سلفادور دالي سألني ...وأنا أجبته بصراحة ..

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:22
المحور: الادب والفن
    

1
من غيوم العاطفة . وجهك قطرة مطر . ومنه عرف البشر المرايا ومشطت به ماري أنطوانيت تسريحاتها قبل الذهاب إلى المقصلة .
وعرب الأهوارعرفوا سومريتهم بإنتماء البط إلى عاطفة الرز ..وأمنيات الصيادين وهم ينسجون لأجلك أغنيات القمر المفضوح بحمرة خديه .
وسأسرك . مرة سألني دالي من أين لك هذا الجنوب الجميل
وكان يقصدكِ أنتِ .؟
قلت : من الله ، ومن الجوع ، ومن لذة شفتيها ..
أنا لم أخطأ حين أقول انك الحضارات كلها
وان لم تصدقوا إسالوا ادوار سعيد..
أيتها العشتار اللذيذة كبنادق زوبع كلها
قبلاتك الإنكليزية لا تشبه غلاف البلاي بوي فقط
بل تشبه وردة حمراء وضعتها دموعي على قبر الليدي ديانا ثم عادت إلي بعربة يجرها حصان.
لا ادري كم المسافة بين قبر الأميرة وأور؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكنها تقريبا المسافة بين عينيك ونور الشمس
لهذا يدرك الحالم قدرهُ حين يتمناك باقة ورد أو ختما سليمانا به املك الجان وليالي لبنان وأقول للسيدة فيروز ما شاء لك غني فانا أريد أن أراها في صوت العشب والبحر ونحيب سبايا الطف.
سألني دالي : من أين لك هذا الجنوب الجميل ؟
قلت من خواطر الشهداء ودموع النخل وغناء جلجامش...
قال وبعد.؟
قلت من ثمالة الغجر وطعم الرز ورائحة شواء العوز ودواء المساكين وأضرحة القدسيين ومن أعلى قمة في شمال الناي إلى آخر قصبة في اهوار الجنة..
قال وبعد ؟
قلت أريد قدحا من الشاي فقد تعبت من بناء معبد شوقي إليها
والكهنة لم يأتوا بعد.

2

هذا هو إشتياقي..
أما إشتياقك فانا لا أحتاج إليه
فانا أحبك أن كنت راضية أم لا
هذه فلسفة قيصر
وأنا بها أشيد بيتا من الزجاج لكليوباترة
كي لا تلدغها الأفعى ثانية
القصد يا ساحرتي
إنني أشتريك بخواطر المتصوفة وكتاب أغاني أم كلثوم
ولايهم إن بعتيني بفلس أو بنصف يورو
لأني اعتقد كما يعتقد السيد ديستوفسكي :
(( إن مافي الذات هو في النهاية ملك امرأة جميلة
لكني لااتمنى أن تكون قاسية مثل زوجتي ))
ولاأظنك مثلها
لأني رأيت في عنقك الرخامي عبارة مكتوبة بلاتينية قديمة تقول:
أنا مصنوعة من قمح سومر
لهذا فأن لذتي أغلى من مناجم الماس كلها
والرجل الذي أريده يساوي عندي عرش الطاووس................
سُعدت بهذا النقش
وذهبت إلى عنقك أقدم أوراق اعتمادي
مثل سفيرا غينياً في بلاط قبلاي خان ...

3

يقول المتصوفة وأنا أسجل رؤاهم نقلا عن درويشا تايوانيا صنعته توشيبا:
إن الشوق له عطر الذهب . والذهب بدون بريق عيون امرأة رائية يصير رمادا بركانيا .
ويقولون المرأة تشبه الحسرة
كلما نطلقها من أعماقنا العولمة تصير قنفذا يختبئ في ثياب الملكة البريطانية
لماذا ؟
لأنه يخاف من عطاس تشرشل
وتشرشل رجل يحارب دوما
وأنا اكره الحروب
لأنها صنعت من شوقي إليك شظية
وبها أنا وعكاز رامبو نجوب العالم
متصوفة ونبيع لوحات فان كوخ
أقصد لوحاتً مسروقة من متحف عينيك
التي لو قورنت باللوفر فإنها اثمن منه بعدد سكان النيبال
لا تبتسمي..!
فانا احبك جدا
والسيد دالي يعرف ذلك .........

4

ستبتهج الهند كلها ، لأنها عرفت أنكِ تاج محل ، وان أساطيرها المغولية كانت تعيش في كرادة بغداد ..
بهجة الأمم إمبراطورية جديدة
مرة اخبرني توينبي بذلك..
السعادة في هذا كله
إن بوذا حسدني من أجلك
وأنا حسدت دمعتي لأنك بعيدة جدا

5
الرؤى في لحظة نشوتها تشبه ورد الخوخ
وورد الخوخ يشبه قصيدتي
وقصيدتي تشبه ربطة عنق شيراك
الذي أفكر أن أستعطفهُ ليقبلُكِ عضو شرفٍ في أكاديمية الحب الفرنسية
فلقد كبرت كاترين دينوف وصارت عجوزا
وأنت لازلت طرية مثل سمكة ترقص الباليه في هور الجبايش..

6

ما أجمل أن تصير نسائنا سرياليات ، فغموض المرأة جنة ..
أبي قال ذلك ذات يوم ....

7

أول مرة سمعت صوتك
كان البلبل صامتا وحزينا
ربما لأن أثيرك أجمل من تغريده
وانه قرر أن يغادر نخيل أور ويشتغل مضيفة في الخطوط الجوية اليابانية
فهذا أفضل له ..

8

تحدثت إليك بدون مقص رقيب
لأن الديمقراطية تسمح بذلك.......
وحافز أخر
لأني في صورتك
شممت عطر نفرتيتي

10

يقول كافافيس :( للشموع ألسنةٌ ومرايا ولحظة نشوة)
أنا لأجلك لا أريد سوى لحظة النشوة
فهي التي تقودني إلى صنع هذياناتنا ومدنا أسطورية وضفيرة مصبوغة بالحناء
يقول كافافيس: (النشوة لا تأتي بالقوة).
أنا أقول : تأتي حين نصنع من قبلاتنا حبلا ونسحبها بهدوء
فلمرأة مع الشعر والقبلات مطيعة دائما

11

وطني يبكي اليوم
وحدك تجلبين له الابتسامة
ليس لأنكِ أسرع مركبة فضائية
بل لأنك صانعة ماهرة للفرح
العم سقراط قال ذلك
وقال أيضا : إنك تشبهين الفلسفة تماما
ففي معانيك تعرف النجوم أوقات جرس المدرسة
فترتدي تنوراتها بهدوء
هل رأيت نجمة ترتدي تنورة؟
أنا رأيتها وكانت تشبهك تماما

12

أخر المطاف يا حبيبتي
إن سرياليتك جعلت سلفادور دالي
لايشتري الورد إلا من حدائق أور


أور السومرية في 24 شباط 2006

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات