أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!














المزيد.....

الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 13:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!
يطمحُ الإنسان السوّي ويعمل جاهدا، من أجل تحسين ظروف حياته المعيشية ، فردا كان أو رب عائلة. وهذا هو الأمر الطبيعي ، فالخلاصُ الفردي هو دافع وحافز نحو "تحقيق" الذات .
وفي هذا تتفقُ الايديولوجيات الدينية والمدنية ،بكافة تشكلاتها وتمظهراتها.... فالدين ،أي دين وكل دين، يحثّ المؤمنين به الى خلاص فردي في العالم الأُخروي ، ويشترطُ لذلك على الانسان أن يؤدي الفروض الدينية ... بينما الرأسمالية كأيديولوجيا ونظام حكم ، تُحمّل الإنسان الفرد مسؤولية خلاصه الفردي والذي يعني أول ما يعنيه، الكسب المادي ، وحبذّا لو كان سريعاً وناجزا.
طبعاَ ، هناك منظومة قِيَم وأخلاق ، تدعو لها هذه الأيديولوجيات ، لكي يسود النظام بين هؤلاء الأفراد المتنافسين على خلاصهم الفردي ، ولكي يظهر هذا التنافس وكأنه تنافس شريف .. تستطيع أن تغش، تخدع وتحتال مثلا، لكن عليك أن تضمن عدم انكشافك للملأ.
ما يحدثُ في أرض الواقع يأخذُ منحيين بارزين ... المنحى الأول هو التظاهر بالتقوى عند المتدينين ، وذلك عن طريق إختزال الدين في تأدية الطقوس ، لأنها الوحيدة التي تضمنُ للفرد خلاصا في العالم الأُخروي ، ولو صاحب هذه الطقوس ، ظلمٌ ، استغلالٌ، وأكل حقوق الناس عدوانا وبالباطل ..
أما المنحى الثاني الذي يتوجه إليه الباحثون عن الخلاص الفردي ، هو الإعتداء على خصوصية الآخر ومحاولة فرض "رؤيته الدينية" للخلاص، عليه، بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أُخرى . وقد وصل هذا المنحى أوج وحشيته في ممارسات الدواعش . والمقصود بالدواعش هنا، هي الممارسة القمعية للآخر واستحلال دمه وخصوصيته، لذا، يمكن اعتبار زعيم كوريا الشمالية داعشيا بامتياز وايديولوجيته دينا جديدا.
وكذا في الأيديولوجيات "المدنية" ، فالخلاص للفرد في النظام الرأسمالي ، هو بالربح واكتساب الأموال قدر المستطاع ، ولا تهم في هذا السياق ، الوسيلة لكسب هذه الأموال ، عن طريق الخداع والغش أو عن طريق الاستغلال البشع ، أو الاستيلاء على الثروات العامة بالقوة العسكرية . المهم أن تمتلئ جيوبك بالمال وتضمن لنفسك رفاهية الحياة ، وليَمُت الفقراء جوعاَ.
لكن لماذا تنجح الايديولوجيات التي تتبنى نظرية الخلاص الفردي ، وتفشل تلك التي تتبنى أيديولوجيا الخلاص المجتمعي ؟! كمنظومة الدول الاشتراكية السابقة ؟
ايديولوجيات الخلاص الفردي ، أوهمت الجميع بأن بإستطاعتهم ، لو توفرت لديهم الرغبة والارادة فقط، أن يُصبحوا أغنياء ،بل وتُمجّد سيرة حياة البعض الذي "نفضوا" عن انفسهم غبار الكسل وشحذوا هممهم ووصلوا الى شاطيء الخلاص والأمان ... لكنها تتغاضى عن سيرة حياة الملايين الذي يقضون جوعا.. رغم رغبتهم، إرادتهم وعزيمتهم الحقة ، في العمل ،من أجل تغيير ظروف حياتهم .. وهذه الأيديولوجيا تخلق في روح الإنسان شعورا بالذنب، لأنه فقير ، وتؤدي به إلى تقييم منخفض للذات لا وبل الى الغائها بتاتا.. ويتولد ونتيجة لذلك شعور بعدم القيمة وازدراء للذات ، يؤدي في نهاية المطاف الى الخضوع والخنوع لقوانين اللعبة غير المتكافئة سلفا ومقدما .
بينما ايديولوجيا الخلاص المجتمعي ، أرادت أن تفرض وبأوامر فوقية ، خلاصا للمجتمع قبل الخلاص الفردي ...فوفرت على سبيل المثال، التعليم والعلاج المجاني ، لكنها "قمعت" وبقسوة أحيانا ، الطموحَ الفردي... فالفرد في سبيل الجماعة .. وقد خلقت هذه الايديولوجيا في النفوس ، الإحباط وعدم الرغبة في المبادرة لخلق واقع جديد .
نعم قد يقول قائل، بأن بعض النُظم ، تُحاول أن تساند وتدعم المتعثرين في السعي نحو الخلاص الفردي ، كبعض الدول التي تتبع نموذج دولة الرفاه في اوروبا ...وهي بهذا تدعم الخلاص الفردي ،أي أن الأبواب مشرعة لكل طموح، من جانب، وتضمن الحد الأدنى من الكفاية للمتعثرين .. وهي بهذا تخلق توازنا بين "الأقوياء" و"الضعفاء" .. ومع ذلك تبقى الفوارق ضخمة بين الفئتين .. ففئة تحصل على كل ما تريد، وفئة تتفادى الموت جوعا..
فآليات "مساعدة ودعم" المتعثرين في طريق الخلاص الذاتي ، هي في حقيقتها ، تكريس لواقع غير عادل البتة، تكريس للغنى الفاحش من جهة ، وتكريس للفقر المدقع من جهة أُخرى ..
ما هو الحل إذن ؟!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Claustrophilia!!
- المعلم الجيد ..
- التعليم المُحرّر والتعليم القامع ..
- من هنا البداية..
- تعدد الشخصيات وتعدد الزوجات
- من الزعيم ؟؟!!
- الموت مُر والشرادة فضيحة ..!!
- التمكين الإقتصادي للمرأة ..
- المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!
- مطرٌ ناعمٌ – إبداعٌ وسخرية ..
- مهنة القرن ..
- أزمة ضمير ..
- والعَوْدُ أحمدُ..
- الفن الفلسطيني في متحف تل أبيب .
- الثقافة الداعشية ..
- الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..
- في حالة الغضب ..!!
- هار مجيدون أو قرية اللجون .
- وددتُ لو كنتُ مستوطنا ..!!
- قائدة ثورة جهاد النكاح ...!!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!