أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه














المزيد.....

أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


1
القصائد تركب لها أسنانا اصطناعية بعد أن هرم الحس فيها
إلى أين نمضي ..
والربيع لم تعد نزهته السومرية تضج بخواطر العشق وتذكر سعادة التأريخ
مادام العالم الحر صار بطيخة
والدبابات تتسوق الخس في كرادة بغداد
فيما بودلير الأنيق كثمرة انناس يتحدث بلباقة عن نتائج الانتخابات في تاهيتي
وكذا المراة التي أحبها
لبست تنورتها القصيرة وأخذت بيدي إلى حانة فوق القمر
هناك استمعنا إلى فاغنر وهو يهدي موسيقاه إلى أمي التي ماتت ولم تذق البسكويت أو تسمع بتفاصيل المؤتمر الصحفي لرامبو وهو يعلن إن الشاعر في رغبته ليكون عليه ان يصبح سنا غجريا في فم الأسبانية التي ضرب فرانكو قفاها بعصا الفاشية وأرخ لبغداد ذاكرة جديدة وأمنية ان لا تذهب تماثيلها إلى المصاهر وجميلاتها إلى بازار الباقلاء وصمت سلاجقة القرن المندثر بنقاب الصوفية ، تلك التي منها تعلمنا ان نرى النور يستوي في التنور ، فتنفتح العين على عصر جديد . العرفاء فيه ملائكة ، لأنهم علمونا ثريد القصص ومضاجعة الخيال وسب الجنرال وأشياء أجمل من ليلة في شرم الشيخ ....
هكذا .....
هكذا .....
حملنا النجوم على أكتافنا مثل سلال التمر . ونساء الفستق يمدحن صبرنا وخجلنا ونحن نفيض بحمرة ماركسية على خدود العسل .
هكذا ..
هكذا ..
بلادنا جنة فليحفضها الله .
ولا تزل بها عثرة قدم أو ندم فتصير دمعة في قبعات الجنود أو كلمات تحت أجفان العصافير وهي تزقزق لقدور يوم العباس .
دم وهم ومرايا ..
هكذا
عطشي قصيدة
وعندما اشبع من جرح الحرب وعينيك
شهوتي تصير برتقالة في فمك
وليكن بودلير في عوننا
لقد اخذ بيدنا إلى كتب المندائيين
وارانا كيف النجم يصير أسوارة
تلف على عنق أمي أيام الخبز وتذكر عمر بلاد
اخطات حين أسلمت نعوش أبناءها لأصابع الضباط وهذيانهم
هكذا ..
هكذا....
الشعر ...عرف ديك
والقبلة .
طاهية السمك اللذيذ..

2

قلبي أسطوانة . ورئتي صوت مزمار كردي . أصابعي ظل طائر يرتجف من مضاجعة الشجر لنسمة حب في كلمات صبية أعطاها الحلاج بدنه .
سأرسمك ثورا يتهدج بصوت البحر ويمد قضيب الضوء إلى أحشاء التفاحة .
سيصفق الآشوريون لأجنحة آلهتهم وهي ترقص الفالس بساحة الطرف الأغر
أمي التي تختمر في أثدائها مواعين حليب عاشوراء ستقول : الحسين أجمل عاطفة لبكاء العطش ، والسبايا يدركون من همس الموسيقى وعي الحرية . وعلى شرفة المنارة . أشعل يزيد سيجارة وبها احرق فؤاد الكون .
هكذا..
كل هذا الخليط . والرؤى مجتمعة في عبارة. حلاج يكور شهوته دائرة على حلمة . والحلمة موسيقى هولندية . تعبر الأذن . إلى الكفن . أمي تضع عليه الحناء. وأشور يطلق البكاء. فيما بابل وسومر والفاتيكان يحصون قدور العزاء بإنشاد أممي متوحد : العالم يحبكم . انتم يا أصدقاء زوارق الأهوار وأهل غينيا وقندهار.
كل هذا في أسطوانة قلبي .
أني أسعى لجعل دمعة أمي متحفا
وشفة حبيبتي حديقة للبوذيين.
فمادام الشعر عرف ديك
فعلينا ان نصنع من قلوبنا خبزا للفقراء
وأن نصعد الجبل العالي بعصا بورخس
الرجل الذي قال :
ما نجمعه في الهذيان
نفرقه في شهوة النساء
ولاني محتفيا بأمي وبلادي وأزهار بودلير
فانا سعيد بهذيان مثل هذا .

