا، ويقدمون تقارير دورية لأمريكا، ثم يتهمون معارضيهم انهم ضمن مؤامرة امريكية تستهدف امن البلاد، لا تصدقوهم ولكن صدقوا انهم مرضى يسقطون ما فيهم على اعداءهم، على طريقة رمتني بداءها وانسلت!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حنان محمد السعيد - العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر