أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - جوليات .. 6 .. 1/ ( Marijuana .. ) , 2/ ( نزو ثوري , بقر , ثيران ودجاج .. ) ..















المزيد.....

جوليات .. 6 .. 1/ ( Marijuana .. ) , 2/ ( نزو ثوري , بقر , ثيران ودجاج .. ) ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


(1) .. Marijuana ..

أمي فرنسية وأبي سوري , في بداية الثمانينات "وهباني" الحياة وأرسلاني إلى هنا ، معكم في هذه العالم الذي تتكالبون عليه ، جميعكم . وسط "ثقافتين" عشتُ , بين الغرب والشرق كبرتُ , وبين سوريا وفرنسا أغرقاني فغرقتُ . عندما وصلتُ العشرين إفترقا , كان ذلك بعد تفجيرات سبتمبر ؛ أكثرتْ أمي من الذهاب إلى الكنيسة فـ "اكتشفتْ" أن الإسلام ليس "دين سلامٍ" كما كانت تظنّ وانجذبتْ إلى القوميين فـ "علمتْ" أن ( بلدنا ) يتعرّض إلى "غزو عربي" بتواطؤٍ من "اليمين" و "اليسار" "الخونة" الحاكِميْن , لم يَعُدْ أبي سوريًّا بل أصبح "عربيا" "إرهابيا" ؛ أمّا أبي الذي لم يدخل مسجدا منذ أن عرفتُه , فصار يتردّد على مسجد بعيد عن منزلنا و "اكتشف" أن ( ديننا ) يتعرّض إلى مؤامرة عالميّة من أجل استئصاله ، و "لاحظ" أخيرا بعد أن شارف على الستّين أنّ "إخواننا" المسلمين يتعرّضون إلى التمييز العنصري في بلد "العهارة" و "الإنحطاط" فرنسا ، البلد الذي لم يعد صالحا لأن يُعاش فيه .

"قرّر" أبي العودة إلى ( وطننا ) سوريا بعد أن ضمِن تسويةً مع البعث , لم يخف من أي ملاحقة "قانونية" لا من البعث هناك ولا من أمي هنا , فأنا لستُ "قاصرة" لتتّهمه باختطافي وسأقول أني "ذهبتُ معه بإرادتي واختياري" .. أمّي "قرّرتْ" أن أبقى معها في ( وطننا ) فرنسا وأبي لن يستطيع منع ذلك لأن "قوانيننا" المحترمة المستَمَدَّة من "ثقافتنا" اليهو - مسيحية "العريقة" ستمنعه من ممارسة وصايته "العربية الإسلامية" عليّ . أمّا أنا فـقرّرت الصعود إلى الشّمال , أعلمتُهما بقراري : أبي اذهب إلى سوريا , أمي إبقي هنا في فرنسا , أنا ذاهبة إلى هولندا .. سألاني : لماذا هولاندا ؟ .. أجبتهما : المارخوانا , وقد أنزل إلى الأوروغواي بعد ذلك , ربّما .. لكن إذا حدث ذلك أبي , لن أُعَرِّجَ بـ "لايغيرا" فأنا كما تعلم لا أحبّ غيفارا ..

"لايغيرا" : La Higuera .. القرية البوليفية التي وقع فيها القبض على غيفارا وإعدامه في أكتوبر 1967 .
___________________________________________________________________________

(2) .. نزو ثوري , بقر , ثيران ودجاج ..

تبدأ القصّة في ذلك اليوم "المشؤوم" الذي "إعتَلَتْ" فيه أمي أبي و "نَزَتْ" عليه , خَالَفَا الأعراف القديمة وأرَادَا "التنويع" و "التجديد" فكنتُ أنا ! .. لم يستطيعا الإنجابَ إلا بعد ذلك "الإعتلاء" "الثّوري" وذلك "النّزو" "القهري" , فحسب رواية أمي كان أبي يومها غير راغبٍ في "السِّفاد" عكسها هي فـ "نَزَتْ" عليه غصبا عنه فصُنعت أنا ! .. صحراؤهما القاحلة لم تُثمر إلا بالـ "نزو" "الثّوري" ؛ فلأعوام طويلة كان "هو" "يَنْزُو" عليها فلم يَنْتُج ( شيءٌ ) ويومَ "نَزَتْ" "هي" عليه نَتَجَ ( شيءٌ ) وكنتُ أنا ذلك ( الشيءَ ) الذي كان عندهما كلّ ( شيءٍ ) أمّا أنا فلم يكن ذلك يعني لي ( شيئًا ) , لم يستطيعا فهم ذلك كل هذه السنين ولا يزالان يقولان عنّي أني وحيدتهما الفريدة التي ليس كمثلها ( شيءْ ) والتي ينتظران منها كلّ ( شيءْ ) .

كنتُ أخجل بدلا عنهما كلّما إفتخرا بي أمام الناس وكنتُ أتعجّب كيف يسكت أولئك الناس عند سماع "سخافاتهما" ؛ يفتخران بكوني "جميلة" وجمالي المزعوم جيناتٌ ورثناها ثلاثتنا لا فضلَ لا لي ولا لهما فيها , يمدحان "تربيتي" و "أخلاقي" أمام الناس ويقصدان أني لم "أعرف" أيّ شاب إلى الآن وهما من يحثّني ويدفعني طوال الوقت لـ "التعرف" على الشبان لأخرج من وحدتي وعزلتي كما يزعمان وحقيقتهما أنهما يظنّان أني "شاذّة" .. يكذبان عليّ بالكلام عن "رقّتي" و "أحاسيسي المرهفة" أمام أصدقائهما فمن "أحاسيسي المرهفة" أنا "نباتيّة" لأنّ حبّي الكبير للحيوانات يمنعني أكل لحومها ويدّعيان عليّ أني أقول : ما الفرق بين لحم الحيوان ولحم البشر ؟ أليسوا "إخوة" يرجعون إلى نفس الجدّ ؟ ؛ في حين أنّي وببساطة لا أحب اللحوم مثلما لا أحب أشياء أخرى كثيرة كالتدخين والخمور والماكياج والكرة إلخ , أما "أحاسيسي المرهفة" فهما أكبر عالميْن بأنّي "لا أحسّ" أصلا وأتساءل دائما : "هل سأشعر بشيء إذا فنى أمامي هذا الكون ببشره وحيوانه ونباته ؟" وكَانَا رَدًّا على مقولتي هذه يقولان عنّي أنّ جسدي جسد "ملاك" و "روحي" "روح" "شيطان" , ولا أعلم أين ومتى شاهدا الملائكة وأجسادها والشياطين وأرواحها ليقارناني بها ! .. مزاعمهما عليّ لا أُحصيها ! وفي أحيان كثيرة حاولتُ تجميع بعضها ووضعها أمامي فتَجَسَّدَتْ إنسانة أخرى لا أعرفها , والغريب أنهما يزعمان "الثقافة" و "المستوى العالي" في كل شيء وسلوكهما معي لا يختلف عن سلوك الرعاع والبسطاء معارفًا وثقافةً . لم يفهما أن "مهمتهما" عندي إنتهتْ بإنجاني , وحتى "التربية" التي "ربّياني" عليها ويظنان أن لهما بها "فضلا" عليّ , فقد ألقيتُ جلّها في المزبلة منذ سنوات , أمّا ما بقي عالقا منها إلى الآن فعملي على القضاء عليه لن يتوقّف ما حييتُ وأملي في التخلص منه سيظل أسمى أهداف حياتي كلّها .

