أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر















المزيد.....

النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


أصابع الله هو الضوء الذي يملئ العالم . وأجفانهُ هي الغيوم التي تمطر على حدائقنا وشتاءاتنا وأحزاننا المتلبدة بعاطف الرغبة إلى دفء وأنثى تستطيع من خلال أنفاسها أن تحصي سكان الصين بسهولة .
بين النمور والنساء جسور من نظرة متبادلة . هذا جدل لاغبار عليه .
عندما تعطش المرأة تشرب الرجل . وعندما يعطش الرجل يشرب خيال المرأة ، تأتي إليه أو لاتاتي هذا يرتهن بالحظ .
الحظ الذي يتعثر بإقدامنا كما قطرات المطر وهي تتعثر بدموع أمهاتنا يوم تموت الحروب فينا ونفترض إن العاج الذي يصنع جسد المراة هو بدن البندقية ، فلكي تصيب الهدف على شفتيك أن تلامس شفتيها بدون ميلان . عندها النمور تتمطى وتتثاءب وينتهي كل شيء .
قنينة العطر تصير اسطوانة . ضوء الله ينشر عباءة الحس على ما يتلى من كلمات في طقس آدم وحواء . توراة خضراء تفتح متعة القديسين في أقبية بعيدة وترطن بسريانية غامضة ما معناه :
إن لقاء الأجساد متعة الخلق ، وان روح الإنسان في طقس الاشتباك تتحول إلى لغة بدائية تصنعها ميكانيكية القصد ، والقصد هو أن نصل إلى ذروة لا تخلد إنما مشاعرها تبقى مثل نار أولمب ( خالدة إلى الآبد ).
في كتاب ( علاقة الجنس بالحس ) يقول المؤلف : إن قيمة ما يحدث في التلاقي يمثله توهج الرغبة عند واحد فقط ، أما الثاني فينساق إلى الواحد كما تنساق الفراشة إلى الوردة . احدهم يربط الآخر بحبل ولكنه لا يُرى .
ويقول أيضا ( إن المضاجعة والمدامعة تفكير واحد ، ولكن فلسفتهما في مغايرة دائرة لأن المدامعة نتاج حزن في اغلبها ، والمضاجعة نتاج شهوة ورغبة بافتراس شيء نريده )
ويقول أيضا ( وربما أنا من صنع هذا الكتاب ) : إن التشوق لصناعة لحظة حب تأتي من ذاكرة همجية أولا ، وخطوة خطوة تلبس رداء الحنان والإنسانية ويصبح التماوج في المكان كما ديك يفترس عُرفه .
اقرأ في الكتاب وأتخيل شراسة النمور ( أتخيل أفريقيا كلها وكيف ينام رجال القبائل البدائية تحت ظلال أشجار البامبر وهم يمارسون مع نساءهم طقسا اسمه ( الهلو ــ هوما ) . إنها مفردة تعني إننا نستعد لنتشاجر ونحن عراة .
أصور مشهد ذكر إفريقي وأنثاه وهم يفعلان ( الهلو ــ هوما ) ، يبدو المشهد مثل عراك ذبابتين ، لا تعرفان ماذا يحصلان من تشابك لولبي وصراخ بهجائية مندثرة . يسحبها إليه بعنف وتسحبه إليها بعنف أكثر ، وفي النهاية هي تظهر من فمها غيوما حمراء وهو يبتسم كأي بليد .
يعلق مؤلف كتاب ( علاقة الجنس بالحس ) : إن هذا مرتبط ببلادة يوم خلقه الله هكذا . مشاعر ليس لها آن ولم تصنعها رسائل حب ، بل هي عبارة عن غريزة تشبه جذع شجرة .
علق الفرنسي طيب الذكر ( آرثر رامبو ) وهو يجوب بشهوته المضادة غابات أفريقيا : إن هؤلاء البدائيون يشبهون خصية ثور . تنتفخ متى امتلأت بالبرسيم .
رامبو يقول هذا وهو يدرك بحسية بالغة التعقيد ماذا كان يريده من هؤلاء وربما فعل الشيء نفسه مع احدهم أو إحداهن تحت شجرة البمبر ، لكن من المؤكد إن وعي التلاقي بين الفريقين ( الذكر والأنثى ) أو بين رامبو واحدهم يمثل وعيا لتشابك بدائي وربما يفترضه عالم ما انه تشابك حضاري ، غير إنني وأنا أشم بأنف نمر اعتقد إن التقابل الذي حدث في طقس ( الهلو ــ هوما ) هو إدراك لحاجة صنعها نور الله .
طالما أعدت قراءة ما تفكر به السيدة ( نوال السعداوي ) إزاء هكذا طقوس . وأتعجب وأنا أتسائل وهي تغور وتفصل وتبحث في هكذا قواميس صعبة ومحرجة . كيف رشحت نفسها لتكون رئيسة للجمهورية ؟
