أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - اعراسُنا واعراسهم ..














المزيد.....

اعراسُنا واعراسهم ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 12:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعراسُنا وأعراسهم ..
عادت زوجتي من حفل زفاف لابنة أحد اصدقاءها القُدامى جدا، وهو يهودي من أصل أمريكي كان وما زال ناشطا في مجال السلام والمُساواة بين اليهود والعرب الفلسطينيين، مواطني دولة اسرائيل . أما لماذا لم أُرافقها لحفل الزفاف هذا؟ لأنهُ لم تتم دعوتي،وذلك لأن عدد المدعوين مُحدد سلفا..!! ستةٌ من المدعوين من طرف الأم ومثلهم من طرف الأب، عدا عن المدعوين من طرف عائلة العريس ومن العروسين .. فالحفلة تُقام في أحد المطاعم والأماكن معدودة .
لم تتوقف زوجتي عن المُقارنة بيننا وبينهم، وخصوصا في ما يخص الطقوس المتبعة . فعندهم قرأوا أشعارا، وحصل كل مدعو على هدية صغيرة من السيراميك، مرفقٌ بها اسمه.. ألقى والد العروس كلمة وكذا الأم والأُخوة .
رغم أن والدي العروس مطلقان ، إلّا أنهما ما زالا صديقين حميمين ..!! وين إحنا ووين هُمّي؟ (أين نحن وأين هم)، هكذا رددت زوجتي بإندهاش واستغراب .
وفي نفس هذا الوقت(عرس اصدقاء زوجتي )، كنتُ أشارك في زيارة "الأسبوع" ، لابنة أخي التي تزوجت. ودار حديث بين الحضور من الرجال طبعا (نتيجة الفصل بين الرجال والنساء)، عن الأعراس وتقاليدها.. وذكر أحدهم عَرَضا بأن جاره، وجّه الدعوات لستة ألف شخص لحضور فرح ابنه ..!!
العُرس عندنا أصبح مناسبةً للإنتفاخ الكاذب والتباهي بعدد المدعوين، وعدد الذبائح من عجول وخراف، والتي ذُبحت في هذه المناسبة "العظيمة" ..
وإذا كانت قراءة الاشعار والقاء الكلمات الشخصية، جزءا من طقس الزواج الذي شهدته زوجتي، فإن إطلاق النار هو السِمةُ البارزة في أعراسنا.. وخصوصاً عندما "يمدح" الحدّاءُ (المغني الشعبي) أحد الحضور من "الوجهاء"، فيُسارع هذا "الوجيه" أو أحد المحسوبين عليه بإطلاق صلية من سلاح ناري ، كتعبير عن "تحية" للشاعر الشعبي وكتأكيد على وجاهة الممدوح . وكم من ضحية وقعت نتيجة اطلاق النار العشوائي، ليتحول الفرح الى ترح.
وهذا، ناهيك عن التبذير والبذخ الكبيرين في اعراسنا، بحيثُ تحظى الكلاب والقطط السائبة، بوليمة ملوكية من الطعام الذي يتم هدره .. ولعل هذا الأمر هو افضل ما ينتج عن حفلات الأعراس في مجتمعنا .
ولكن، أكثر ما يقض مضاجع الأجيرين عندنا، هو موسم الأعراس، بما يتطلبه من "تقديم نقوط" للعريس، وهي هدية نقدية توضعُ في مغلف عليه اسم مقدمها .. لذا لا يستطيع مقدم النقوط ان يضع مبلغا رمزيا، بل يُضطرُ الى تكليف نفسه عبئا ماليا كبيرا ، خلال هذه الموسم ، والذي كان ،في ما مضى، موسم فرح ليصبح موسم ضيق وضائقة .
طبعاً ولكي يظهر العريس وعائلته، ولو كان فقيرا، (يعيش من يوم ليوم) بمظهر لائق أمام المجتمع ، فإنه يضطر للإستدانة. وهكذا يقضي الزوجان الشابان السنوات الأولى من حياتهما الزوجية وهما يسددان الديون المتراكمة التي خلفها حفل الزفاف السعيد جدا جدا .
ولقد كان أكبر إنجاز لعائلتنا الممتدة ، وفي عرس أحد أحفاد أخي الكبير، بأننا استطعنا ان نُقيم حفل زفاف، دون أن تُطلق طلقة نارية واحدة .. وبهذا تتباهى أرملة أخي المرحوم .
هم يحتفلون في جو انتيمي عائلي، ويشعر كل واحد بأنه "صاحب الفرح" ، يقرأون شعرا، يُلقون كلمات شخصية تُعبر عن عمق مشاعرهم ويتبادلون الطرائف والمداعبات اللطيفة.... بينما نحنُ ،نُحول اعراسنا الى ساحات حرب، بذخ ، نفخة كاذبة ، والأنكى من كل ذلك الى "شر لا بُد منه" ، للمدعوين الذي يضطرون في أحيان كثيرة الى استدانة النقوط من جار أو صديق ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريبةٌ واحدةٌ لا تكفي ..!!
- الأول من أيار يفقد هالته الرومانسية
- الأحلام تنتصر ..
- إسرائيليات ..
- أشعب الساخر والحياة في عصره
- تعذيب الحيوانات ..
- رِهانٌ مجنون ...!!
- لكن لماذا ؟!
- بين الغاية والوسيلة ...
- تداعيات على أفنانيات ..
- طفلة البامبرز ..
- الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!
- Claustrophilia!!
- المعلم الجيد ..
- التعليم المُحرّر والتعليم القامع ..
- من هنا البداية..
- تعدد الشخصيات وتعدد الزوجات
- من الزعيم ؟؟!!
- الموت مُر والشرادة فضيحة ..!!
- التمكين الإقتصادي للمرأة ..


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - اعراسُنا واعراسهم ..