كنت في الخامسة والعشرين عندما لمّحتْ أمي لقصة "الشذوذ" كما سمّته , فـ "المسكينة" لم ترني يوما مع رجل وحتى من كانوا يحضرون معي إلى المنزل كانوا مجرّد أصدقاء أو رفاق دراسة لا غير . تساءلتُ وقتها بيني وبين نفسي : لماذا إلى عمري هذا لم أشعر بأيّ "إنجذاب" حقيقي أو "رغبة" تجاه أيّ رجل ؟ .. ضحكتُ من سؤالي فجوابه للأسف كان واضحا ! والذي أضحكني أكثر , تلميحات أمي وتَذكُّري لبعض تلك الأفلام "البائسة" التي تتكلم عن المثليين وكلها تقريبا تردّد نفس القصة "السخيفة" ؛ فالشخصية الرئيسية لا "تفهم" دائما ميولاتها وتبقى في حيرة إلى أن تخرج عليها كالجنّي شخصيّةُ "المخلص الفتّاح العليم المحبّ السميع اللطيف الخبير" فـ "تفهم" أخيرا أنها كذا وكذا ! يا سبحانك يا مُخرِج ويا لعبقريتك يا كاتب ! موسيقى "مُقرِفة" , قُبلة من هنا ودمعة من هناك ! وانتهتْ القصة ! ومبروك عليكم الوقت الذي ضاع من أعماركم ولن يعود .. تذكرتُ أيضا بعض قصص وأشعار قرأتها وأفلاما "رومنسية" شاهدتها , الجميل فيها ذلك القول الذي لم أستطع إلى اليوم أن أفهم كيف يقوله البشر (( أحبك ولا أستطيع أن أحيى بدونك )) , كذبة ومنافقون ! فلو داسها قطار ستجدُ غيرها وتنساها ولو توقفتْ أيامه وأكاذيبه ستبحثين عن غيره وتنسينه ! .. لماذا يكذبون ؟ ثم لماذا يفتخرون بقصة رجل واحد إلى الأبد هذه أو إمرأة واحدة إلى الممات ؟ أنا أريد رجلا لا أريد إله أو رسولا يجثم على أنفاسي إلى الأبد , رجلا يمكن أن تنتهي صلاحيته في أيّ لحظة , كل شيء في هذا الكون عنده تاريخ إنتهاء صلاحية فلماذا كل هؤلاء البشر يستثنون أنفسهم ؟ .. كل الأمور "الغريبة" التي يردّدها الناس لم تكن تعنيني أو تمثّلني فأنا وحيدة لأني ببساطة شديدة لم أجد أحدًا يوفّر شروطي فيستحق إهتمامي , "رجل" أقصد ! فأنا "أعرف" ميولاتي ولا أنتظر "جنيّة" ! .. لم أجد هذا الـ "أحد" ليس لأني فريدةَ عصري ووحيدةَ بنات جنسي بل لأنهم كلهم سواسية ؛ أنتِ جميلة و و و وأخذتِ عقلي وفراشي ينتظر , أنتِ جميلة و و و ولا أستطيع الحياة بدونكِ وتزوجيني وفراشي ينتظر : المنتوجان الرئيسيان المعروضان في كل الأسواق , مع قليل من البهارات والإضافات من هنا وهناك بالطبع من قبيل "عقلكِ يزن الكون" و "أول مرة أعرف إمرأة مثلكِ" و "أنتِ إمرأة متحررة وقوية و و و" .. لا تستطيع أمي أن تفهم هذا كله , فهي لا تستطيع إلا أن تخاف من أن أكون "شاذة" ! .. حتى قصة الـ "شاذة" هذه ولو كنتُ كذلك فلن تحلّ لي معضلتي , فقد كنتُ أظنّ أنّ "هؤلاء" لا يريدون الإنجاب إلى أن إكتشفتُ أنهم بالعكس من ذلك , برجالهم ونسائهم ! أنا التي لم يأتِ ببالي لحظة في حياتي أن أحمل مع رجل , أفعل ذلك وأنا مع إمرأة ؟! .. قال لي أحد أصدقائي يوما أنه لو كان "كل" الناس مثلي لانقرض البشر وأني "أخطر" على الجنس البشري حتى من المثليين الذين فيهم من يرغب في الإنجاب وينجب أما أنا فلا ! .. والغريب أن صديقي مثله مثل جلّ البشر لا "يُثيرهم" وجود ملايين "العُقَّر" و "العَوَاقِر" ويقبلونهم كما هم أمّا من هنّ / هم مثلي فلا ! .. نعم أنا لا أريد أطفالا ولا يمكن أن يحصل ذلك معي , وهو من أهم الأمور التي تجعل هؤلاء الرجال ينفرون منّي , يريدون ما لا أستطيع توفيره , يطلبون "بضاعة" لا تُعرض في سوقي ولن تُعرض .. الفرق بيني وبينهم أني أراهم لا "يستحقون" إهتمامي لأن الذي يقدّمونه كلهم لا يعنيني أمّا هم فيرونني أستحقّ إهتمامهم لكن يجب "إصلاحي" و "إعادة تأهيلي" لأعود إلى "حظيرة" البشر "العاديين" وهم بذلك مثلهم مثل أبي وأمي يرفضونني ويريدون "إقتنائي" كأيّ شيء يريدونه وِفْقَ رغباتهم وبالرغم من ذلك يقولون لي أنهم يحبونني , ليتهم كرهوني إذا كان هذا الذلّ حبّا ! ويا لبؤس فكرهم وانحطاطه ويستغربون كيف لا أعيرهم أيّ إهتمام ويَسِمونني بـ "البرود" وبـ "الشذوذ" ! .. الفرق بيننا صدق ونفاق , مواجهة وهروب ؛ صدقتُ فكذبوا ونافقوا , وواجهتُ "ذاتي" فقَبِلتُها وأدركتُ السّلام معها وهربوا فعاشوا الحروب مع ذواتهم فرفضوا الآخرين وهاجموهم , فشتّان بيننا شتّان .

