أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - لغة القلم














المزيد.....

لغة القلم


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5538 - 2017 / 6 / 1 - 22:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نستطيع قراءة الآخر من لغة جسده عندما يتحدّث فنقول عنه: شخصيّة قلقة، منفصلة عن الواقع، صريحة، بسيطة، أو غيرها من الألفاظ، لكنّنا لا نحكم عليه من النظرة الأولى، ولو أنّ الانطباع الأوّل قد يكون هو الانطباع الأخير.
يبدو أنّ لغة الجسد لم تعد حاضرة كما السّابق، فالأجساد متباعدة تجمعها شاشة صغيرة ندّون عليها أفكارنا.
بالنسبة لي أقرأ مقالاً عن الثورة، فأقول هذا منافق، وهذا مدعوم من الدولة الفلانية، وأقرأ مقالات موالية، فأقول هذا حاقد، وذلك لئيم، وتلك تؤمن بالقتل.
أقرأ مقالات العلمانيّة فأقول: هذا طائفي، وذلك لديه تخمة في جيبه، ومن ثمّ لا أقرأ . أدير وجهي إلى الحائط فأقول: هذا ليس وطناً، ولا مقبرة.
إن كان الأدب يسجّل تاريخ الشّعوب، فإنّ من يقرأ كتاباتنا بعد ألف عام سوف يقول عصر أزمة منتصف العمر في تاريخ الأدب.
يوجد اليوم الأدب الفاجر، والتاجر، وما موضوع الأنثى فيه سوى بضاعة تلزم السّوق. حضرت حفل توقيع كتاب، وقد استمر الكاتب في شرح كتابه ساعتين، مع أنه يمكن تلخيصه بصفحة واحدة ، و كان الحضور لابأس فيه، وكل شخص من الحضور اشترى الكتاب ليس من أجل أن يقرأه بل لأنه هكذا يجب أن يكون الأمر. اختبأت في نفسي وأنا أدفع ثمن الكتاب. منذ متى والكاتب هو المسوّق؟
ربما أغلبنا مصاب بجنون العظمة، فكتاباتنا تدور حول نفس المواضيع. ونحن نعيش المراهقة فنسطّر فخرنا بأنفسنا، ويتبعنا المتملقون.
لا نحتاج إلى أطباء لدراسة أنفسنا، فقد بقيت عدّة سنوات أبحث لأجد سرّي، وأيّ نوع من الأشخاص أنا. لم تظهر لي ملامح واضحة سوى الرّهاب، والقلق. وهذا ليس أمراً حسناً عندما نصاب بفوبيا. إنني مصابة بفوبيا الخوف، تلاحقني ضحكات السّجان عندما يؤدّبني، ويحاول أن يعيدني إلى صوابي. رهاب الوطن، فكلما سمعت كلمة وطن أشعر بالشّيخوخة، وترتجف يداي، أخشى أن يعيدني إليه.
نضجّ بالأمراض النفسية، والسلوكية، ولا عذر لنا بأنّنا تعرّضنا للقمع من خلال الاستبداد، فلا يمكن أن نعيش جميعاً أزمة منتصف العمر ونحن في أجيال مختلفة. أما التقليعة الأخيرة فهي أن تكون مسلماً متشدّداً، وتقف ضد الإسلام بنفس الوقت لأنك ضد الإرهاب الإسلامي، أو تكون مسيحياً متشدداً وتتحدّث عن الإرهاب وتعبّر عن كرهك لليهود والمسلمين.
لديّ رهاب الصّداقة، فكلما أعطيت لصداقة ما استغلت من قبل الآخر الذي يعتبر أنّني لقمة سائغة، فأحياناً يطلب تمويلاً، وأحياناً يطلب سكناً، أو قرضاً، وكأنّني دولة صغيرة كقطر يمكنني أن أموّل الإعلام العربي كلّه.
لو أننا أقلعنا عن الفخر بماضينا، واكتفينا بتدوين ما نكتب بتواضع دون أن نشير إلى عظمتنا في صور كثيفة، وأمكنة عديدة، وجماهير حاشدة، فالقارئ ليس غبياً. لو بالغت في الأمر قد يبتعد عن قراءة ما تكتب.
لا يوجد كاتب أو شاعر من حيث المبدأ، فالكتابة ليست مهنة إلا عندما تتحوّل لعمل ووظيفة، وما عدا ذلك فالجميع هواة، والتاريخ هو الذي يصنّف.
جميعنا بشر. نحبّ أن نكرّم على أمر نستحقّه بتواضع، وحبّ، لكنّ تلك الفوضى، والانحدار الإنساني الذي نسجلّه على صفحاتنا يشبه فوضى القتل، والتهجير، والتخوين ، عقولنا موجودة على الأرض وفي كل الأماكن التي نرحل إليها، ومع أنّنا ننظر لأنفسنا بعظمة، ينظر لنا الآخرون بأنّنا نحتاج لإعادة تأهيل.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنّه أبي-3-
- كأنّه أبي-2-
- كأنّه أبي-1-
- بازر باشي
- صراع مع الأماكن
- أحِبّونا دون شروط
- الشّعب المختار، والمحتار
- نحن والزّمن
- -ديني على دين المحبوب-
- المحرقة السّورية، والموت السّهل
- يبدأ الحبّ بلمسة تعاطف
- أعراس الوطن-مسرحيّة-
- عندما نُجبَرُ على الشّيخوخة
- مع ذاتي
- يشعلني الحنين
- على وقع الرحيل-2-
- على وقع الرّحيل
- أنا والليل
- بوصلة الأيّام
- فيدراليّة، أم موّحدة؟


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - لغة القلم