قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5538 - 2017 / 6 / 1 - 13:27
المحور:
كتابات ساخرة
الصمت البليغ ..!!
للصمت مزايا كثيرة وفي حياة الأفراد خاصة ... فكم من مرّاتٍ كثيرة ، ندم فيها الاشخاص على قول غير محسوب .. وكم من إنسان قادَهُ لسانه وثرثرته الى حبل المشنقة . لكن الصمت معدنٌ نفيس ، السكوت من ذهب ..!! هكذا قالت العرب..
لكن هل يُصبحُ الخَرَسُ فضيلة والعيّ حبل نجاة ؟!
يقولون أن "الشعوب" العربية "خرساء" ، لا تستطيع النطق ولا انتقاد أولياء الأمور ، لكنني أقول بأنها "شعوب " ثرثارة حتى الثمل أو الملل ... بل إن أولياء الأمور من ملوك ، رؤساء، أمراء ، شيوخ (قبائل) ومشايخ (رجال دين) ، يُشجعون على ، لا بل يحثون اتباعهم على الكلام الكبير ، واللغو الكثير ... لكن بشرط واحد صغير .. أن تمدحَ وتتغنى "بنعمتهم التي أنعموها عليك " ، وان تصدح بالغناء بمناقبهم ومآثرهم ...
حرية التعبير مكفولةٌ إلى أبعد الحدود في بلاد العرب "أكفاني" .....!!
إذن ما الذي أخرس المسؤول الأمريكي الكبير في إدارة ترامب ؟؟!!
سؤال : ما رأيك في الديموقراطية السعودية ؟!
جواب : هممممم وصمتُ استمر عشرين ثانية ضوئية ... وبعد أن صمتَ دهرا ،انثالت "الدرر السنية " "والجواهر العلية " من "ثغر" المسؤول الترامبي الكبير ، محملا ايران مسؤولية دعم الإرهاب ...
لكن ما العلاقة بين دعم الارهاب والمملكة السعودية السعيدة وديموقراطيتها المديدة ؟!
ربما ظنّ المسؤول بأن السائل يُحمّل سؤاله مغزى خفيا ، عن دعم السعودية للإرهاب ...!! لذا انبرى للدفاع عن "سبيته الجديدة القديمة " ..!!
لا يهم ، ففي سوق "القوادة" الديموقراطي ، يتقاضى القوّاد غالبية مدخولات "فتياته العاملات" ، ويتحدث بعدها عن الشرف والاخلاق الديموقراطية ..
لقد كانت تلك العشرين ثانية الصامته، من أبلغ الخطابات التي سمعتها في حياتي ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