أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - أنا والليل














المزيد.....

أنا والليل


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5515 - 2017 / 5 / 9 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


ليلي لم يحاورْكم منذ زمنٍ . أردتُ أن أعودَ إليكم برفقتِهِ وهو يمتلئُ بزغاريدِ الفرحِ وألوانِ الحياةِ . يحيا فيه العاشقون ويسكن الأملَ. خلقَ من أجلِ أن نحلمَ ونحنُ نغرقُ بهِ . منذُ تبادلنا الأدوارَ معاً وأنا أعاني منه . أعجبَهُ أن ينامَ على وسائدي-أعني الليل- ، أبقى وحيدةً أحرسُ أحلامُه . عندما أوقظُهُ يجفلُ . يتشبثُ بي خائفاً .يقولُ : أنتِ ليلي !
لم أحسبْ أنّنا سنتبادلُ الأدوارَ . أعدُّ ليالي العمرِ، يجمعُها في كيسٍ يضعُهُ في صندوقِهِ . دخلتُ محرابَهُ ولياليَّ تلفُّ بي وترقصُ حولي من الخوفِ من العتمةِ .
يا ليلُ خذني إلى أرجوحةٍ هناكَ قربَ النسماتِ في مكانٍ ما بينَ تلك الطرقاتِ . لا تغني لي بلغتِكَ . عش في كلماتِ مواويلي ، واسهرْ على ضوء قناديلي. قربكَ يرتجفُ قلبي كأنّنا عاشقان . .
أعطني مفاتيحي التي سلمتُك إياها لما رحلتُ إليكَ في طفولتي . أعدْ لي صوتَ أمي . ساعات المرحِ، صدريتي، مدرستي . لماذا تتجاهلُ كلَّ أحلامي وتبثُّ سوادَك في أيامي ؟
قصدتُك كي نجلسَ معاً على كتفِ صخرةٍ ،كي نشعلَ ناراً في صحراءٍ موحشةٍ ، ولكي تحملَني إلى النجومِ .لا تبكِ .لم أر قبلك ليلاً يبكي تقولُ : إنَّ الليالي باكيةٌ أبداً . تسكنُها أنثى تعصفُ بها نارُ الوجدِ . تشكو قصتَها .هل مازلتَ تذكرُ حكايتَي ؟ أم ألمَّ خطبٌ بذاكرتِكَ فتجاهلتَ صاحبة القصة وروايتها .
استيقظْ . كفاكَ نوماً . أرغبُ أن نسهرَ معاً على الشاطئِ الآنَ . نام جميعُ الخلقِ إلا أنا . أنتظرُ أن تستيقظَ لترافقَني . رافقْني لو سمحتَ . سوادُك مع هديرِ الموج يسكناني . نداءاتُ البحرِ تدعوني أن أمشي على الأمواجِ في منتصفِ الليّلِ . سيكونُ قمركَ هناكَ شاهداً على سهرتِنا . نسجِّلُ عليهِ أحاديثَ حبِّنا .
قفْ على دروبِ أحبابي . أنتظرُهم . كبِّلْ حبيبي بالقيودِ . حاكمْهُ . احكمْ عليه مؤبداً في سجنِك كي نصبحَ اثنين . نقومُ على رعايتكَ معاً . اخترْ لي نجمةً . سمي عاشقاً باسمي . أرسلْني معهُ إلى دربِ التبانةِ. اتركْني بين النجومِ المتناثرة أعيشُ حكاياتي ونهاياتي . الدربُ هناكَ طويلٌ لا يخشى الليّلَ، سألوِّحُ لكَ من هناكَ . ويكونُ لي ليلةٍ تعجُ بضوءِ النجومِ في درب معروف مكانها في السماءِ .
خائفةٌ . ضمني إليكَ بقوةٍ . غطني . احمني . أبعدْ كلَّ الأشباحِ عن طريقي . لم أعدْ أرغبُ بصداقتهم بعد الآن . كنْ أنتَ رفيقي. أتسخرُ منّي ؟ تقولُ أنّ الليلَ للأشباحِ والجنِّ والعشّاقِ . إذن ضمني إلى مجموعةِ الجنِّ. أتعلمُ منهم السحرِ الأسود كي أسحركَ كما سحرتني . لن أرحل منكَ حتى تعدَني .بأن تجلب الفرحَ إلى العالمِ . بأن تبقى سماؤكَ ملونةٌ ونجومكَ لامعة ،أن تنهضَ وتتركَ لي وسائدي كي أغفو، وتحرسني . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوصلة الأيّام
- فيدراليّة، أم موّحدة؟
- قيود أمّي-الفصل الخامس- الجزء الخامس،والأخير-
- يسرقون الأضواء من الثّورة
- البعض يفضّلها علمانيّة
- قيود أمّي-الفصل الخامس-4-
- بضع كلمات حبّ
- في انتظار ترامب
- قيود أمّي -الفصل الخامس -3-
- مسار الثّورة السّوريّة
- لازالت الثّورة الروسية تلهم العمّال في العالم
- قيود أمّي-الفصل الخامس-2-
- قيود أمّي-الفصل الخامس-1-
- قد لا يمنح الدستور الحقوق
- البيت الأبيض قال، ولم يقل
- - كلّ مصائبي أتت من هذا الرّجل-
- قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-
- قيود أمّي-الفصل الرابع-4-
- تلك الأماكن المقتولة. تقتل ثانية !
- قيود أمّي -الفصل الرّابع-3-


المزيد.....




- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 رابط بوابة التعليم الفني لعرض ال ...
- غسان زقطان: آبائي هم أبناء جيلي ولا أثر لـ-الرواد- فيما أكتب ...
- وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم
- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - أنا والليل