لسوء حظي أبي وحيد أبويه وأمي وحيدة أبويها وهي مصيبة المصائب عندي لأن العائلة وتاريخها وأمجادها "العظيمة" , كلها مُهددة بالإنقراض لو لم أعد إلى "رشدي" , لكن الذي "صحَّ" عندي و "ثَبت" ولسوء حظ أمي وأبي , أني سأفني هذه العائلة وسأحكم عليها بالإنقراض دون أي أسف أو شفقة .. أستغرب دائما كيف يظن أبي وتتصور أمي أن "ترهاتهم" هذه يمكن أن تقنعني أو تجعلني أتنازل عن "هويتي" ؛ قلت لهما مرارا أن الأمر ليس "رأيا" أو "فكرا" لـ "يتطور" أو "يتغير" مع الزمن أو بزيادة المعارف والتجارب , هذه أنا وأنا هكذا ولن أتغيّر ليس لأني أرفض ذلك بل لأني هكذا وليس لهما من خيار إلا قبولي كما أنا ونسيان الوهم الذي يعيشان عليه إلى الآن ؛ أن أتزوج وأنجب , كنت عندما أكون أنا وأمي وحدنا وأريد أن أزيد غضبها أضيف ؛ "النزو الثوري" هو المُلام ولست أنا , ثرتِ على "الأعراف" لتنجبينني فعاقبتكِ "الأقدار" : لا نسل لكِ سيستمرّْ فذوقي لعصيانكِ كلّ المُرّْ ..

كثيرا ما صرختْ أمي في وجهي وهي تصفني بـ "الشذوذ" ومخالفة الطباع البشرية "الطبيعية" و "السوية" , كنتُ دائما أتعجّب من "اليقين" الذي تتكلم به ومن سذاجة حججها التي غالبا ما تأخذها من "عدد" البشر الذين يرون رأيها , الغريب أنها هي من قصّتْ عليّ في صغري قصة جاليليو ونستْ أن "كل" البشر يومها كانوا على "يقين" أن الأرض مُسطّحة وثابتة ! .. ومع ذلك شرحتُ لها أن المسألة هنا ليست من الصحيح ومن المخطئ , بل تقبّل الآخر باختلافه وعدم فرض قناعاتنا عليه , لكنها لم تقبل ولن تقبل ! .. كان جوابي لها : ماما سأعيش حياتي كما أريد أنا لا كما تريدينَ أنتِ , ولن يكون فيها أولاد , هذا ما أراه اليوم , ربّما يوما ما ستأتيني تلك الرغبة وإذا أتتْ فلن أصدّها أمّا أن أبحث عنها أو أُسخِّر حياتي لها كما فعلتِ أنتِ أو أرى نفسي "شاذة" أو ينقصني شيء فلا .. لم أرَ نفسي يوما "شاذة" عن الجميع كما تقولين ولم أرَ أني أكثر "ذكاء" أو "قوة" أو "تميزا" عنهم , أنا أرى نفسي مختلِفة عنهم "فقط" تماما كعدم أكلي للّحوم . وقد قبلتُ بهم كما هم ليس لأنهم "الأغلبية" و "الطبيعيون" كما يزعمون بل لأني أراهم مختلِفين عنّي "فقط" ولا يضرّني في شيء ما هم عليه , ولو أردتُ تفنيد أسس حياتهم "العادية" التي تزعمين ويزعمون لما أعجزني ذلك فالملايين منهم تعيش حياة البؤس والذل والنفاق وجلّهم يقولون لو لم يتزوجوا لكانوا أحسن حالا وأهنأ بالا ويلعنون اليوم الذي تزوجوا فيه فلماذا أتزوج من لا يعنيني عالمه أصلا ؟ .. أما الإنجاب فالملايين منهم أيضا دُمِّرت حياتهم من طرف أبنائهم وفيهم من مات أصلا : كم من إنتحار حدثَ لعجزٍ جنسيٍّ أو لعقم ؟ وكم من سَكتة قلبية وقعتْ بعد "ضياع" إبنٍ أو "زنا" إبنةٍ مثلا ؟ وكم من أب "بائس" أضاع عمره يكنز الأموال لإبنه ليبدّدها ذلك الأخير في أيام دون حتى أن يشكر ذلك الأب ؟ وكم من أم "بائسة" "ذليلة" تُوُفِّيَ عنها زوجها فأضاعت عمرها حزينة عليه وواهبة ما تبقّى منه لأولادها ليصبحوا مجرمين ولصوصا دون رغبتها ؟ كم وكم وكم ؟ فلماذا لا تُقارنينني بهؤلاء إذا لم تستطيعي تقبّلي كما أنا ! .. ثم ماما , مثالك أنتِ ؛ أنجبتِ و "ربّيتِ" و "تعبتِ" كما تقولين لي دائما , وهاهي إبنتك الوحيدة لن تحقق لكِ "حلمك" , فلماذا تريدينني أن أخطئ خطأكِ ؟ .. كانت أمي تعاني من أمراض مزمنة أهمّها إرتفاع ضغط الدم والسكري , وكانت تستعمل أمراضها لإبتزازي في كل نقاش إمّا لتسكتني أو لتهرب وتنهيه وقتها ثم تعود إليه مرة أخرى فهي لا تكلّ ولا تملّ , أمي "الدكتورة" الجامعية مُدرّسة طلاب الدكتوراه ليس لها إهتمام منذ أعوام غير تزويجي وإنجابي وهو الأهم عندها , ذلك اليوم لم أهتم لأمراضها ولم أسكتْ .

