أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - صراع مع الأماكن














المزيد.....

صراع مع الأماكن


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


لا يأسرني حبّ الاستقرارُ في مكان ما . يصبغ نظّارتي بالأسود كلّما فكّرت أنّني باقية هنا. لا أعرفُ إن كنتُ مغرمةٌ بالأماكن أو ناقمةٌ عليها ، كلّ ما أعرفه أنّ تلكَ الأماكن َالتي عشتُ فيها لا أتذكّرُها إلا كخيال، كما لو أنّني كنتُ غائبةً عن الوعي عندما عشتُ فيها. أعتقد أنّها هي المذنبة لم تلحظْ وجودي ، تركتُها ، بحثتُ عن أماكنَ ترحّبُ بي أكثر . تتألّق معي تتحدّثُ عنّي كمن يتحدث عن ابنه الوحيد.
فارقتُ أماكني، خفتُ أن تلاحقُني
بحثتُ عنها في تراثِ جدتي،في ضفيرة ابنتي
أردتُ أن أسميها وطناً، عشقاً
لم تلتفتْ ليديّ المفتوحتين للعناق
أماكني باهتةٌ ، طعمُها صبرٌ، لونها جمرٌ، وحبّها قهرٌ
تعانقُ البحرِ، تقذفُ اللآلئ إلى القبرِ
تتفننّ في الظلم . نرجسية في القهر
أغادر إلى متاهة من العمر
المرسومةٍ قبل ألف عام
أضيعُ ، أحلم بالنجاة
يأتي صدى يعصفُ، يكسّر الأمواج على الشطئان
لا أعرفُ ماذا أريدُ ؟ كلّ المتاهاتِ التي فككتُ لغزها أرادتني غامضة مثلها
زوابع صداي تردّد :
لا ترضخي .غيّريها . لا تموتي فيها
كلما مرّ علي عدة سنواتٍ في مكانٍ ما من هذا العالم .يدغدغُ روحي نزوعٌ إلى رحيل جديد
إلى أماكن أوسع
تهتزُّ حقيبتي المسافرة
هل تخشين الضّياع
انسفي سنواتك إلى وادي الزمن، ارحلي ، ففي الرحيل تموت القيود
وفي الضياع عمرٌ جديد يعود .
أضيعُ .،أفقدُ ذاكرتي، أبتسمُ للغموض
ترحلُ فرحتي إلى موسم الحنين
أحنُّ إلى الأشياء التي لا أحبّ أن أعودَ لها
سافرت إلى البعيد
دارنا موحشٌ، على أطرافه قيود
حكاياتُ جدتي أراها على الشّاشات
ليس فيها طعم جنيّات
جدتي راوية تعادلُ ألفَ راوٍ
قالتِ الراويةُ " جدتي "
في تلك القريةِ الجميلةِ أنجبتُ والدك ،كنّا نسميها نجمةُ الصبح ، أصبح اسمُها دارُ الفقر .
كانَ في قريتنا جنيّاتٌ، وعفاريتٌ وغيلانٌ
من حكاياتها
اليوم ليس فيها سوى البكاء
هل كانت جدتي أنا عندما كسرت القيود ؟
أم أنني هي عندما عبرت الحدود ؟
لا تلاحقني حبيبي . لن أعود .
لم يعد بيننا أيّ عهود
قلبي يضربُ على وقعِ الموت
لا تعاتبني حبيبي !
دعني أسليّ وحدتي.
أجتاز الحواجزِ والسدود
لا تعانقني!
لم يعدْ في أمكنتي شه
حقيبةُ يدي فارغةٌ
جواز سفري منفيّ
عيناي على المفارق ، ولا تريدُ أن تعود
لا تحاسبني إن رحلت
عمري رحيلٌ وسدود
عينايّ ليلٌ نظارته سوداء
والصباح بعد عقود
اتركني أداوي حيرتي
لن أعيش في دائرة تدعى هوى الأماكن . أنا على هواي ، و كلّ مكانٍ أعيش فيه حالة عشق سوف أغادره كي تبقى الحالة مستيقظة. من حقي أن أحلم بالعيشِ، وأنى رحلت أكون أمّي ، ومهما فرحت. أرى دمعها ينزل من عيني، ومهما صبرت أراني بثوبها الأزرق، وثوبي البنّي.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحِبّونا دون شروط
- الشّعب المختار، والمحتار
- نحن والزّمن
- -ديني على دين المحبوب-
- المحرقة السّورية، والموت السّهل
- يبدأ الحبّ بلمسة تعاطف
- أعراس الوطن-مسرحيّة-
- عندما نُجبَرُ على الشّيخوخة
- مع ذاتي
- يشعلني الحنين
- على وقع الرحيل-2-
- على وقع الرّحيل
- أنا والليل
- بوصلة الأيّام
- فيدراليّة، أم موّحدة؟
- قيود أمّي-الفصل الخامس- الجزء الخامس،والأخير-
- يسرقون الأضواء من الثّورة
- البعض يفضّلها علمانيّة
- قيود أمّي-الفصل الخامس-4-
- بضع كلمات حبّ


المزيد.....




- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - صراع مع الأماكن