أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - إعلام النظام














المزيد.....

إعلام النظام


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكو إعلاميو النظام في الوقت الحالي من إنصراف الناس عنه إلى القنوات المعارضة، بعد أن فقد مصداقيته لديهم وأنه لم يعد قادر على إحداث أي تأثير عليهم وقد يجعلهم ذلك عرضة لأن يلقى بهم بعيدا ويفقدون المزايا التي يتحصلون عليها من مال وحماية في الوقت الحالي كما حدث مع بعض من سبقوهم.

ويطالب البعض بفتح المجال أمامه لنقد السلبيات وإستضافة شخصيات معارضة، وهو إعتراف رسمي منهم بأنهم لا يملكون قرارهم ولا يستطيعوا التصرّف من تلقاء أنفسهم ولا يملكوا حق النقد أو إستضافة من يرغبوا في إستضافته، وإنما هم مجرد أداة يتم الدفع بها على الشاشات لقول ما يريد العسكر قوله.

والحقيقة انني أشفق على هؤلاء فهم مهددون بفقد أعمالهم إذا لم يكن لوجودهم التأثير المطلوب على الناس والقدرة على غسل أدمغتهم وتزيين الباطل لهم، ودفعهم لكراهية الأشخاص الخطأ ورؤية إنجازات ليس لها وجود، ومهددون أيضا بفقد أعمالهم إذا ما تجرأ أحدهم وحاول التحلي بشئ من المهنية والمصداقية وبدأ – لا سمح الله – في قول الحقيقة وإنتقاد الحال البائس الذي وصلت إليه مصر على يد النظام الحاكم.

إذا فالمعضلة جد كبيرة، فوجودهم قائم على الطاعة وليس الكفاءة وهو المعيار الوحيد المطلوب حاليا في كافة الوظائف والمناصب في مصر، عليك فقط أن تكون مطيع تحترف النفاق لا تتوقف عن التطبيل والتهليل ليل نهار وحتى في أحلامك إذ أن المخبر الموكل بك لن يتركك تنام هانئا إذا حلمت بأنك إنسان رأيك من رأسك، وعملك ومؤهلاتك هي معيار تقدمك.

إن أي شخص لديه شئ من كرامة أو موهبة أو يتمتع بالمهنية لن يقبل بأن يكون أداة في يد هؤلاء لتطويع المجاميع وغسيل أدمغتهم، فأي شخص لديه مثل هذه الأمور سيغامر بسمعته ومصداقيته إذا إنضم إليهم وخاصة في عصر السماوات المفتوحة.

إن النظام بما لديه من موهبة محدودة وإمكانيات عقلية متواضعة لا يعي مسألة هي غاية في البساطة ألا وهي أنك لا يمكن أن تقنع إنسان يحترق بنار الغلاء ولا يجد عمل مناسب ولا خدمات معقولة ويرى البلد غارقة في الديون لا تنتج وليس بها تعليم ولا رعاية صحية ويستولي على ثرواتها قلة من المنتفعين، أن الرئيس الحالي والحكومة الحالية حققوا إنجازات غير مسبوقة في التاريخ المصري.

ومهما كذبت عليه وأسمعته حديث الإنجازات ليلا ونهارا لن يصدقك، فهو ببساطة "يحترق" ولن يمكنك إقناعه بأنه يرفل في النعيم، اللهم إلا إذا فعلت به ما تفعله في المعتقلين لديك من تعذيب وقهر وتنكيل حتى يعترف لك بأي شيء، وهو أيضا ما لا يمكنك عمله بما لديك من إمكانيات للشعب بأكمله، فليس من المعقول أن تعلق مائة مليون إنسان من اقدامهم وتعذبهم وحتى يروا إنجازاتك!

إنني أجزم أنه لا يوجد شخص يمكنه أن يقول بضمير مرتاح أننا نعيش في دولة وأن هذه الدولة على طريق التقدم والتطور اللهم إلا إذا كان من عصابة المنتفعين التي باعت الغالي والنفيس لقاء مكاسبهم الحرام وعلى حساب شعب ضاع مستقبله وتاريخه، فلا يوجد بلد ينهض بدون تعليم وإنتاج وبناء للإنسان قبل رصف الطرق وبناء الكباري والأنفاق، لا يوجد بلد يمكنه أن يستمر وهو يحكم بالبلطجة بلا قوانين ومن يملك القوة والنفوذ يمكنه أن يفعل فيه ما يشاء.

إذا أردت إقناع أحد بإنجازاتك فإما أن ترشيه بالمال والمزايا أو تأخذ عليه ملفات إجرامية وتهدده بها، أو تعلقه من رجليه وتعذبه وحتى يرى إنجازاتك، فلم يبقى هنا مغفلين.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارانويا النظام المصري
- لم يعش ليقص القصّة
- ما وراء الفشل
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - إعلام النظام