أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..














المزيد.....

علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 23:06
المحور: الادب والفن
    


القصّة ليست دعوة إلى "الفوضى" بل إلى "التحرّر" من كلّ الأوهام ، كلّها دون إستثناء .. الحرية كُلٌّ لا يتجزّأ ، من سارَعَ فيه إلى الإستثناءات عاش عبدًا والعبدُ الذي يظن نفسه حُرًّا يستحيلُ تحريره .. كلُّ قوانين "الإزدراء" هدفها إستعباد البشر لأصنام آن لها أن تُحطَّمَ ، كلّها دون إستثناء ، فلماذا نركّز على شجبِ قوانين "إزدراء" وننسى أخرى ؟ ماذا لو "إزدرينا" كل شيء ، هل ستعمّ "الفوضى" أم أننا سنتحرّر من كلّ الأوهام ؟ فنستطيع إرساء "النظام" على أسس حقيقية عوض موروث "النفاق" و"المعلوم بالضرورة" و"الإرهاب" الذي يحكمنا ؟ ..

وهي أيضا عمل طويل قمتُ بإختصاره وحذف الكثير منه ليُنشر ولكي يصدم فلا يُنَفِّر ويَبْعَثَ على التفكير ، التفكير ومراجعة كل شيء دون إستثناء .. وحدهُ "البدوي" يستثني ، تَحَرَّرْ من البداوة لتعيش بسلام مع الآخر المختلف عنك قبل أن تصل إلى ذلك مع نفسك .. ما سيأتي رسالة إلى الملحدين ، أراهم الأقرب إلى تجاوزِ القُشُور وكشفِ المضمون .. قُدسُ أقداسِ الجميع وأنا أوّلهم سـ "يُنتهك" وسـ "يُزدرى" به .. المؤمن لن يستطيع إلا العويل ونصب المشانق ، الملحد مدعوّ "فقط" إلى الصعود إلى هذا الحالق والنظر إلى كل الآفاق مهما كان بُعدها وإستحالتها ..

***

علاء : ردِّدي ورائي فهذا حالُكِ ..

أبدًا سأظلُّ حَمَأً مُحْتَاجًا إِلَى الصَّقْلِ ..
وَلَنْ أَطِيرَ مَا لمْ أَخْلَعْ كُلَّ هَذَا الثِّقْلِ ..
ولمْ أَتَجَاوَزْ وَهْمًا لَنْ يُنْبِتَ أيَّ بَقْلِ ..

أنا :

عَقْلُ قَلْبِي أَنْتَ وَكُلُّ حَيَاةٍ فِي حَقْلِي ..
كَيْفَ أقتُلكَ فِي قَلْبِي وأُملِّكُكَ عَقْلِي !؟ ..
دَعْنِي فِي حُبِّكَ أَتَدَيَّنُ وَأَسْجُدُ للنَّقْلِ ! ..


..

تامارا أختي الوحيدة ، أختي الكبيرة وُلِدَتْ قبلي ببضع دقائق .. أنا وهي توأم "حقيقي" ، لا شيء يُفرّقنا ولا أحدَ يستطيع التفريق بيننا حتّى أبي "المسكين" بحث كثيرا عن شيء يميّز إحدانا عن الأخرى فلم يجد .. كنّا "نكرهه" عندما كنّا صغيرات لأنه تزوّج بعد وفاة أمي وهي تلدني ، كنّا "نكره" زوجته "خالتي" أخت أمي لأنها إستولت على عرش أمي "أختها" دون وجه حقّ وكم فرحتُ أنا وفرحَتْ تامارا عندما ماتت زوجة أبي في حادث مرور وهي تقود سيارة أبي ، "دون" أبي .. لم نكن نحبّ أن تلِدَ لنا تلك "الشريرة" أخا أو أختا فماتت دون حدوث ذلك ، كانت تامارا تقول لي : إيلان لو أنجبتْ تلك "الشريرة" كان سيكون عندنا أخ إبن خالة ؟ وأجيبها : لا أعلم إسألي بابا ، فتسأله فيُجيب : كان سيكون ذلك لكن حسنا فَعَلَت الأقدار ، هل ستُسامحيني ؟ .. فتنظر لي فأومئ لها برأسي "لا" فتقول له : لا ، سنسامحك إذا لم تتزوج مرة أخرى ، نحن لا نريد أن تأخذ إمرأة أخرى مكان ماما ولا نريد أخوات وإخوة ..