مرات حين يختارني القدر لصحبة مع أخر رقيق ، ظفائره كما أغصان اللباب ، وعينيها مثل شاشة عرض سينمائية ، ويبدأ فصل العزف ( الحلال أو الحرام ) أتذكر ما في كتب هذه المرأة ، تتسابق جمل كتبها بإرتباك في اللحظة التي أكون بها أدور بالأرض وليس الأرض من تدور بي فأصل إلى قناعة إن كشف المغاير في إظهار ثقافة الجنس كنوع من التبشير أمر صعب وخطر ، لأن من دورت معها الأرض تقول لي في النهاية : أرجوك لا تخبر أحدا .
هذا مذكور في حديث صاحب الكتاب أعلاه ( علاقة الجنس في الحس ) حين يقول بصفحة لا رقم لها : إن الخوف والرعب والندم واللذة يجتمعان في صحن واحد كما سلطة خضروات وينتهيان إلى هذه الجملة ( أرجوك لا تخبر أحدا ) . والخلاصة في باعث النطق هو الوضع الاجتماعي ـ البدائي الذي كانت تتحدث عنه نوال السعداوي دائما .
ينبغي أن تعلم النمور أن الجنس صانع ماهر للسعادة حتى فيما يخص ( الهلو ــ هوما ) وان إدراك ما في لب الحب لاياتي إلا مع جولة الملاكمة هذه .
أتذكر جملة غيوم أبولونير الهائلة : حين يكون وجهك مقابل للقمر أستفز بكاملي .
تحيطني هذا الجملة برعشة بدن هزازة كما ( مناخل جداتنا ) يوم ينخلن سنين العمر حكايات وهذيانات .
العبارة الشعرية بطاقة مثل هذه تحفز إلى شيء . شيء يذهب بنا إلى مكان . المكان هو المراة حتى لو كانت خيالا .
تعريف هكذا طقس لا تنتهي ، تبدأ مفتوحة مثل عولمة لها أجنحة نورس يحلق في فضاءات الفراش ، ينقر بمنقاره المدبب الصغير حبات قمح الأنثى المنشرة كخارطة مدن الأوقانوس على ذاكرة الرجل . انه في لحظة الملامسة هذه ينسى لماذا تدور عقارب الساعة ولماذا يلقي رؤوساء الجمهوريات خطبهم السنوية في أيامهم التي يعتقدونها إنها أكثر وطنية من الحب . ولكن ليس هناك وطنا ينتمي إلى الصدق والفضيلة كما الحب .
ومن الحب نصنع ما يأتي في الليل أو النهار أو تحت شجرة البمبر .
النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر هم إكسسوارات ما تحدثت به بشجاعة خائف . والحق إن هذا العنوان كان مقررا لنص شعري ، لكن مشيت عارضة أزياء في فضائية ما أثارت في ما شئت أن اربط به نور الله بشفة حبيتي ( الوهم أو لنقل الهلو ــ هوما ) لقد كانت تمشي كما عقرب على لسعة خد . ولأني لا املك حذاء اعبر به الحدود صفعت القصيدة وعنوانها وسرحت مع تلك الجغرافيا الفاتنة ( اقصد عارضة الأزياء ) التي براتبها قد أستطيع أن اشتري بيت الملك السومري شولكي وكل قيثاراته . ولكن الله بأصابع قدسيته يضع الأقدار بمهارة . وقدري هو كما يقولون في عامية بلادي ( شوف وأسكت . واسمع ولا تدمع ) .
ربما لأن السكوت هو شهوة الفقراء لهذا قالوا هكذا . وربما لأن الدموع هي قلائد المحرومين أعطونا هكذا نصائح .

18 شباط 2006 / أور السومرية



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أتهجى كلمة حب بلثغة كما يفعلها لويس السادس عشر
- سلطان بروناي وزلماي خليل زادة وعطر تفضله شارون ستون
- من أجل بغداد .. أخشى أن ؟
- رجل البنتاغون رامسفيلد .. شاعراً
- كم أحب النخلة ..لأنها تشبه ابتسامة كاردينالاً مندائياً يحب ا ...
- أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه
- أنا أحسد الذين يعيشون خارج أسطرة ما أنا فيه
- الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....
- قلب العراق ...قلبنا جميعاً
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....
- ِيوم في حياة وزير الموارد المائية العراقي
- خواطر كونكريتية
- قصائد معتقة كخبز وجدوه في كهف أثري
- قصة قصيرة ..الحرب وذاكرة موزارت
- قصة قصيرة...الخرافة ..هي أن لاتكون قبل أن تكون
- قصة قصيرة ......لماذا يموت البلبل ؟...................
- قصة قصيرة ...كلب القرية لا ينبح بل يغني .
- من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر