أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - على وقع الرّحيل














المزيد.....

على وقع الرّحيل


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5515 - 2017 / 5 / 9 - 21:41
المحور: الادب والفن
    


من المفترض أن يكون عيد ميلاده في أيار ، وفي أيّار:
"أقسمنا أن لا نفترق"
ولم يفرقنا سوى الموت
أخبرتُكَ قبلَ دهرٍ من الرحيلِ سألتُكَ : أين أنتَ من العشيرةِ ؟
أجبتَ باختصارٍ :منفيٌ. محكومٌ عليَّ بالطردِ .

نبذتني القبيلةُ
لقد رحلَ
أتى بعضُهم بعدما رحلَ . قالوا منْ أنتِ ؟

هل أعاتبُ ؟أم أرثي من رحلَ ممزقاً من الوجدِ؟
أتى إلي تائباً مثلَ طفلٍ . غفرتُ لهُ ..قلتُ : لا ترحلْ

قد نبدأُ من جديدٍ !

كان قلبه وجعاً ،أسطورةٌ مملوءةٌ بالشموعِ
في زمنٍ ازدهرتْ فيهِ أفكارُ الظلامِ
شموعٌ لم يحنْ بعد إشعالها
اشتعلتْ دون أن يدريَ . أحرقتْه
فرحلَ
. قلبهُ اشتعلَ . قبلَ الرحيلِ اشتعلْ
اختبأ في السرابِ . سمعتُه ينادي زهرَ الياسمينِ

وعلى شفتيهِ
كلماتُ عتابٍ تقولُ :أين أنتم أحبتي
وحيدةٌ بكيتُه . وحيدةٌ تحدثتُ إليهِ دونَ أن أكون
وبطريقتي التي أحبَّها ودعتُه دون وداعٍ
تحديتُ أساطيرَ النفاقِ. نثرتُ له على الترابِ
كل القلوبِ من الزهورِ
لملمتُ دمعَ الياسمينِ لما نزل
سألتُه عن حبٍّ كبيرٍ كيفَ أفل
استسلمَ دمعي للخجل
. رحلتُ من بين الفصولِ، سمعتُه يقولُ: لا زلت حبيبتي
لا ترحلي
نحن في انتظارِ موسم المطر
أحببتُك مثلما أحببتُ الترابَ عندما يبللُه المطر
لا ترحلي الآن . عذبني الرحيل مع الشفق
عشتُ ساعات الوداع بصمتٍ يعادلُ ألفَ صرخة
تركتُ الجموعَ تزiغردُ. تتمايلُ من نشوةِ الانتصارِ
لقد رحلَ. هم يراهنون على المحن وعلى الزمن
عادَ إلي قائلاً : لا تكشفي الأوراقَ


عن مواطنِ ضعفنا ،فلولاكِ ما صمدتُ
وربما لولاكِ ما صمدتُ
حبيبتي أنتِ رغم الزمن
إليكِ أعلنُ توبتي
لا تسألي عن تلك الجموعِ في لحظةِ محنتي
ماذا أقولُ له :
هل أبكي من الزمنِ ، أم من لحظاتِ المحنِ ؟
هل أحدثُه عن الشجونِ ؟أم عن الوطنِ ؟
لابد أن أهديه قصيدتي . علمي . قلمي


كان الوداعُ مميزاً مثل اللقاءِ .. كان الوداعُ بلغتي

لففتهُ بصمتٍ دون أن أكون ،انسحبتُ إلى غرفتي

سجنتُه هناك .أسمعُه يقولُ :افتقدتُكم في محنتي
قفزتُ وسطِ ليلي أصرخُ : أين أحبتي
خجلتْ أشباحُه من حيرتي، وانزوتْ لما رأتْ
أني وحيدةٌ في وحدتي
لم أرَه في كلِّ حياتهِ ، ولا في مماتِه
لم أرَه على مرِّ الزمان
لم أنظرْ إليهِ ملياً يوم كنتُ و يوم كان
لكنهُ معي في غرفتي, مدّدته قربَ وسادتي
أعاتبُه
أبكيهِ
أحاسبُه على خطاياهُ، ثم أغفرُ له وأضمُّه
أقدِّمُ له الكأس .يقولُ لي :

"سأشرب كأسك حتى الثمالة
فحبك قاتلي لا محالة "



ذاكرتي تتهمني عن الألمِ . من منا سيقولُ
لمن رحل؟

لابدَّ أن تخبرَهُ يا أيار

سأمزجُ دمعكَ مع دمعي ،و معَ زهرِ الياسمين
أرشُّه على الأرضِ هناك
هو عاشقٌ لرائحةِ الترابِ المبلل بالمطر

لم يعد مما مضى سوى آهاتٍ . كلُّه انقضى
العمرُ كان مزحةً ثقيلةً
تركتني للعمرِ أشكو حالتي ف كل ليلةٍ
ماذا أقولُ عنكَ ؟وماذا أقول لكَ؟
كلُّها حكاياتٌ مستحيلة
لم نفترقْ إلا عندما حانَ الرحيلُ
لقد كان قسماً لنا يوماً أن لا يفرقنُا سوى الموت
ولم يفرقنا سواه
اخترتك لكلِّ العمر
رحلت قبل أن ينضج الكرم
وتصفر عناقيد العنب



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والليل
- بوصلة الأيّام
- فيدراليّة، أم موّحدة؟
- قيود أمّي-الفصل الخامس- الجزء الخامس،والأخير-
- يسرقون الأضواء من الثّورة
- البعض يفضّلها علمانيّة
- قيود أمّي-الفصل الخامس-4-
- بضع كلمات حبّ
- في انتظار ترامب
- قيود أمّي -الفصل الخامس -3-
- مسار الثّورة السّوريّة
- لازالت الثّورة الروسية تلهم العمّال في العالم
- قيود أمّي-الفصل الخامس-2-
- قيود أمّي-الفصل الخامس-1-
- قد لا يمنح الدستور الحقوق
- البيت الأبيض قال، ولم يقل
- - كلّ مصائبي أتت من هذا الرّجل-
- قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-
- قيود أمّي-الفصل الرابع-4-
- تلك الأماكن المقتولة. تقتل ثانية !


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - على وقع الرّحيل