أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - لم يعش ليقص القصّة














المزيد.....

لم يعش ليقص القصّة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الغالبية العظمى ممن يقومون بعمليات إرهابية وإطلاق نار على أهداف عشوائية لا يعيشوا أبدا ليقصّوا القصّة!

ففي الغالب يتم الإعلان عن مصرعهم نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة أو أحد المواطنين المسلحين الذين تصادف وجودهم في الموقع في ذلك الوقت فلا نسمع ولا نقرأ غير جانب واحد من القصّة هو دائما جانب الجهات الأمنية وبعض شهود العيان على الواقعة.

أما الدافع وراء إرتكاب الجريمة والطريقة التي حصل بها الإرهابي على سلاحه وتدريبه، تبقى لغزا غير مفهوما وتترك للسادة المحللين المجال ليقولوا عنها ما شاء لهم ويستنتجوا ما يرد إلى أذهانهم من استنتاجات قد يجافيها الصواب.

كان الأمر محيرا بالنسبة لي وحتى حادثة أمس التي هجم فيها شخص لا يبدو طبيعيا أبدا بسلاحه على رواد كنيسة بحلوان، فهذا الشخص كان يتمشى وكأنه مغيّب الوعي بالسلاح في الشارع في وضح النهار، وطارد رجال الأمن الموكل إليهم حماية الكنيسة، ولم يهرب من وجه مدرعة الشرطة بل على العكس هربت من أمامه المدرعة المفترض أنها مقاومة للرصاص!

ظل الشخص بعد تنفيذ جريمته يصول ويجول وحتى أنهى المشهد العجيب أحد المواطنين برصاصة في رجل الإرهابي، وقيل بعدها أنه قضى نحبه بسببها!!!

وبعد ذلك بدأ الجميع يدلي بدلوه بشأن الحادث، فقالت الداخلية أن القاتل مسئول عن العديد من العمليات الإرهابية وحتى أنه قتل ضابط وإثنين من المجندين قبل ساعات قليلة من هجومه على الكنيسة، ويقول أحد مساعدي وزير الداخلية السابقين أن هذا الشخص كان مختفي قسريا وتم التبليغ عن إختفاءه منذ فترة!!
وكأن هذا التصريح الأخير قد أضاء شيئا ما في وسط حيرتي وتخبطي، فالأنظمة المتسلطة تتفنن في عمليات غسيل المخ وتقنيات التحكم العقلي وأحرزت فيها تقدما كبيرا في الآونة الأخيرة.

ومن ضمن هذه التقنيات تعريض البشر لضغوط شديدة وعمليات تعذيب نفسية أو جسدية تجعلهم طيعين ومن السهل توجيههم لإرتكاب الجرائم وعمل أفعال غير مقبولة لم يكن الشخص ليفعلها في حالته الطبيعية.

قد يكون هذا تفسيرا مقبولا من وجهة نظري لقيام شخص ما بفتح النار على أشخاص لا يمتون له بصلة ولم يتسببوا له في أذى مباشر أو دهسهم أو تفجيرهم بعبوة ناسفة، ومن السهل بعد تنفيذ المطلوب منه قتله أو إحتجازه بعيدا وقول ما يحلو لهم بعدها بل واتخاذ إجراءات لم يكن من السهل إتخاذها بسبب الرأي العام والضغط الشعبي لولا هذا الخطر الداهم والشبح القائم الذي تعمل وسائل الإعلام على تضخيمه و "نشر الفوبيا" بين الناس ليتناسوا كل الفشل والقمع والفساد ويقبلوا بحياة الموت أفضل منها.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء الفشل
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - لم يعش ليقص القصّة