أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فهيم عيسى السليم - نظرية نشوء وتطور اللغة العراقية














المزيد.....

نظرية نشوء وتطور اللغة العراقية


فهيم عيسى السليم

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 13:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نشوء وتطور اللغة العراقية
فهيم عيسى السليم
https://youtu.be/qZ4nf8ocQmk
النظرية المدرسية الرسمية المعروفة هي أن اللغة العراقية هي صورة منحطة من صور العربية الفصحى نتجت بشكل طبيعي عن إختلاط العرب المسلمين بأهل العراق أبان الفتح الإسلامي وما تلاه وهكذا بدأت كلمات أعجمية تدخل الفصحى وزال الإعراب وتحريك أواخر الكلمات تدريجياً حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
إن الدليل الأوضح التي تقدمه النظرية المدرسية هي أن الذي لا يقرأ ولا يكتب يتحدث العامية بشكل طبيعي إذن العامية العراقية هي لغة الأميين والجهلة.
إن كل هذا بطبيعة الحال ينافي الواقع التاريخي واللغوي المطموس نتيجة لاستمرار أصحاب هذه النظرية بحكم العراق قروناً طويلة حاولوا خلالها جاهدين طمس الحقيقة أكثر عن طريق تحريفها وذلك بعدم الإعتراف مطلقاً بالصفة الرافدينية الأصيلة المتحضرة لشعب العراق وبتراثه وإرثه الحضاري الهائل المتنوع والملون وبأديانه وقناعاته الراسخة.
وتركزت المحاولات على طمس تراث اللغات العراقية المتوارث لآلاف السنين إبتداء من السومرية والأكدية والآرامية بفرعيها السرياني والمندائي وإحلال العربية الحديثة عمراً بدلها على أساس أنها اللغة الأم المزعومة وعلى زعم مبني على نظرية تقول أن هناك لغة فراتية قديمة تفرعت عنها جميع لغات المنطقة وهذه اللغة هي الأكثر تشابها مع العربية.
إن نظريتنا تعتمد على الواقع التأريخي الدامي المعروف الذي كانت نتيجته الثانية بعد إتخاذ مذهب مختلف ومتميز هو رفض اللغة الجديدة وهي الفصحى وإحلال تدريجي للغة جديدة هجينة محله هي اللغة العراقية وهو موضوع بحوثنا المعمقة خلال السنوات التسع الماضية فاللغة العراقية بدأت من أصل آرامي سرياني مندائي على خلفية سومرية أكدية وهي لغة الكتابة والقراءة والحديث عند دخول العرب الى العراق وجرى تطعيمها تدريجياً بالعربية حتى أصبحت شبه مستغلقة على العرب غير العراقيين أبناء وادي الرافدين.
أن نظرية الكلام وتأسيس العربية الفصحى وقواعدها المبني على جغرافية وتأريخ وطبيعة الإنسان العربي إبن الصحراء الذي له فكره وقيمهُ الخاصة به والمنعكسة على لغته تتعارض وتتقاطع مع العراقي إبن الرافدين إبن الماء والهور والخضرة إي الفلاح وكذلك تتقاطع وتتعارض مع العراقيين ممن تمدنوا وسكنوا الحواضر منذ فجر التاريخ ولهذا سعى العراقي ونجح نجاحاً منقطع النظير في تأسيس لغته الخاصة به المبنية على طريقة تفكيره وبيئته وإنطلاقا من لغته الآرامية التي دخلت العربية عليها وخلال قرون طويلة حصل تلاقح معقد أنتج لغة هجينة غنية نزع فيها العراقيون عن العربية الفصحى صحراويتها وجدبها وسياجها اللغوي العالي ونحوها وقواعدها وطعموها بروحيتهم ولونوها بخضرة أرضهم وغزارة مياههم وكونوا خصوصيتهم اللغوية المؤسسة على:
• التخلي التام عن المقامات فيما يخص الأسماء فبجرة قلم نزع العراقي عن الفاعل والمبتدأ صفة التعظيم والتفخيم المرتبطة بالضمة(علامة الرفع) والإرتفاع والعلو والسمو والتعظيم وساواه بغيره من الأسماء التي تقع مفعولات أو مجرورات وبعلامة الفتحة والكسرة الأقل مستوى.
• التخلي الكبير المتعدد الأشكال عن الجملة المفيدة الكاملة التي أحل محلها الكلمة الواحدة أو الكلمتين التي تفيد المعنى بين المتحدثين والتي أنتجت شبكة لغوية خاصة جدا وغير متداولة خارج الجنوب والوسط العراقي كما سيرد في الأمثلة التي تعد بالمئات.
• ممارسة التوليد والإشتقاق خارج القواعد اللغوية الجامدة للغة العربية الفصحى وبتلوينات جميلة وذكية .
• إستخدام الفعل الرباعي بشكل واسع جداً وملفت للنظر ويسبق بكثير العربية الفصحى الشحيحة جداً في إستخدام الرباعي الأصيل.
• ممارسة إنشاء كلمات وأفعال جديدة كلما دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك وبدون الإلتزام بالقواعد الصارمة الثابتة للإشتقاق في الفصحى
• إستخدام صيغ قواعدية أكدية وآرامية لا تمت للفصحى بصلة.
• ممارسة الدمج والإلصاق اللغوي والإبدال لإستخراج كلمات جديدة على غرار اللغة السومرية وهذا النهج منتشر ومتداول حتى أن جملاً كاملة تختصر بكلمة واحدة في اللغة العراقية.
• إستخدام التعمية والإبهام والحسجة لإيجاد جو لغوي حميم غير قابل للإختراق من الآخرين وهذا الإستخدام يتوسع باستمرار حيث إمتد إلى الشعر مثل الأبوذية والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة.
• الإتكاء على الموروث الرافديني السومري الأكدي الآرامي وتفرعاته السرياني والمندائي خصوصاً في المتشابه مع العربي وأهمها الإبقاء على حرف الكاف المخفف والتوسع في إستخدام حرفي الشين واﻟﭽيم
• إستعمال كلمات غير عربية أغلبها سومري أكدي آرامي سرياني مندائي كفواصل للجمل أو بادئة أو لربط جملتين ببعضهما مثل لعد وجا وعلى مود وعبالي ووي وهلبت وبلكي وولك ويم واثاري وجوه وبره وحدر وهوايه و ﭽمدوب وغير ذلك كثير.
• إستعمال أوزان شعرية خاصة لا علاقة مباشرة لها بالشعر العربي كما أن الأبيات الرباعية للأبوذية والدارمي والنايل مستلة من أصول الشعر السومري.
وبإختصار فإن اللغة العراقية كانت وستبقى نتاجا خاصا بأبناء وادي الرافدين وواحداً من أهم الصفات العراقية الأصيلة التي لم تخضع ولم تتنازل ولم تندرس ولم تضعف بل العكس فهي تتطور وتتوسع وتزدهر لتكون لغة مستقلة بامتياز وهذا ما سنفصله في الأجزاء اللاحقة من هذه الدراسة التي ستنشر تباعاً على اليوتيوب.



#فهيم_عيسى_السليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصر حكيم وهذا الطور الرائع
- دمج الكلمات في اللغة العامية العراقية
- النفس الشعري في مجموعة الدكتورة غادة سليم إبراهيم(عطر الحب)
- في بلادي
- ماذا لو
- أنا لم أسافرْ
- دعش يدعش دعشاً
- النفس الشعري في رواية الدكتورة خولة الرومي : آدم عبر الأزمان
- يا بلادي
- يا أيها القلبُ الوَلوعْ
- ثروة العالم هنا
- الراية الحمراء
- هيا معي
- للمرة الأولى
- رد العجُز على الصدر في شعر محمد مهدي الجواهري


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فهيم عيسى السليم - نظرية نشوء وتطور اللغة العراقية