حلّت "المراهقة" علينَا بالشّرّ والخراب ، فكشفتنا أمام الأقارب والأغراب ؛ أصبحتُ أكثر "عاطفيّة" و"طيشا" من تامارا ، صرتُ أَسْرَعَ غضبا وبُكاءً أَكْثَرَ أحلامًا وهراءً ، وكانت أَرْجَحَ عقلا وذكاءً .. في تلك الفترة كانت "الشريرة" أمّ ماما تزورنا كثيرا وكانت السبب في التفريق بيننا ، كانت تقول لأبي : البنات كبرنَ يجبُ الفصل بينهما ! ما هكذا تكون "تربية" توأم ! ..

كنتُ أرى أن أمّ ماما تكرهنا لأنها تُريد إبعادنا عن بعض ، كنتُ صغيرة و "بريئة" وكانت تامارا كبيرة و "بريئة" .. كنّا لا نفترق طوال اليوم حتى ليلا عند النوم ، كنّا ندرس معا نلعب معا نأكل معا نغنّي معا نرقص معا نستحمّ معا وحتى إكتشاف آثار غزو "المراهقة" لأجسادنا إكتشفناهُ معًا .. كنتُ أُحبّ أن تكونَ تامارا "ماما" وأنا "إبنتها" وكانت تُحبّ أن تكون لي "إبنة" وأنا لها "ماما" وكنّا نقول أننا "نفعل" ذلك لأننا نشتاق إلى ماما التي ذهبت إلى السّماء ... حتّى دخلتْ تلك "الشريرة" علينا يومًا بغتةً ، نظرتْ ، صرختْ ، تمتمتْ وخرجتْ ... كنّا نتساءل دائما لماذا لا يطردها أبي من منزلنا فهو "يكرهها" ونحن أيضا وهي أيضا لا تُحبّهُ لكنها كانت تقول أنها تُحبّنا وأبي أيضا ولذلك كان يتحمّلها وكانت تتحمّله من "أجلنا" .. بعد سنةٍ من إقامتها في منزلنا ماتت تلك العجوز "الشريرة" ففرحنا كثيرا لخلاصنا منها ، كانت تامارا تقول أن كل من سيحزننا ستصيبه لعنتنا ويموت ! .. كان عمري وقتها 12 سنة ..



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء .. 7 .. عندمَا نئنّ ..
- علاء .. 6 .. أَنَا وَأَنْتَ .. وَهُمْ .. وَهْمٌ وَعَدَمْ ..
- علاء .. 5 .. أنا وأنتَ .. عبث ..
- علاء .. 4 .. أنا وأنتَ .. وَهُمْ .. قَمْلٌ وَجَرَادٌ وأُمُور ...
- علاء .. 3 .. أنا وأنتَ .. هل أنتَ ديناصور ؟ ..
- علاء .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..
- إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار ..
- علاء ..
- تامارا .. 10 .. - طريقي - في هذا المكان بإيجاز ..
- تامارا .. 9 .. القصّة .. - كاملة - مع - مقدمة - و- خاتمة - - ...
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 5 .. الأخير .
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 4 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 3 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 1 ..
- تامارا .. 7 .. أنتِ ..
- تامارا .. 6 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. جُنون !
- تامارا .. 5 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. لماذا يكذبون ؟
- تامارا .. 4 .. أنا وأنتِ .. وهم ..
- تامارا .. 3 .. أنا وأنتِ ..


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..