أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - من الذي يريدها سوريا؟














المزيد.....

من الذي يريدها سوريا؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 03:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا ينكر احد ما تعيشه امة العرب من ازمة، تلقي بظلالها الثقيلة على كافة مناحي الحياة، الاقتصادية والسياسية، والأمنية، والفنية، وبالتأكيد تؤثر بشكل كبير على مستوى الابداع!

الا انه مازال هناك من يفاجئنا من حين لأخر بإبداعات من نوع خاص جدا، لا يمكن ان تكون قد خطرت على بال انسان او حيوان مر على ظهر هذا الكوكب البائس.

واكثر من يفاجئني بابداعاته ذلك الشخص الذي يقوم بصياغة الاتهامات في مصر وما يكاد انبهاري بأحد هذه التهم يخف قليلا حتى يفاجئني بالمزيد من الابداعات الغير مسبوقة.

ومن "تكدير السلم الأهلي" لـ "التحريض على التظاهر" لـ "نية التظاهر واخيرا "خلق مناخ تشاؤمي، يقف الانسان حائرا امام العقلية الغير عادية التي تصيغ مثل هذا النوع من الاتهامات.
!!!
والحقيقة ان التهمة الأخيرة اثارت موجات عاتية من السخرية اللاذعة والمريرة، وخاصة ان التفاؤل في مثل هذه الظروف التي نعيشها هو ما يجب ان يكون
جريمة يعاقب عليها القانون، ففي الوقت الذي تعلن فيه الداخلية عن القاء القبض على عصابة "المناخ التشاؤمي" .. كانت مئات الجثث الغارقة في البحر
في مياه رشيد لا تجد من ينتشلها، والتي تم انتشالها لا تجد مشرحة ولا كيس لنقل الجثث، ليضع عليها الأهالي الثلج في محاولة منهم لإبطاء تعفنها في مشهد
يجعل التفاؤل نفسه يهجر هذه الديار الى الأبد.

اما من اتعسه الحظ بالخروج من البحر حيا، فوجد نفسه يرسف في الأغلال وكأنه يعاقب على نجاته وكان من الواجب عليه ان يموت في صمت مثل غيره حتى لا يحرج الحكومة!

وعلى قدر الحزن والألم الذي يلقيه في النفس مشهد جثث الأطفال الطافية على سطح الماء، يتضاعف هذا الحزن كلما خرج علينا احد المنتفعين من النظام الحاكم ليلوم الضحايا ويكيل لهم الاتهامات وهو الذي كان قبلها بايام يطالب كل من لا يعجبه الحال ان يترك البلد لأي مكان اخر، يبدو ان المكان الأخر المقصود هو القبر فلا يجب ان ينجو احد حيا من هذا الجحيم.

والغريب ان طوال هذه الفترة لم يطل علينا رئيس الدولة برأسه ليقدم تعازيه لأهالي الضحايا او ليعطي تعاليمه للجهات المعنية لمعاونة الناس التي لم تكن امكانياتها كافية لتدارك هذه الكارثة الضخمة.

وحينما طل برأسه في اليوم السادس للكارثة، ظل في حالة النكران التي عودنا عليها، ولم يعرف لماذا يلقي انسان بنفسه في البحر، وعلى الرغم من ان العالم كله حولك يعرف الاجابة، الا انه من المنتظر ان تكون انت اخر من يعلم!

وعلى الرغم من الضرائب الباهظة التي يتم فرضها على كل ما يمس مناحي الحياة، وعلى الرغم من تدني الخدمات، وعلى الرغم من انهيار قيمة الجنية، وتفشي البطالة، و....الخ، يطالب الرئيس المواطنين بأن يتخلوا عن "الفكة" .. ولا غضاضة في ذلك لو كان هناك اي نوع من الشفافية في جمع وانفاق هذه الأموال، كان يمكن ان ندفع وندفع، لو كل مبلغ تم جمعه بنيت به مدرسة او مستشفى او مصنع او عرفنا اين يتم وضعه وعلى ماذا انفق، لكن ان تأتيك المليارات من قروض وهبات خليجية وتبرعات مصرية وضرائب وجمارك دون ان يعرف احد اين تذهب تلك الأموال ... فهذا شئ غير معقول ولا مقبول.

وبدلا من محاولة حل مشكلات الناس والاستماع اليهم، يتم تهديدهم انه في حالة تعبيرهم عن غضبهم سينشر الجيش في ست ساعات وسينتهي الحال بالبلاد غير نافعة لأحد!!

من الواضح ان ما يدير هذا البلد هو الجنون نفسه وان الفارق الوحيد بينها وبين سوريا، ان الشعب لم يقف في مواجهة مع الجيش، ولا اجد من مصلحة احد ان يصنع مثل هذه المواجهة، الا ان جهات تدفع الناس دفعا بكل السبل للوقوع في هذا الفخ الدموي البشع الذي لن ينجو منه احد، ولا اصحاب الطائرات الذين اشتروا املاك في الخارج من دماء الناس لاستخدامها عند اللزوم.




#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - من الذي يريدها سوريا؟