قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 12:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صرخةُ مدويةُ ، يُطلقها المذيعون والمحللون ، عبر شاشات التلفاز وميكروفونات الإذاعة ، وتمتليء صفحات التواصل الاجتماعي وتضج صاخبة ، يصّم ضجيج صخبها أو صخب ضجيجها الآذان ، أين هم العرب الآن ، مما صدر عن ترامب ، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل .
ألقدس عاصمة إسرائيل ، منذ الإعلان عن تأسيس الدولة في أيار 1948 ، والقُدس الموحدة ، بقرار من الكنيست الإسرائيلي منذ العام 1980، الذي سنّ (أي الكنيست ) قانون توحيد القدس .. هذا هو الأمر الواقع، وما قام به ترامب هو تحويل ما هو "دي فاكتو" إلى ما هو" دي يوري" ( أي ما هو على ارض الواقع المرير الى ما هو قانوني ).؟؟!!( عشرة الاف علامة استفهام ومائة الف علامة تعجب).
لكن السؤال الهام ، هو، هل توقع العالم بأن يطلب ترامب والإدارات الأمريكية السابقة واللاحقة ، من حكومة إسرائيل أن تُعيد الوضع الى ما كان عليه، قبل الرابع من حزيران 1967؟ وفي القدس أيضا ؟!!
هذا مجرد وهم ، فطالما كانت يد أمريكا وإسرائيل هي العليا ، فلن يتم التراجع مطلقا عن الأراضي الفلسطينية التي تم ضمها للقدس الكُبرى...!!
ليست هذه دعوة للتيئيس أو لرفع الأيدي استسلاما ، لكن ...
-منذ مائة عام والفلسطينيون يستصرخون ضمائر " إخوانهم" وضمائر العالم لمنع تنفيذ وعد بلفور، لكن صراخهم وكأنه في واد سحيق أو وقع "على آذان صماء" ، كما تعبّر العبرية عن ذلك .
- منذ خمسين عاما وإسرائيل تفعل ما يحلو لها في الأراضي المحتلة وفي القدس بالذات ، دون ان تتحرك المشاعر ، لا شيء سوى البكاء ، العويل واستنزال لعنة السماء عليها .
- منذ سبعين عاما ، وأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات ، يذوقون الويلات من ذوي القُربى قبل الغرباء.. ولا شيء سوى وعود جوفاء ..
وتستمر العشريات وتستمر المأساة والمُعاناة .. ولن تهتز شعرة في مؤخرة ترامب أو غيره من الرؤساء السابقين ومن اللاحقين . فماذا سيكون الحال في العشرية الثامنة أو الخامسة عشرة على سبيل المثال ؟
لكن الجديد في اعلان ترامب ، وربما من حسناته أيضا ، بأنه قال للعرب والمسلمين بأنهم لا يُساوون جناح بعوضة أو بصقة بصقها من فمه ..
لكنه ومن غير أن يقصد ذلك ، فقد أعاد الى قمة جدول اعمال العالم ، قضية فلسطين التي استفردت بها إسرائيل ، وكشف الغطاء عن التوافقات مع "عشيقاته" أو بالأحرى "عاهراته "العربيات ، عن صفقة القرن ... التي تقضي بتوطين الفلسطينيين في صحراء سيناء ، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة ..!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