ميشيل زهرة
الحوار المتمدن-العدد: 5512 - 2017 / 5 / 5 - 13:50
المحور:
الادب والفن
إن كلمة (قاديشا ) آرامية الأصل . و قد دخلت في بنات الآرامية من اللغات الحالية ( كالعبرية ، و العربية ، و الكلدانية ، و غيرها ، بمبناها ، و معناها ..و ربما تغيرت قليلا في المبنى ..!! لكن المعنى الدقيق لها ، في ظني ،
: ( العاهرة المقدسة ) و التي يُشار بها إلى الربة ( عشتار ) و لكن ، في اعتقادي ، بعد انفصال الذكر عن الأنثى ، و اتخاذه خطا ذكريا محضا ، أصبح لها معنيين : قديسة ، وعاهرة ..!! حيث انشق المعنى عن المبنى في الروحانية الذكرية ، و ثقافته .
فتصوروا أن ترد هذه الصفة لامرأة يريد المترجم التشهير بها فأي الكلمتين سيختار.؟؟؟
لاشك أنه سيأخذ المعنى السلبي (عاهرة) مسقطا معنى القداسة عن المبنى...!!!!
هناك مثال آخر للترجمة في هذه الجملة الشهيرة ، التي وردت في رواية شيفرة دافنتشي : So Dark The Con Of Man...!!!!
ترجمها المترجم: ( خداع الرجل كريه للغاية..!! )
في اعتقادي أضاع المترجم روح النص نهائيا ، كما حدث في المثال السابق ، لأنه انساق مع عقيدته ، و عواطفه..!!
بينما لو كلف مترجم ، منحاز للأنثى بترجمتها، لترجمها: ( قيادة الذكر "مظلمة ، أو كريهة ، أو جاهلة" ، جداً..!! ) لأن في معاني الكلمات التي تتشكل منها الجملة ، كبناء ، تمتلك مساحة حرة للّعب العاطفي ..!! لاحظ معاني الكلمات الإنكليزية ، عندما تتحول إلى مبنى ، و معنى جديدين ..!
Dark : مظلم – غامض – خفي – سري – جهل – كريه .
Con : تملق – حجة – يستظهر – يدير دفة سفينة . (يقود) .
Man : إنسان – زوج – التابع – المرؤوس – الجندي – الذكر .
هنا لدينا مساحة واسعة ، لكي تتلاعب العقائد ، والعواطف في عملية الترجمة. فهل و صلنا النص المترجم حيا ، و نظيفا ، مادامت عواطف المترجم ، و عقيدته ، تغتال النص قبل وصوله إلينا ..؟؟؟؟
#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