أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..














المزيد.....

تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5653 - 2017 / 9 / 28 - 22:31
المحور: الادب والفن
    


بعد وصولنا جلستُ في مكاننا المعتاد وذهب "كريم" ليقتني شيئا يُأكل وآخر يُشرب ، وأنا أنتظره نظرتُ إلى البحر طويلا فتذكّرت أشياء كثيرة جميلة معه وكلّ شيء كان جميلا .. كنت دائما أسأل نفسي هل سيدوم هذا الحلم ؟ فتجيبني إلى الأبد .. كم أُحبّه ! وكم أحب هذا البحر الذي شهد أجمل لحظات عمري معه !

لله درّكَ يا بحرُ آنَسْتَ قلوبنا كلّمَا زُرناكَ حِينَا ..
فيكَ قال العشّاق وزادتْ لمجدِكَ غَنَّتْ قوافينَا ..
ثالثنا أنتَ وشاهدُ حُبِّنَا باركتَنَا وكلّلتَ أمَانينَا ..
إليكَ إشتياقنا كعبةَ حبّنَا أنتَ ونحنُ المُصلِّينَا ..
كيفَ نُجازيكَ وقد أحببتنا دون وعدٍ لتُغرينَا ..
أحببناكَ وسعدنا بلقياك دومًا تَؤمُّنا وتُناجينَا ..
حتى صرنا لودّكَ الأصحابَ الغُرَّ الميامينَا ..
وقلنا لعُذَّالك لمّا زعموا أنك تُدمينا وتُبكينَا ..
وقالوا رجس تنآهُ القلوب فلنُحطّمه بأيدينَا ..
خسئتم بل يبقى "التَّداني بديلاً عن تنائينَا" ..
قلب رحيم وأب كريم وإن لم تقولوا آمينَا ..
وحبّه الذي لا نخون نُقِش في القلوبِ دينَا ..
هذه أنغامنا التي عن كل أَراجيفكم تُغنينَا ..
وعليها نزيدُ كلَّ يومٍ رقصًا وغناءً وتلحينَا ..
فقرّ عَيْنًا يا بحرُ عن قُربِكَ ليس أمر يُثنينَا ..

حبّي للبحر كان منقطع النظير حتى أن "كريم" قال لي مرّات عديدة أنه منه صار يغار لكنه يعشق البحر مثلي وربما زاد عليّ .. عاد "كريم" فأيقظني من تأملاتي وذكرياتي .. خُذي بورگر صغير لكِ وبورگر كبير لي ، عصير لكِ وكولا لي .. لم أكن أكولة ، كان القليل يكفيني رغم أن صديقاتي كنّ يقلن أني أتعمّد ذلك للمحافظة على رشاقتي .. أكلنا وتكلمنا قليلا حتّى ..

نزلت من فوقنا .. بيننا وقالت دون سلام أو مقدمات : أفسحا المجال قليلا .. جلست بيننا ونظرت إلى "كريم" .. أنا جائعة .. خطفت من يديه أكله وشرعت تأكل بنهمٍ غريب وهي تنظر لي وتقول : لا تأكلي .. أظن أن بورگر هذا الشاب الوسيم لن يشبعني .. أكملَتْهُ ثم خطفت ما بيدي فأجهزت عليه ثم إلتفتت إلى "كريم" وقالت : كنتُ أحبّذ بيرا لكن لا مانع عندي من الكولا .. وشربتها كلها .. نفس الشيء فعلت مع عصيري .. كل ذلك وأنا و "كريم" لم ننطق بحرف .. كنا مذهولين من هول ما يحصل أمام أعيننا من غريبة لم نرها قطّ .. إستلقت إلى الخلف بعد ذلك ووضعت يدها اليسرى على كتف "كريم" واليمنى على كتفي وقالت : من عنده سيجارة ؟ .. ضحك "كريم" وأعطاها واحدة .. بدأت تدخّن وهي تنظر أمامها إلى البحر ونحن ننظر إليها .. قالت : أحب البحر .. وأحب أكثر إزعاج المُحبين .. إلتفتت إلى "كريم" وقالت : عزيزي أريدُ قهوة .. أجابها : "عزيزي" !! .. ردّت : بلا سكر وأسرع من فضلك سأعود إلى العمل .. قام وقد إختلط عليه مثلي الإندهاش والغضب وقال : حاضر "عزيزتي" دقائق معدودات وأعود !

كانت من عادة "كريم" إذا وصل غضبه الحد يسكت أو ينسحب فظننتُ أنّه إبتعد عنها كي لا يتصرّف تصرّفا غير لائقٍ ، لكنه عاد بعد قليل ومعه القهوة ! .. قبل عودته وبعد أن تجاوزتُ وقع الصدمة ، إبتعدت عنها وسألتها : من أنتِ ومن أين لكِ كل هذه الجرأة والوقاحة ؟! .. فقالت : إسمي غير مهم وأعملُ "عاهرة" لذلك أنا "وقحة" ، في مجتمع نفاقٍ كهذا إمّا أن تكوني "شريفة" فتموتي أو "عاهرة" فتعيشي وأنا إخترتُ الحياة ! .. هرعتُ من مكاني ، لم أستطع أن أقول شيئا وكأنّ لساني قد قُطع ! كنتُ أفكّر في الفضيحة .. قد رآنا كثيرون وهي تجلس بيننا ! .. مع عودة "كريم" أخذت منه القهوة ، شربتها بسرعة وقالت له : شكرا "عزيزي" ، عليّ الذهاب الزبائن ينتظرون .. سألني "كريم" : زبائن ؟ .. أجبتُ : عزيزي ، مصيبة ! قالت إنها تعملُ "عاهرة" وقد رآنا الناس معها !!



#هيام_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 1 ..
- تامارا .. 7 .. أنتِ ..
- تامارا .. 6 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. جُنون !
- تامارا .. 5 .. أنا وأنتِ .. وهُم .. لماذا يكذبون ؟
- تامارا .. 4 .. أنا وأنتِ .. وهم ..
- تامارا .. 3 .. أنا وأنتِ ..
- تامارا .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..
- تأملات .. 6 .. عن العلمانية والبداوة : كُلّنا بدو ! (السيد ن ...
- تأملات .. 5 .. عن العلمانية والبداوة : كُلّنا بدو ! (السيد ن ...
- تأملات .. 4 .. عن الربوبية واللا أدرية وأصل فكرة الإله الواح ...
- تامارا ..
- تأملات .. 3 .. عن بداوة الإسلام .. عن لاوطنية الدول العربية ...
- إسلام !
- رُفعت الأقلام وجفّت الصحف ..
- كلمتى .. 10
- كلمتى .. 9
- كلمتى .. 8
- كلمتى .. 7
- كلمتى .. 6
- كلمتى .. 5


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..