أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المثلية والأيديولوجيا ..














المزيد.....

المثلية والأيديولوجيا ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5600 - 2017 / 8 / 3 - 14:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المثلية والأيديولوجيا ..
تجري اليوم في مدينة القدس ، مسيرة فخر للمثليين ، وقد أصبحت مسيرة تقليدية ، إلّا أنها أصبحت تحمل أبعادا أعمق ، بعد أن قام يميني ديني مُتطرف ، بالإعتداء على المشاركين في المسيرة في 2-8-2015، أي قبل عامين بالضبط ،وقتل بالسكين شابة صغيرة ، اسمها شيرا بنكي .. وكانت عند مقتلها في السادسة عشر من عمرها...
وشيرا بنكي ، لم تكن مثلية ، بل شاركت في المسيرة لتأكيد تضامنها مع مجتمع المثليين والمثليات في إسرائيل ، الذي يتعرض للملاحقة والإضطهاد من الأوساط اليمينية- الدينية اليهودية .. وللدفاع عن الحرية الشخصية للأفراد والمثليين تحديدا ...
واليوم كذلك ، ستجري مظاهرة مُضادة لمسيرة المثليين ، تقوم عليها مجموعة "لِهافا" ومعناها بالعربية الشعلة ... وهي مجموعة يمينية مُتطرفة تحمل فكرا فاشيا مُعاديا للفلسطينيين في الأساس ولكل من يُخالفُ تصورها الديني المتزمت ، ويخالف الشريعة اليهودية ..
لقد نشطت هذه المجموعة في بداياتها، تحت شعار تخليص النساء اليهوديات المتزوجات من عرب فلسطينيين ، وكانوا يفعلون المستحيل من أجل تطليق هاته النساء وإعادتهن الى " حضن الشريعة اليهودية".
وشاركت سابقا، مجموعة من أفرادها في حفلة عُرس أطلقت عليه وسائل الإعلام حينها "عُرس الدم" ، حمل فيها المشاركون صور عائلة الدوابشة الفلسطينية التي حرقها مستوطنون ولم ينجُ من الموت حرقا، سوى ولد واحد ، وغنوا في هذا العرس للقتلة والمجرمين ، قاتلي عائلة الدوابشة، وهم يحملون البنادق العسكرية .
كما وأن من مُعارضي مسيرة الفخر، مجموعة فاشية أُخرى، هي مجموعة مُشجعي فريق بيتار القدس في كرة القدم ، والذين يُطلقون على أنفسهم إسما مافياويا (لا فاميليا )، أو العائلة ... ويشتهرون بأنهم أصحاب حق " التأليف" عن شعار "الموت للعرب" ، وذلك حين يلعب فريقهم مباراة أمام فريق يلعب في صفوفه لاعب عربي ، أو يلعبون أمام الفريق العربي الوحيد في الدرجة العليا لكرة القدم الإسرائيلية ..
طبعا، يُعارض مسيرات المثليين، أنصار اليمين الديني القومي(حزب البيت اليهودي) ، وممثليهم في البرلمان وأعضاء الأحزاب الدينية ، وهم الشركاء الاساسيون في الإئتلاف الحكومي برئاسة نتانياهو.... ومؤخرا وافقت هذه الحكومة على قرار يمنع العائلات المثلية من تبني الأطفال ، بحجة أن هذا التبني لولد في عائلة مثلية ، يُشكل ثقلا نفسيا وشعوريا على الولد المُتبنى ..!!
كل هذه المُقدمة الطويلة هي تمهيد للحديث عن "حرب" فيسبوكية ، بطلاها ، ابن رئيس الحكومة السابق " إيهود أولمرت " ، وفي الطرف الآخر إبن رئيس الحكومة الحالي " بيبي نتانياهو" .