3

طاهية السمك اللذيذ . تلك التي تستريح على خدرنا من لحظات المكاشفة .
حرسها الله . لأنها لم تبك رغم المصائب . كانت قوية وتجمع الحطب بصمت وتأوي إلى سرها كما تأوي دموع الرسوب إلى شهادات المدرسة .
المراة القوية . التي تحتفي بوقفتها المشهودة على سور الألم العظيم .
عزفت من اجلها الفرقة الملكية مارش الخبز اليابس وأقامت لها المقابر نصبا لموتاها السعداء في حاضنة الحروب الطويلة .
أمنا التي أهداها بودلير قميصه . وسعيد ابن جبير أعطاها شهادة مقتله ، فيما سعدت كثيرا حين أهدتها زهور حسين حنجرة النحيب في طريق الديوانية . ويتمان علمها لثغة ايرزونا لهذا حين وقف الجند الغرباء على بوابة مدن الجنوب بكت باللهجة السنغالية وشتمت رقبائهم بجمل الهنود الحمر .
هم لم يلتفتوا إلى سعال التأريخ ومضوا خفافا إلى العاصمة.
طاهية السمك اللذيذ .
أمي أناخت دهرها على عجيزتي وغدت مثل عنكبوت نسي كيف يخيط بيت بلواه
هكذا..
أمي وبلادي وعشب ورد لسان الثور
يشفيان صداع سومر من كل الذي جرى وسيجري
حتفي إنني اكتب القصيدة بعد كل رسالة حب.
وحتف الحب انه يموت في قبر القبلات
وقبر القبلات يصير عانسا في زفاف الجيوش إلى عولمة الكمبيوتر
هكذا
هكذا
الرز يصير جملة تجمل الطعام بولائم القادة السياسيين
والسمك اللذيذ برنامجنا الانتخابي القادم
نعم ..
في شهقة كل متصوف صبية
وفي كل صبية وردة قتلها عطر البنادق
فمشت أيامنا بنعل سامي تبحث عن مملكة لم يدخلها الطوفان بعد
فلم تجد
ما وجدناه
قدر البامية
وأغنية لأم كلثوم
يرددها عصفور كسرت رصاصة صياد جنحه .

4

أزهار بودلير وهي تتنفس حياتنا بتأوه
قدر لها ان تصير . مسافة بين النقطة والقطة
وقدر لنا بعد كل هذا المواء ان نصير شعراء نتحسس الموجود بالمحسود
لا أقدر ان ادعي العرفان في هذا الزمان
فما يكون مرهون بالجنون
ولأنني املك زوجة وأطفالاً بحجم دمعة الحطيئة
فلقد أدرت ظهري للخبل
وقنعت براتب الوظيفة ...

أور السومرية 10 شباط 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أحسد الذين يعيشون خارج أسطرة ما أنا فيه
- الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....
- قلب العراق ...قلبنا جميعاً
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....
- ِيوم في حياة وزير الموارد المائية العراقي
- خواطر كونكريتية
- قصائد معتقة كخبز وجدوه في كهف أثري
- قصة قصيرة ..الحرب وذاكرة موزارت
- قصة قصيرة...الخرافة ..هي أن لاتكون قبل أن تكون
- قصة قصيرة ......لماذا يموت البلبل ؟...................
- قصة قصيرة ...كلب القرية لا ينبح بل يغني .
- من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي
- قصة قصيرة....أبي في متحف اللوفر...
- قصة قصيرة...شفتا صديقتي تكتب القبلات ببراعة
- قصة قصيرة ...الشراكسة ومدحت باشا ومدينتي
- قصة قصيرة.. شارب دالي ودولة مالي وردود أفعالي .
- البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء
- قصة قصيرة ..البرتقال وام اولادي


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه