أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عهد والذكور العرب














المزيد.....

عهد والذكور العرب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما قال السيسي جملته الشهيرة "نحن نقاتل الإرهاب بالنيابة عن العالم" كان الأمر يدعو للسخرية أكثر من أي شئ أخر، فكل التقديرات الدولية تقول أن المسلحين في سيناء لا يزيد عددهم عن مئات قليلة، يواجهون جيش نظامي مسلح بأحدث الأسلحة ووسائل الإتصال، ويصل تعداده لملايين الجنود.

ولا يخفى على أحد أن المعارك في تلك المنطقة امتدت لسنوات دون أن يبدو في الأفق أي أمل في انتهائها قريبا، بل أن هؤلاء المسلحون أصبحوا يقومون بعمليات نوعية مؤثرة مثل عملية الواحات أو عملية استهداف زيارة وزيري الدفاع والداخلية، وهو أمر يوضح مدى تنظيمهم وقدرتهم على الرصد وتحديد الأهداف.

ووسط كل ذلك يرزح الشعب المصري تحت أعباء الغلاء والديون ويواجه أزمات في العمل وفي الخدمات وتوفير الأمن وبسبب هذا الإرهاب يُغلق كل فم وتحجب الصحف وتفرض الطواريء وتدخل البلد بالكامل في سجن يبدو مؤبدا.
إن ما يتعرض له الشعب من قهر وتنكيل وتضييق وغياب كامل للقوانين جعله يفقد شيئا فشيئا كل ما يميزه كمنتمي لجنس الإنسان، فلا يفزع لمقدسات تنتهك ولا يؤرقّه ظلم ولا يهتم بضياع مقدراته ونهب ثرواته.

أصبحنا نشاهد مصري في الكويت يُضرب بدون إبداء أي رد فعل حتى يرقد في العناية المركزة، وأخر يُطعن في السعودية بدون سبب وجيه، وثالث يقوم أمين شرطة بإلباسه قميص نوم حريمي ليقول على نفسه "عاهرة" فيصوره وينشر الفيديو بين أهله وجيرانه وزملائه في العمل ليموت أبوه بحسرته وتتركه خطيبته ولا يستطيع أن يواجه زملائه في العمل بعد ما ناله من تجريس ومهانة.

وعلى الرغم من أن كل من اعتبر هذا التسجيل مهين وينتقص من رجولة صاحبه معرّض هو شخصيا لأن يفعل به ما هو أكثر من ذلك إلا أنه وياللعجب وجد هؤلاء في الأمر ما يثير سخريتهم بدلا من أن يقرأوا الفاتحة على روح الرجولة والنخوة والشهامة والكرامة في هذا البلد المنكوب.

قارن هؤلاء بالفتاة الفلسطينية عهد التميمي والتي واجهت كتيبة مسلحة بقبضتها الصغيرة ومن قبلها الطفل الجنيدي لتعرف من هو الشعب المحتل ومن هو الذي يواجه الإرهاب بالنيابة عن العالم حقا وفعلا!

إن شجاعة الأطفال في فلسطين على الرغم من أن كل منهم له أب أو أم أو خال أو عم أو أخ شهيد أو معتقل لأمر يدعو إلى الفخر والإعجاب، بينما ما يتحمله أبناء الشعب المصري الذين رضوا بالعبودية وفضلوا الفتات على العزّة والكرامة لهو شئ مخزي ومهين!

والكل في العالم العربي – عدا الأراضي الفلسطينية – قابع تحت نير طرائق عديدة من الإستعباد، فالحكومات الإستبدادية لا تعدم سبل التطويع والتدجين وستجد كل الأساليب القديمة والمبنكرة بهذا الشأن تطبق في العالم العربي من محيطه إلى خليجه!
بالطبع لا أمل في أن تحيي قبضة عهد ما مات من كرامة ونخوة في نفوس الذكور وأشباه الرجال الذين ينتشرون في ربوع المنطقة، ولكن لعلها تكون مثل وقدوة لأجيال قادمة تعي معنى الكرامة والعزّة وسيأتي ذلك اليوم حتما!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان
- لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عهد والذكور العرب