وبما أن عائلة نتانياهو تتعرض لتحقيقات بوليسية وقضائية في قضايا فساد مالي، وتلقي "مساعدات" عينية ومادية من رأسماليين كبار ، إضافة الى اتهام زوجة نتانياهو بالفساد المالي ، وإتهام أبناه ، وخاصة يائير بأنه "يعيش" على حساب أحد المليارديرات ، وقضايا أخرى كبيرة ، لا مجال لذكرها ... فالعائلة والمقربون "يشنون" هجوما مضادا، على كل من يجرؤ على نقدهم من سياسيين واعلاميين ..
وقد نشر نتانياهو الإبن بوستا فيسبوكيا ، يُوجه فيه انظار "وسائل الإعلام" الى إبن رئيس الحكومة الأسبق، اريئيل أولمرت ، الذي إتهمه ابن نتانياهو بأنه مثلي ويعيش مع فلسطيني ( هربا معا) الى فرنسا ..!!
وفي أوساط أنصار اليمين ، ليس هناك أكبر من هاتين التهمتين ، مثلي وشريكه فلسطيني..!! وبهذا يضربُ عصفوريين بحجر واحد ...
الهوموفوبيا والفلسطينوفوبيا، هي المميزات الأساسية لأيديولوجيا اليمين الاسرائيلي ، الذي يتجه أكثر وأكثر نحو المسيحانية ودولة الشريعة ، بل وهناك من يؤمن باتخاذ خطوات لتسريع قدوم المسيح ( حسب الشريعة اليهودية )، ولا حاجة بكم الى خيال واسع ، لتعلموا بأن الخطوات التي تُسرّع قدوم المسيح هي طرد الفلسطينيين وبناء الهيكل الثالث..
ما علينا ولنعد، الى رد ابن أولمرت ، وللحقيقة ففي فترة رئاسة أولمرت للحكومة ، لم "يظهر" أبناء اسرته ، "كأمراء" ، كأبناء نتانياهو... وعني شخصيا فقد كنتُ وما زلتُ أحترم أولمرت ، لسبب واحد بسيط ، وهو ليبراليته وديموقراطيته داخل بيته ... فزوجته ، وهي رسامة شهيرة، يسارية ومن انصار حركة السلام الآن وميرتس ، وأولاده كذلك ، وإحدى بناته مثلية معروفة .. لهذا أحترمه ، لأنه يحترم حرية أفراد اسرته وافكارهم ...
اذن يكتب ابن أولمرت ردا، يقول فيه بأنه ليس مثليا ، بل متزوج وله بنت ويعيش مع زوجته ويعمل ليعيش من عرق جبينه ..وفي ردّه يقول ،" .... المشكلة الكبرى هي العُنصرية والهوموفوبيا التي تتدفق من هذه القصة الملفقة ، وقد تجاهلتُ سابقا هذه التلفيقات لأنني لا أرى شيئا سلبيا في كون الانسان مثلي او فلسطيني..." .
بالمُختصر لا تستطيع أن تكون يمينيا عنصريا ، وتحترم حقوق المخالفين والمغايرين من أبناء شعبك .. فالعنصرية هي تفضيل نوع على آخر ... والفلسطيني والمثلي بالنسبة لليمين الإسرائيلي الحالي ، هما نفس الشيء..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللي بطلع من داره بقِّل مقداره ..!!
- يا فرحة ما تمّت..!!
- شَغَف
- الأمير النيكروفيل ..
- المناخ هو المُذنب ..!!
- الفقر -النبيل- ..
- في غياب أهون الشرّين ..
- دموعُ أساتذة كلية الفنون..!
- والمخفي أعظم ...!!
- نساء ودماء...
- طولتوا الغيبة ..!!
- غسيل دماغ ؟؟ أم تلويث للدماغ ؟!!
- حذاء الست ..!!
- رشيد بوجدرة والغوغائية ..!!
- عندما تلتقي التقويمات .. حزيران ورمضان..!!
- مظلومية الحرباء ...
- الصمت البليغ ..!!
- حنين..
- مُتخمون ومُعدمون ..
- السحر هو الحل ..


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المثلية والأيديولوجيا ..