أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....














المزيد.....

الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن مسيحو العراق طارئين التكوين في لحمة المجتمع العراقي ، فأن لهم أزل قديم على هذا الأديم الرافديني منذ أن خرج التبشير اليسوعي خارج فلسطين حين أعتنقه احد أباطرة روما أول مرة . ويقال أن الكوفة والنجف الأشرف وغيرهما من مدن دولة المناذرة كانت تعج بصوامع القساوسة وأديرة العبادة قبل أن يبعث الله محمدا ( ص ) رسولا للهداية والرحمة والمغفرة . ومع الإسلام عاش مسيحيي العراق حياة طبيعة بعد أن عدوا من أهل الجزية لا خوف عليهم ولاهم يحزنون . ولم يذكر لنا التاريخ أن مشادة تاريخية كبرى حدثت بين الملتين بل كان الفهم الحضاري قائما حتى هذه الساعة على أساس فقهي ومعرفي وسماوي لأن المسلمون يقولون إن محمدا من صلب يسوع ويسوع هو ابن الله .
بهكذا ألفة وتمازج عاش المسيحيون . ومثل كل العراقيين تعرضوا إلى تأثير المتغير ، ساهموا في صنع بناء الدولة العراقية الجديدة ولبسوا قبعات الحرب واستشهدوا في ساحاتها ، ونالهم التغيب مثلما الآخرين وهاجروا إلى المنافي مثل مهجري الملل والقوميات الأخرى . لهذا فهم داخل اللحمة العراقية يصرون على البقاء لأنهم لا يعرفون غير العراق وطنا ولازال دير متي في الموصل تحفة لكنائس الشرق ولازالت كنائسهم في كل ربوع العراق تطلق قداسات الرحمة والمسامحة والأمان للعراق وحريته وديمقراطيته . ومثلما نالت جوامع العراق وحسينياته من حصة الديناميت نالت كنائسهم أيضا في أكثر من مرة .
قبل أيام فجرت قرب كنائس عراقية ستة سيارات ملغومة . وكان القصد واضحا ومتزامنا مع حدث عالمي لأشأن لمسيحي العراق به . وهو قيام بعض الصحف الدنماركية بنشر صور كاركيترية تسئ إلى شخصية النبي الكريم محمد ص . وكانت هذا التفجيرات مقاربة واضحة من رسالة تشبه الانتقام تقوم بها بعض الأصوليات المتطرفة في الدين وهذا أمر ينبغي أن يعرف أن لا علاقة لكنائس العراق ومسيحيه بما يحدث في مكان مسيحي آخر من العالم وليس طريقة الديناميت رد اعتبار لشخصية عظيمة وإنسانية كمحمد ص .
إن الاستنكار والشجب والإدانة والتثقيف أنجع وسائل الرد ومعها ما قامت به المملكة العربيةالسعودية وبعض دول الخليج حين دعت إلى مقاطعة البضائع الدنماركية وعدم التعامل بها أو سحب السفراء احتجاجا .
ولأننا لا نعرف من الدنمارك سوى اجبانها الشهيرة بماركة ( بوك ) ومفرزتها القتالية الموجودة في قرنة العراق ضمن قوى التحالف فأنها نالت خسائر هائلة بملايين الدولارات جراء حماقة صحيفة أرادت في تفسيرها البائخ كما تقول : معرفة ردة الفعل إزاء حرية التعبير . وكان عليها أن تعرف أن صحف الشرق الإسلامي لم تتجرا يوما وتقوم بجس نبض رد فعل المسيحيين بهذه الطريقة وهي في الأصل نتاج التغير الحضاري والعولمي القائم على ظهور فلسفات كتاب صدام الحضارات وغيره من رؤى التطرف عند بعض مفكري الغرب وتلك لها حيثيات أخرى تمتد إلى العلاقة المتشنجة بين العالم الغربي والجاليات الشرقية فيها جراء ظهور قوي لطوائف أصولية متطرفة نمت وانشطرت سريعا بعد مسببات 11 سبتمبر .
أذن كنائس العراق في حضورها التأريخي والوطني لاشأن لها بكل هذا ، والدولة التي أساءت أحدى صحفها إلى شخصية النبي الكريم ص نالت هي واجبانها ما نالت من غضب المسلمين وغير المسلمين وستدفع ثمن هكذا حرية تمنح بغير مهابة إلى صحف تريد أن تشعل في مجتمعاتها نعرات تعيد إلينا الهوس النازي وغيرها من سلطويات التعسف الديني والقومي .
لهذا . فالكنائس في العراق ينبغي أن تحترم . وتبقى مع جوامع العراق شاهدا لوحدة الوطن وتآخيه وبناءه إلى حاضرة أجمل مما نلقاه اليوم حين يعود المفخخون أدراجهم .

أور السومرية 30 كانون الثاني 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب العراق ...قلبنا جميعاً
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....
- ِيوم في حياة وزير الموارد المائية العراقي
- خواطر كونكريتية
- قصائد معتقة كخبز وجدوه في كهف أثري
- قصة قصيرة ..الحرب وذاكرة موزارت
- قصة قصيرة...الخرافة ..هي أن لاتكون قبل أن تكون
- قصة قصيرة ......لماذا يموت البلبل ؟...................
- قصة قصيرة ...كلب القرية لا ينبح بل يغني .
- من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي
- قصة قصيرة....أبي في متحف اللوفر...
- قصة قصيرة...شفتا صديقتي تكتب القبلات ببراعة
- قصة قصيرة ...الشراكسة ومدحت باشا ومدينتي
- قصة قصيرة.. شارب دالي ودولة مالي وردود أفعالي .
- البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء
- قصة قصيرة ..البرتقال وام اولادي
- قبعة مكسيكية .. وموسيقى موزارتية .. وقصائد سريالية
- قصائد كتبتها نيابة عن أندريه بريتون


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....