هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 09:19
المحور:
الادب والفن
أنا : لنتّفق منذ البداية ، إذا خُنتنِي يومًا أقتلك ..
هو : وإذا "خنتيني" أنتِ ؟ ..
أنا : "إن شاء الله" لن يحدث ..
هو : هل أنتِ ضامنة على نفسكِ مستقبلا تجهلينه ؟ ..
أنا : بـ "قدرة الله" ..
هو : نفس الغباء سمعته ممّن مَرَرْن قبلك ، ليتك تكوني الأخيرة التي أسمع منها هذا الهراء ..
أنا : كلامك غير لطيف ، لا تُقارنّي بأحد ، أرفض أن أُقارن ..
هو : أيضا هراء ! .. أدعوكِ أن تُقارنيني بكل الذين سبقوني ..
أنا : لم يسبقكَ أحد ..
هو : مصيبة ! .. لا أحمل عقدة الأول ولا الأخير حتّى ..
أنا : تُريد علاقة عابرة إذن ؟ ..
هو : أريدُ "إمرأة" ..
أنا : وأنا أريدُ "رجلا" ! ..
هو : لا ، أنتِ تطلُبينَ رُبع رجل دون أن تدري ، وتطلبين مني أن "أحتقركِ" ..
أنا : كلامكَ غريب ! .. أنتَ تتعمّد صدّي على ما فهمتُ .. قلها وكن صريحا أنّكَ لا تُريدني .. لا تخف عليّ ، سأعيش ..
هو : أنتِ ميّتة .. أُريدُ إحياءكِ ..
أنا : أوّل مرّة يُكلّمني أحد بهذه الطريقة ! ..
هو : قلتُ أنّي لا أحمل عقدة الأوّل ..
أنا : أعذرني .. هاتفي .. حان وقت صلاة العشاء .. تُناولني سجّادة من فضلك ؟ ..
هو : قلتُ لكِ أنّي ملحد ..
أنا : وأنا أجبتكَ أني أنا أيضا ملحدة .. بالحجاب .. إنتظر .. ظننتكَ تمزح ! .. آه ، فهمتُ الآن ..
هو : لن أسألكِ ماذا فهمتِ فأنا متأكد أن فهمكِ صحيح وفهمتِ كل شيء !!
أنا : تسخر مني ! أنتَ غير لطيف ! إنتظرني .. أصلّي وأعود ..
هو : إقترحتُ أن نذهب لمطعم ففرضتي أن نأتي هنا إلى "منزلي" المتواضع .. دون محرم .. والآن سـ "تُصلين ثم تعودين" ! .. "المنزل" متكون من الزنزانة التي نحن فيها الآن والتي يمكن أن نُسمّيها غرفة جلوس ، ومن تلك الغرفة ؛ غرفة نوم ؛ كلها شياطين ويحرم دخولها والصلاة فيها حتى بحضور كل محارمك ، الذي بجانبها مطبخ متر على متر على متر ، والباب ذاك حمام والحمام كما تعلمين لا يصلح للصلاة .. باختصار المكان الوحيد الذي يصلح للصلاة هو هنا ! لكن مع الجوب القصير الذي ترتدينه أظن أنه ودرءا لكل المفاسد من الأصلح أن تُصليها جنازة أو أن أخرج فمن يدري رُبّما وعسى ولعلّ .. هذا بالنسبة للصلاة ، أما الوضوء فاعلمي يرحمكِ الله أن الماء الذي تُنعم به علينا دولتنا المبجّلة غير طاهر ونجس لا يصلح إلا للحمام ، يعني يلزمك التيمم وعندكِ رأس لينين هنالك يفي بالغرض .. وأنتِ من تُقرّرين لتحملي كل الأوزار وحدكِ مع وجوب الحذر الشديد من "نصائح" الكفار ..
أنا : سأصلي عندما أعود للبيت ..
هو : فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ..
أنا : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللّمم إِنّ ربّكَ واسعُ المغفرة ..
هو : هل تعرفين معنى اللّمم ؟
أنا : الحقيقة لا ..
هو : أحسن .. صلّي والحقي بي .. سأنتظرك في الخارج .. جُعتُ لنذهب إلى مطعم ..
#هيام_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