أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ما وراء الفشل














المزيد.....

ما وراء الفشل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما تتحدث أبواق النظام عن الداعي لبقاء هذا النظام الفاشل المكروه المنبوذ من كافة طبقات الشعب، فهي تذكر عادة قدرته على مواجهة الإرهاب وأنه لولاه لتم بيع المواطنين في المزاد العلني وفي الأسواق ولاختفت مصر من على الخارطة وخيّم الظلام على المنطقة بأكملها.

والحقيقة أنني أحاول وسط كل هذا الضليل والتنكيل والظلم والترهيب أن أجد أي أثر للأمان المزعوم أو أرى أي أمارة لقدرة هذا النظام على مواجهة الإرهاب أو توقع العمليات الإرهابية، فلا أستطيع وذلك ببساطة لأنه في كل يوم يضرب هذا المسخ ضربة جديدة ويمد يده إلى مناطق جديدة.

حاولت أن أجد الأسباب وراء تفوق الإرهاب وقدرة الإرهابيين على تنفيذ كل هذه العمليات، حتى ضد أهداف معروفة وكان من الواجب على الأجهزة الأمنية حمايتها مثل الكنائس في موسم الكريسماس، أو مروحية وزير الدفاع على سبيل المثال ومناقشة بعض الإفتراضات، فهل ذلك بسبب قلة الإمكانيات مثلا؟ ولكن كيف وميزانية الأجهزة الأمنية تلتهم أموال الدولة فلا تترك شيئا لا لتعليم ولا لرعاية صحية ولا لإنشاء مصانع ولا لاستصلاح أراضي ولا لتنمية من أي نوع فتقبع مصر وشعبها في ذيل الأمم بسبب سيطرة هؤلاء على كل موارد ومقدرات البلاد، ناهيك عن الضرائب والديون والجمارك التي يتم تحميلها على كاهل المواطن البسيط ولا يملك منها فرارا.

إذا فالإمكانيات متوفرة والسيارات الحديثة وأجهزة التجسس والتتبع والأسلحة التي يتم شرائها بمليارات سنويا خير شاهد على ذلك، ورواتب العاملين بالأجهزة الأمنية وما يتحصلون عليه من مزايا لا ينالها باقي أبناء الشعب خير شاهد أيضا، وقدرة الأجهزة الأمنية على ملاحقة كل من ينبس بكلمة ضد حكمة السيد الرئيس ونباهة السيد الرئيس التي لم يخلق مثلها في البلاد أمر مدهش ولا يبقى إلا أن يقوم هؤلاء بملاحقة اللصوص والخاطفين والغشاشين وتجار المخدرات والنصابين وتجار الأعضاء والنشالين ومعهم الإرهابيين بكل هذه الهمّة والنشاط والكفاءة!!

حتى أن الكثير من الناس ممن يلتزموا بنظرية المؤامرة يعتقدوا أن وراء هذه العمليات أجهزة أمنية تعمل على التخلص من شخصيات معينة فيما يشبه فرق إغتيالات وكذلك تستخدم هذه العمليات في بث الرعب والفزع في نفوس الناس وتجعلهم يتمسكون أكثر وأكثر بهذا النظام الذي يعمل على مواجهة الإرهاب!

وحقيقة الأمر أنني لا أستسيغ هذا النهج في التفكير أيضا، فإذا كان ما يحدث هو عمليات اغتيال منظمة تقوم بها أجهزة في الدولة فهذا لن يخفى عن باقي الأجهزة، وفي هذا الحالة سيشعر كل فرد منهم بالتهديد والخوف وقد يتصرف بشكل يفضح مثل هذه المخططات على الملأ طالما أنه غير أمن على حياته في كل الأحوال.

إضافة إلى أن القتل والتفجير اليومي ليس إشارة جيدة إلى قدرتك على مقاومة الإرهاب والتحكم فيه والتغلب عليه وإذا كان القائمون على الأمر يفكرون بهذه الطريقة فعلى الدنيا السلام!

إن هذا النظام وصل لمرحلة في الفشل غير مسبوقة، حتى ليمكنك القول أن الشئ الوحيد الذي نجح فيه نجاحا ساحقا هو القدرة على الفشل!

هذا النظام أوصل مصر لمرحلة من الإنهيار لم يكن يحلم بها أي استعمار وقضى على الأخضر واليابس بأكثر مما يمكن أن تفعل جيوش الجراد، ونشر الأمراض بأكثر مما تفعل الأوبئة، ناهيك عن نشر القهر والظلم والخراب والأسوأ .. نشر الكذب!

نعم فالكذب أيضا بلغ مبلغا غير مسبوق، والنظام يعيش حالة من الإنفصام عن الواقع بعد أن أدمن الكذب حتى صدّق أكاذيبه، وشهّر بكل من يعترض على هذه الأكاذيب الفاضحه وضيّع مقدرات البلاد في مكايدات بلا طائل!

خالص العزاء لكل ضحايا هذا النظام، من يتم اعدامهم ومن يتم تصفيتهم، من يقتل برصاص النظام ومن يقتل برصاص الإرهاب، ومن يموت من قلة العلاج ومن يموت قهرا وفقرا، ومن يموت وهو على قيد الحياة .... وما أكثر هؤلاء.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ما وراء الفشل