أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان محمد السعيد - عتاب .. على الإرهاب














المزيد.....

عتاب .. على الإرهاب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 00:04
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يمضي يوم واحد على مغادرة البابا فرانسيس لمصر، حتى وقعت عملية اطلاق نار في حي مدينة نصر بالقاهرة، طالت احد نقاط الشرطة واودت بحياة مجموعة من عناصرها..

والحقيقة ان هذا الأمر اصبح يتكرر بشكل لافت للنظر، فطالما هناك مؤتمر او مهرجان او حدث دولي او زيارة لشخصية رفيعة المستوى، يلتزم الارهابيون بعدم تنفيذ اي عمليات طوال فترة وجودهم، فهؤلاء في الغالب يعلون من مصلحة الوطن ولا يريدون تشويه صورته في عيون الغرباء، ولكن بمجرد ان تقلع طائرتهم وتغادر سمائنا يعود الارهابيون ليمارسوا هوايتهم في اصطياد رجال الأمن واطلاق مفرقعاتهم.

وحتى الأن ومنذ ان بدأت هذه العمليات يبقى مرتكبوها مجهولون، حيث لا يتم ضبطهم ابدا احياء، وغالبا ما تعلن الشرطة والجيش عن تصفيتهم، او يؤكدون ان التفجيرات نفذها انتحاري تعرفوا على وجهه وقاموا بفحص بصمته الوراثية وبصمة اسرته، وغالبا ايضا ما يؤكد اسرة هذا الشخص المعلن عنه انه حي يرزق، او يسلم هو نفسه بنفسه نافيا عن نفسه شبهة التفجير، وبصورة ما تغلق القضية دون ان فهم حقيقة ما حدث فعليا.

حتى ان بعض العمليات يتم الاعلان عنها عبر القنوات الرسمية مثل العملية التي اعلن عنها المتحدث العسكري ووصف القتلى فيها بـ "العناصر الارهابية الشديدة الخطورة" قبل ان تصدر احد القنوات تسجيلا مصورا للدقائق الأخيرة في حياة هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا بدم بارد والقي الى جوارهم السلاح، ووصموا بوصمة الارهاب، ولم يصدر اي رد رسمي من اي نوع ليشرح لنا الوضع، ولم نسمع ان هناك احد يحاسب على مثل هذه الأفعال التي لا يمكنها ان تمر في اي بلد اخر على وجه الكوكب البائس.

نفس الأمر في قضية الخمسة الذين قتلتهم الشرطة وقالت انهم قضوا في تبادل لاطلاق النار وانهم عصابة متخصصة في قتل وسرقة الأجانب ومسؤولون عن مقتل ريجيني وحرزت اوراقه الشخصية في منازلهم قبل ان ترفض جهات التحقيق الايطالية ما جاء في تقرير الشرطة ويخرج علينا النائب العام لينفي علاقتهم بمقتل ريجيني دون فتح تحقيق في الأمر ودون ايضا ان يكلف احد خاطره ويشرح لنا حقيقة الأمر.

ان مسألة التعتيم وعدم المحاسبة وخلق فئات هي فوق الجميع لا يجرؤ احد على الاعتراض على افعالها مهما فعلت يتم الترتيب له بصورة منظمة ويومية، عبر انتاج قوانين تنزع السلطة والسيادة من جميع مؤسسات الدولة لتضعها في يد هذه الفئات، وعبر وضعهم في كافة الوظائف القيادية دون ترك الفرصة لأحد من خارج الدائرة، وعبر تغيير وجه البلاد بالكامل لتصبح شيء مشوه يعاني التقزم فاقد للهوية، والتي بالمناسبة اصبحت تباع وتشتري في الاسواق ضمن كل شئ وكل شخص في هذا الكيان المشوه الذي لم يبقى فيه شيء يذكرنا بمصر التي كانت.

وفي النهاية اريد توجيه عتاب للارهاب، فليس كافيا ان تحترم وجود الأجانب، وحاول ان تشجع ايضا وتحترم المنتج المحلي، فما الفرق بين البابا فرانسيس والبابا تواضروس، لتحترم وجود هذا دون اي اعمال منفلتة، وتفجر للأخر الكنيسة التي يؤدي فيها الصلاة متخطيا كل الحواجز والعقبات، ارجو ان تتخلص من عقدة الخواجة وتحترم بابانا كما تحترم باباهم.

او على الأقل احترم قانون الطواريء وما دفعنا فيه دمائنا من اسلحة مثل الرافال والميسترال والغواصات وما ننفذه من مناورات، وكلها أمور لا احد منا يعلم ما الغرض منها اذا كنا لن نخوض حرب حتى للدفاع عن حصتنا في المياه او للحفاظ على سيادتنا على الأرض، ولماذا ندفع كل هذه المليارات اذا كانت ديون البلاد قد ناهزت اربعة تريليون جنيه بلا فخر، وفوائدها السنوية ناهزت 400 مليار جنيه سنويا، وهو انجاز نتحدى به العالم، وخاصة اذا علمت انه يترافق مع بين اصول الدولة من اراضي ومصانع وخلافه، ورفع الأسعار والضرائب والجمارك، فلا أحد .. لا أحد على الاطلاق يمكنه تبديد هذا القدر من الأموال في هذه الفترة الزمنية الوجيزة الا اذا كان يمتلك موهبة فريدة وغير اعتيادية فحتى لو اشعلت فيها النار لم تكن لتحترق خلال هذا الوقت.

ان أسوء ما نواجهه في مصر الأن هو انتحار المنطق، واعلاء الفشل والدجل حتى انه اصبح من المستحيل ان تتبادل حديث منطقي مع اغلب الناس، وخاصة هؤلاء الذين يستمعون الى اعلام – اعتام – الحكومة يجعلونك تشك في نفسك، ولكن عندما تشاهد جلسة الكونجرس التي ناقشوا فيها المعونة او تقرأ للعقلاء القلائل الذين مازالت لديهم القدرة على الكتابة حتى لو في صحف اجنبية تطمئن الى انك مازلت بقواك العقلية وسط هذا العبث، لأن ما يحدث الأن لا يمكن ان يكون صحيحا او صحيا او جيدا، حتى لو كررت قنوات النظام ورجال النظام ذلك مئات المرات في كل ساعة وكل يوم.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي
- فقر ادارة .. ام فقر موارد؟
- أزهى عصور التدليس
- انظمة آيلة للسقوط
- القروض الدولية وآثارها على اقتصاديات المنطقة العربية
- معامل تفريخ وتجنيد الدواعش
- اعداء الكرامة والثقافة والعلوم
- إصلاح .. أم افقار؟
- مصر في المزاد
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان محمد السعيد - عتاب .. على الإرهاب