أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - قاسم حسن محاجنة - المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!














المزيد.....

المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 13:55
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
    


المرأة "المُنتصرة أم المهزومة" ؟!
بداية أُقدم عظيم تقديري للمرأة في يومها... ولن أدخل في خطبة انشائية عن المرأة ، الأم، الأخت، العشيقة والزوجة ، البنت والزميلة .. فالمرأة هي الحياة والحياة هي المرأة . كما واشكر "الحوار المتمدن" على تخصيصه ملفا سنويا للإحتفاء بالمرأة ويومها وتناول قضايا تخصها .
والمرأة ، لا يُمكن فصلها وبشكل ميكانيكي عن مجريات الأحداث في المجتمع الانساني ، فهي بوجودها ، شريكةٌ للرجل ، أبى من أبى ورغب من رغب، وهي النصف الجميل منه .
وبما أن الحرب، مرض المجتمعات البشرية والإعاقة التي تُعاني منها هذه المجتمعات، فعواقب هذه الحروب تقع على النسيج الانساني كله دون استثناء، ولن أبالغ إذا قلتُ بأن الطبيعة لا تسلم من أذى الصراعات المسلحة، فهي تنزف من جراحها وقد تموت ايضا مثلها مثل البشر... فالحرب لا تستثني بشراً، شجراً أو حجرا.
لكن المُنطلق لتخصيص المرأة وفي يومها السنوي، بهدف التعاطي مع معاناتها جراء الحروب والصراعات المسلحة، له جذورٌ عميقة في الثقافة الانسانية وعلى مر العصور.. فهي :
أولا : ومن المنظور الثقافي الاجتماعي البطريركي ، فهي الحلقة الأضعف، لذا وانطلاقا من هذا الفهم فهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها أمام جبروت الرجل، الجندي والمحارب شديد البأس. مما يُعمق احساسها ب"دونيتها" في ذاتها ويُعطي مشروعية للفكر والممارسة الذكوريتين.
ثانيا : ومن نفس المنظور، فالمرأة هي من ضمن " متاع" الرجل ، يمتلكها ويتمتع بها ، لذا فالانتقام منها هو انتقام من الرجل "المهزوم" عسكريا .
ثالثا: المرأة "المهزومة "، هي تلك المرأة التي وُلدت وعاشت حياتها مهزومة وسجينة داخل سجن معنوي، لا تُرى اسواره العالية ولا أبراج مراقبته المدججة بالسلاح، لكنها لا تتحرك إلا في اطار قوانين هذا السجن المعنوي – الواقعي .
رابعا: تتماهى هذه المرأة مع الأطروحات العسكرية الذكورية ، وتتبنى المواقف العسكريتارية للمجتمع الذكوري ، لذا نراها في كثير من المجتمعات الانسانية ، قديما وحديثا، تفرح للبزة العسكرية التي يرتديها ابنها، وتقوم بتوديعه الى المعركة بالزغاريد وبمشاعر الفخر والفرح .
خامسا: تُشارك هذه "المرأة "في المجهود العسكري والحربي ، فهي تخدم ضمن الجيش الذي يغزو ويخوض حروبا، تصّبُ في مصلحة نظام العولمة ما بعد الحداثي، الذكوري والمتوحش. فالمرأة وهذه الحال ليست دائما في طرف الضحية من المعادلة .
سادسا : لا ينفي كل ما قيل اعلاه، بأن المرأة والطفل، يقعان دائما ضحية للحروب، ويتعرضان لأبشع انواع العذاب والتعذيب، جسديا ونفسيا.
سابعا: ليس هناك حربٌ أخلاقية، مهما حاول البعض من تمجيد ل-"شرف العسكرية " و"طهارة السلاح"... فلا الحروب المشروعة (حروب التحرير مثلا)، ولا حروب الصراع على مناطق النفوذ والاستيلاء على الثروات والارض، تتقيد بمعايير أخلاقية مُطلقة.. الحرب تُخلف ضحايا لدى طرفيها... لكن الأقل خسارة هو المنتصر ... وويل للمهزومين .
لذا ولكي تنتصر المرأة في المعركة وتتوقف عن كونها ضحية ، يجب عليها أن تنتصر لنفسها أولا ، لانتمائها الجندري والانساني .. ولو كانت في الطرف المنتصر في الحرب .
والمرأة المنتصرة ، هي تلك المرأة التي تُناهض الحرب وتعترض عليها، تُدافع وقت الضرورة وبالسلاح عن الماهية والجوهر الانساني للأنثى صانعة الحياة .
الانثى تنتصر لنفسها وتتوقف عن كونها ضحية للصراعات والحروب ، عندما تُحطم اسوار وابراج السجن الذكوري، لتصبح شريكة حقيقية في اتخاذ قرار الحرب والسلم .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطرٌ ناعمٌ – إبداعٌ وسخرية ..
- مهنة القرن ..
- أزمة ضمير ..
- والعَوْدُ أحمدُ..
- الفن الفلسطيني في متحف تل أبيب .
- الثقافة الداعشية ..
- الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..
- في حالة الغضب ..!!
- هار مجيدون أو قرية اللجون .
- وددتُ لو كنتُ مستوطنا ..!!
- قائدة ثورة جهاد النكاح ...!!
- بهلوانيات كلامية .
- لا فنون ولا جنون ..!!
- فاعلة الخير، سراً..
- إسرائيل : الدين والدولة .
- أخبار قصيرة جدا.. دون تعليق ..
- التيه في الذات
- كاسترو ..
- المرأة في مرمى ألنار ..
- الادب النسائي


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي للجندر خلال النزاع في سوريا: تعدد تجارب الن ... / خلود سابا
- البروليتاريا النسائية وقضايا تحررها وانعتاقها! / عبد السلام أديب
- الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية / هيثم مناع
- المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني الديمقراطي / غازي الصوراني
- القانون الدولي والعنف الجنسي ضد النساء في الحروب / سامية صديقي
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة / دعد موسى
- كاسترو , المرأة والثورة . / مريم نجمه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - قاسم حسن محاجنة - المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!