تكلمتْ أمي عن "روعة" الحياة العائلية وعن "الجمال" , زوجان "متحابّان" وأطفال , وهي لا تختلف في رؤيتها عن غالبية البشر فهكذا ترى أمي "الحياة" و "الحبّ" وقد طبقتْ نظرتها هذه في حياتها الخاصة ولم يمنعها أحد من ذلك . لكنها لا تستطيع أن تفهم أن الحياة هكذا أنا أراها موتًا والذي تراه هي "حبًّا" أراه أنا "بقرا" و "ثيرانا" و "دجاجا" ! الحبّ "زوج" وليس "عائلة" , والذي هدفه "عائلة" لا علاقة له بالحبّ وإن ظن نفسه كذلك , أغلب البشر هدفهم "العائلة" لا "الزوج" ولو كان هدفهم "الحبّ" أي "الزوج" لما طلّقوا عند عجز أحدهم عن الإنجاب ؟ أليس الرجل الذي يُطلّق بحثا عن الإنجاب يعتبر المرأة "دجاجة" تبيض ؟ صحيح أعجبته الـ "دجاجة" و "أحبّها" لكنه يريد بيضها أيضا وعندما لم تبض "باعها" واشترى غيرها , فهل هذا "حبّ" أم دجاج وبقر ؟ والمرأة نفس الشيء , فماذا ستفعل بـ "ثور" عقيم ؟ فهي تزعم أنها "تحبّه" والمسكينة ودون أن تدري تراه مجرّد "ثور" ولا "حبّ" ولا هم..."يحبّون" ! الغريب أن أمي كجلّ البشر ترى هذا السلوك "البقري" "الدّجاجي" المنحطّ أمرا "طبيعيا" و "عاديّا" .. قلتُ لأمي : من حقكِ ذلكِ طالما لا يُفرض عليّ لكن رجاء لا تكلميني عن "الحبّ" فمفاهيمنا مختلفة , أنا لا أرى الرجال "ثيرانا" و "ديكة" ولا أستطيع السماح لأيٍّ منهم وإن جهل ذلك أن يعاملني كـ "بقرة" أو كـ "دجاجة" . الحبّ عندي أنا فيه نهاية الطريق , الحبّ عندكِ أنا فيه جسر لعائلة وأطفال , فماذا أفعل إذا كنت أرفض رفضا قطعيا أن أداس بالأقدام ليُمرّ عليّ إلى غيري أي هذه العائلة التي ترينها "حلما" أما عندي فلا تعني شيئا بل ولا أراها أصلا ؟ .. لم تجبني , صرختْ وهي تنادي أبي : إبنتكَ ستقتلني ! , وطردتني من غرفتها .. لم أشعر نحوها بأيّ شيء , لا أظنني كنتُ سأتأثر حتى لو ماتت لحظتها , حقيقةً نغّصتْ حياتي كل هذه السنين من أجل "وهم" لا يوجد إلا في مخيّلتها .. قبل أن أغادر قلتُ لها : لم أقل كل ما عندي فلا تظني أنه ستنقصني الحجج لتفنيد كل الأوهام التي يحياها جل البشر والتي ترينها أشياء بديهية لا تناقش , للأسف ماما كل شيء يُناقش ويُفنَّد عندي إذا أراد أحد أن يفرض علي شيئا . كلمة أخيرة : صحيح أني قلتُ أن رغبة الإنجاب قد تأتيني يوما , مع أني لا أتوقع ذلك لكن أرجو أن تفهمي أن هذا الإحتمال شبه المستحيل لن يتحقّق وأنتِ في هذا العالم فانسي هذه القصة رجاء , ولا تدفعيني إلى مغادرة المنزل دون رجعة لأنكِ حوّلتِ حياتي إلى جحيم .. مع وصول أبي قال لي : ماهذا إيلان ألا تراعين مرض أمكِ ؟! .. أبي كان "أرحم" منها بكثير بالرغم من أنه يحمل نفس وهمها .. أجبته : بابا سأغادر المنزل إلى الأبد إذا لم تنتهيا عن إثارة هذا الموضوع الذي لا يهمّني ولا أظنه سيهمّني يوما ..



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوليات .. 5 .. ( لاجنسيّة / Asexual ) و ( مغايرة / Straight) ...
- جوليات .. 5 .. ( لاجنسيّة / Asexual ) و ( مغايرة / Straight) ...
- كلمة وجيزة عن اللاجنسيين ( Asexuals ) و- مشاكسة - للملحدين . ...
- جوليات .. 4 .. هدية للنساء : ( شكرا (ماما) ) , وكلمة للرجال ...
- شكرًا لكَ -سيدي- البيدوفايل وشكرًا لكِ -سيدتي- البيدوفايل ..
- جوليات .. 3 .. مُسلِمة كيوت وملحد بدوي ..
- جوليات .. 2 .. عاهرة ..
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- جوليات ..
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل ال ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..
- علاء .. 7 .. عندمَا نئنّ ..
- علاء .. 6 .. أَنَا وَأَنْتَ .. وَهُمْ .. وَهْمٌ وَعَدَمْ ..
- علاء .. 5 .. أنا وأنتَ .. عبث ..
- علاء .. 4 .. أنا وأنتَ .. وَهُمْ .. قَمْلٌ وَجَرَادٌ وأُمُور ...
- علاء .. 3 .. أنا وأنتَ .. هل أنتَ ديناصور ؟ ..


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - جوليات .. 6 .. 1/ ( Marijuana .. ) , 2/ ( نزو ثوري , بقر , ثيران ودجاج .. ) ..