أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عندما يتحدث اللص عن الشرف














المزيد.....

عندما يتحدث اللص عن الشرف


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تابعت في الأيام الماضية الخلاف الحاد والتصريحات الساخنة التي تبادلها مسؤولون إماراتيون مع مسؤولين أتراك، وأكثر ما لفت نظري في حقيقة الأمر، هذا الإنفصام الحاد عن الواقع والذي تعيش فيه الحكومة الإمارتية.
فعندما تستولي على أثار الدول المجاورة وأراضيها ومصانعها بالرشوة تارة وبالقوة تارة أخرى، يكون من الوقاحة أن تتحدث عن أثار النبي المحفوظة في إسطنبول.

ولا يخفى على أحد ما جمعته الإمارات في السنوات الماضية من أثار مصرية وعراقية ويمنية وسورية، وما اشترته من أراضي ومصانع وشركات في تلك البلدان، بالإضافة إلى سيطرتها على جزيرة سقطرى اليمنية بدون وجه حق وتحت غطاء الأعمال الإنسانية التي لا تعرف عنها شيئا.

إن الإمارات ظلت لسنوات عديدة تحاول تصدير صورة حضارية متفتحة متنورة إلى العالم، وأنفقت في سبيل ذلك تريليونات الدولارات، ولكن هذه الصورة تبددت وانهارات تماما في السنوات القليلة الماضية، وذلك عقب مشاركة الإمارات في الحرب على اليمن كشريك أساسي للنظام السعودي، وبعد أن تبين دورها في دعم أنظمة إستبدادية مجرمة في المنطقة، ووقوفها في وجه تطلعات الشعوب نحو التحرر والإستقلال والنمو.

وكأن الإمارات ودول خليجية أخرى عزّ عليها أن تتمتع الشعوب العربية بالكرامة وتنال حقوقها المسلوبة، فسعوا بالمال تارة وبالقوة الدبلوماسية تارة وبالقوة تارة أخرى للإبقاء على الأوضاع المتردية وقتل أي أمل لدى الشعوب في التغيير والتطور والنهوض.
إن الشعوب الخليجية والأنظمة الخليجية تتمتع بقدر من العنصرية والتعالي لا يحتمله بشر، فلديهم إعتقاد أن بأموالهم يمكنهم فعل ما يشاؤوا ويشتروا ما يبتغون، وساعدهم على العيش في هذا الوهم السادي ضعاف النفوس ممن ارتضوا الذّلة والمهانة من أنظمة ومواطني دول فقيرة قبلوا بكل ما يفعل بهم وتنازلوا عن كل غالي ونفيس لقاء الأموال القذرة المغموسة في النفط.

وبنظرة سريعة على تصريحات الشخصيات الإمارتية وقرارات الحكومة الإمارتية في الأونة الأخيرة سيتضح لك ذلك جليا، ومن ذلك القرار العجيب الصادر بحق السيدات التونسيات والذي حاول الإماريون تبريره بأن هؤلاء من المنتميات إلى داعش وذلك لأنه – بحسب زعمهم – يوجد 8000 تونسي و 200 تونسية عادوا جميعًا من سوريا والعراق بعد هزيمة التنظيم وقد يتسلل بعضهم إلى الأراضي الإماراتية، ولا أعرف كيف يبرر ذلك منع "التونسيات" دون "التونسيين" من دخول الإمارات!!!

ويأتي عقب ذلك تصريح إعلامي إماراتي ضد البشير والذي طلب فيه من السلطات أن "لا تشتري العبد إلا والعصى معه" كما يقول المتنبي، ولا يخفى على أحد حجم ما في هذا التصريح من عنصرية وتعالي لا يليق بإنسان متحضر.

إن العنصرية في الخليج مثيرة للدهشة حقا، فالتصنيفات هناك لا نهاية لها بين المواطنين أنفسهم، فأنت مصنف بحسب إسم عائلتك وبحسب لونك وبحسب طائفتك وبحسب أصولك البعيدة وما إذا كانت جيناتك فارسية أو عثمانية أو باكستانية أو من شبه الجزيرة العربية إلى أخره من التصنيفات التي أمر الإسلام بالتخلي عنها والتمييز بين الناس على أساس التقوى وفقط.

إن هؤلاء لديهم كراهية شديدة وحقد فاحش على كل شعب يستند إلى تاريخ وحضارة ولديه القدرة على التعافي والنهوض ولذلك يعمدون منذ نصبّهم المستعمر إلى كسر البلدان التي تتمتع بهذه الصفات وإبقائها تحت غائلة الفقر والقهر والمرض.
حتى الآثار التي يتباهى بها هؤلاء والتي تعد إشارة واضحة على عراقة هذه الشعوب وقدرتها على فعل المستحيل يقوم هؤلاء بشرائها بالمال من هؤلاء الذين تم شراء ذممهم وكرامتهم وقبلوا أن يكونوا عبيد للدينار والدرهم.

حقيقة أوجّه تحية واجبة لتونس حكومة وشعبًا على عدم قبولهم الذّلة ورد الصاع صاعين وكسر غطرسة الحكومة الإمارتية التي لا ترى في شعوبنا وحكوماتنا سوى عبيد يجب شرائهم والعصى معهم!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب


المزيد.....




- انقسام باختيار خليفة البابا فرنسيس.. ماذا يقف على المحك؟
- لأول مرة.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب مطار بن غوريون في إس ...
- الصحف الإيطالية تكشف كيف يلعب ماكرون بورقة البابا!
- شجرة تاريخية زرعت في لندن عام 1762 تدخل عصر الفن الرقمي
- شاب سوداني يتطوع لدفن قتلى الحرب في السودان
- هل شرب القهوة خلال تناول الطعام مُضر؟
- ترامب يتعرض لانتقادات بعد نشره صورة بالذكاء الاصطناعي باعتبا ...
- الكرملين: الرئيس الصيني سيزور روسيا في 7-10 مايو
- السيسي يتسلم دعوة رسمية من العراق لحضور القمة العربية
- -محملة بذخائر-.. الجيش السوداني يعلن استهدافه طائرة أجنبية ب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عندما يتحدث اللص عن الشرف